بعد تصريحات الفايز..

هل ورط إبن سلمان السعودية في 'فتنة' الأردن كما ورطها في قضية خاشقجي؟

هل ورط إبن سلمان السعودية في 'فتنة' الأردن كما ورطها في قضية خاشقجي؟
الإثنين ١٩ أبريل ٢٠٢١ - ٠٧:١٠ بتوقيت غرينتش

في تصريحات لافتة كشف فيها رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز عن تدخل جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قضية زعزعة استقرار الاردن، بعد ان رفض الملك عبدلله صفقة القرن التي تم فيه إعطاء الفلسطينيين 15% من أراضيهم، وارادت امريكا ان "تحل"القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

العالم يقال ان

قبل الفايز صرح وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي عن تورط جهات خارجية في محاولة زعزعة امن الاردن، وذكر بالاسم شخصيات اردنية مقربة من السعودية وتحمل جواز سفر سعودي منها رئس الديوان الملكي الاسبق باسم عوض الله، المقرب جدا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

بالاضافة الى التصريحين السابقين، كشف موقع "ميدل ايست آي" عن ان أجهزة المخابرات الأردنية اعترضت وفكت رموز رسائل صوتية ونصية مشفرة بين عوض الله وولي العهد السعودي، حيث ناقش الرجلان كيف ومتى يجب استخدام الاضطرابات الشعبية المتزايدة في الأردن، والتي أذكاها الاقتصاد المتعثر في المملكة ووباء كوفيد -19 ، لزعزعة استقرار حكم الملك عبد الله الثاني.

قبل كل ذلك، زادت الزيارة المفاجئة، التي قام بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على راس وفد سعودي رفيع الى الاردن، بعد يومين فقط من الكشف عن مخطط زعزعة امن الاردن، من الشكوك في تورط السعودية بما جرى في الاردن، فقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية حينها ، عن ان الوفد السعودي ذهب للمطالبة بالإفراج عن باسم عوض الله، وهو طلب رأى فيه المراقبون ، محاولة سعودية تهدف الى دفن اسرار المؤامرة، وابعاد الشبهات عن السعودية وتورطها في احداث الاردن.

هناك من رأى في الزيارة ، بانها كانت اجراء استباقيا يهدف لاحتواء الازمة التي باتت تهدد بتفجير العلاقة بين الاردن والسعودية، بعد ان ثبت تورط اشخاص مقربين من السعودية فيها، حيث اكد ان ابن فرحان، وفقا لهؤلاء المراقبين، اكد للجانب الاردني، عدم وجود نية، على الاقل لدى القيادة السعودية، للاساءة الى الاردن، بالرغم من وجود اشخاص تابعين لها في المخطط.

من الواضح ان الدائرة بدأت تضيق حول ابن سلمان، بعد تصريحات الفايز عن تورط كوشنير وعمه ترامب بالمؤامرة ضد الاردن، على خلفية رفض الملك عبدالله الثاني "صفقة القرن" ، وهي الصفقة التي تبناها ابن سلمان بحذافيرها، وكان من اشرس المدافعين عنها.

العارفون بطبيعة ابن سلمان، واندفاعه وتسرعه ، في اتخاذ القرارات، دون تبصر بعواقبها، اعتقادا منه ان الرعاية الامريكية والمال يحسمان كل شيء، وهذه الطبيعة المتهورة، تكشفت وبشكل صارخ، من خلال قرار شن عدوانه على اليمن بذرائع في غاية السخف، وكذلك قرار محاصرة قطر وما قيل عن عزمه على غزوها، وقراره أخذ رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، رهينة واهانته وضربه وجبره على تقديم الاستقالة من منصبه وهو في الرياض، وكذلك قراره قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بتلك الطريقة البشعة في قنصلية بلاده في اسطنبول.

رغم ان الملك السعودي سلمان، ليس له اشراف كامل على ما يجري في السعودية، وما يتخذه ابنه من قرارات، بسبب مرضه وتقدمه بالسن، الا انه لا يمكن سلب المسؤولية عنه في قضيتي العدوان على اليمن، او محاصرة قطر، ولكن العارفين بالشأن السعودي رجحوا فرضية ان سلمان لم يكن على علم بإجبار ابنه الحريري على تقديم استقالته، و جريمة قتل خاشقجي، التي ورط ابنه بهما السعودية وبشكل غير مسبوق.

من الواضح جدا، انه لا يمكن استبعاد فرضية ان يكون لإبن سلمان دور في الفتنة التي واجهها الاردن مؤخرا، فالرجل اثبت انه لا يتورع عن القيام بإي شيء من اجل الوصول الى كرسي العرش، خاصة ان كوشنير وعمه، وضعا "صفقة القرن" امامه، كممر اجباري للوصول الى عرش السعودية، وهي صفقة كان لابد على ابن سلمان، ان يزيح كل العقبات التي تقف امامها ، ومن هذه العقبات كان الملك الاردني.

يبدو ان الملك سلمان، بدأ يسخن نفسه من الان، من اجل انقاذ السعودية من الورطة الجديدة التي ورطها بها ابنه النزق، وما قيل عن الكلام الذي دار بين وزير خارجية السعودية لدى زيارته الاردن ومضيفيه الاردنيين، عن عدم وجود نية، على الاقل لدى القيادة السعودية، للاساءة الى الاردن، بالرغم من وجود اشخاص تابعين لها في المخطط، هو اعتراف ضمني بوجود دور للسعودية في المخطط. ويبدو ان الملك بدأ بعرض عناصر القوة المعروفة عن السعودية، وفي مقدمتها المال، للتخلص من الورطة الجديدة التي ورطها بها ابنه، بينما مازالت السعودية، غارقة في الورطات القديمة التي ورطها بها ابن سلمان، ومنها العدوان على اليمن وجريمة قتل خاشقجي.