تعطيش الحسكة.. الى متى؟

تعطيش الحسكة.. الى متى؟
الإثنين ١٩ أبريل ٢٠٢١ - ٠١:٥٠ بتوقيت غرينتش

مرة اخرى يُحشر اكثر من مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة، في وسط الصراع الدائر ما بين الجماعات المدعومة من تركيا وجماعات "قسد" المدعومة من أمريكا، في شمال سوريا، بعد حرمانهم مجددا من المياه، إثر خروج محطة مياه علوك من الخدمة، الامر الذي ينذر بتعرض أهالي مدينة الحسكة لأزمة مياه حادة.

العالم كشكول

عمليات قطع المياه عن الحسكة لأيام بل وحتى لأسابيع، تكررت وبشكل دوري في الفترة الاخيرة، وتحولت الى ورقة ضغط تمارسها تركيا ضد سكان شمال سوريا، خاصة بعد ان احتلت تركيا بالتواطؤ مع مرتزقتها بلدة رأس العين، والتي تبعد عنها محطة مياه قرية علوك نحو 3 كيلومترات، والتي تمد مدينة الحسكة بالمياه.

اللافت ان اهالي الحسكة البالغ عدد سكانها المليون نسمة، لا يتعرضون للضغط من قبل تركيا وجماعاتها، بل من جماعة "قسد" ايضا، التي تقوم "الإدارة الذاتية" التابعة لها بقطع الكهرباء عن مدينتي رأس العين وتل أبيض، اللتان تحتلهما تركيا، بذريعة انقطاع المياه عن مدينة الحسكة وأريافها، بينما الضحية يبقى أهالي الحسكة.

بات واضحا ان تعطيش الحسكة، هي سياسة اعتمدتها تركيا، بعد ان احتلت مدينة "راس العين"، كإجراء انتقامي ضد اهالي الحسكة، لرفضهم تواجد العصابات التابعة لتركيا، ورفضهم مغادرة مدينتهم، للحيلولة دون تمادي تركيا وعصاباتها المسلحة، في المضي في سياسة التغيير الديمغرافي التي يتم تنفيذها شمال سورية.

اللافت ايضا، ان الداعم الاكبر لتركيا و "قسد"، اللتان تتلاعبان بمصير مليون سوري، عبر التعطيش والتهجير، هي امريكا، التي لا تحرك ساكنا غير مشاهدة ما يجري. بينما تركيا هي عضو في حلف الناتو، وحليف استراتيجي لامريكا، ولا يمكنها ان تتخذ مثل هذه السياسية التي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، دون ضوء اخضر امريكي، وهو ما يفسر عدم تحرك اي منظمة او محفل دولي، لادانة ما تمارسه تركيا في شمال سورية.

وفي المقابل تحتضن امريكا وترعى قوات "قسد"، التي عادة ما تنتهي ممارساتها بضرر اهالي المناطق التي تسيطر عليها في شمال سورية، بسبب ارتهانها للقرار الامريكي، وهو قرار يتناقض كليا ليس فقط مع مصلحة اهالي الحسكة، بل جميع اطياف الشعب السوري ومن ضمنهم الاكراد، فأمريكا لم تضع قدمها في سورية الا من اجل مصلحة "اسرائيل"، ومصلحة "اسرائيل" تكمن في زرع الفوضى والنزاع والصراع بين شعوب المنطقة.

لا تقام لمناطق الشمال السوري قائمة، ولن يُرفع شبح تعطيش اهالي الحسكة، ولا شبح الفوضى والاقتتال، عن تلك المناطق، الا بعودة كامل جغرافيا الشمال السوري الى احضان الدولة السورية. وعدم انخداع بعض السوريين، بوعود وعهود امريكا، التي تستخدمهم لمصلحتها فقط، وتنقلب 180 درجة على جميع عهودها ووعودها، بجرة قلم، وتترك كل من تعتبرهم اليوم حلفاءها، وراء ظهرها، ليوجهوا مصيرهم لوحدهم.