هل العودة الامريكية جادة في محادثات فيينا حول الاتفاق النووي؟

الأربعاء ٢١ أبريل ٢٠٢١ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

اكد الباحث السياسي هادي قبيسي، ان الحركة الامريكية ماتزال على ما عليه في النقاش المركزي الاساسي حول الاتفاق النووي الايراني، بشأن من يبدأ اولاً، وهل تذهب دفعة او بالتجزئة.

وقال قبيسي في حديث مع قناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": انه يرى ان الحركة الامريكية ذو حدين اما هي ذاهبة باتجاه الخداع والتضليل كما في السابق على جاري عادتها، واما تراجع تدريجي لامتصاص الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها الادارة الامريكية من الكونغرس ومجلس الشيوخ والحلفاء.

واوضح قبيسي، ان الادارة الامريكية بدأت تتراجع عن شروطها في الاتفاق النووي ولكن بهدوء، ومع هذا الهدوء فهي تنتظر نتائج الانتخابات الايرانية وذلك خشيتها من ان تأتي ادارة ايرانية جديدة قد لا تلتزم بما يتم الاتفاق عليه، خاصة فيما يتعلق باستمرارية الاتفاق بعد توقف دام لاربعة سنوات.

واضاف قبيسي، ان هناك امراً اخراً يدخل على الخط وهو الاسرائيلي الذي بدأ يروج وينشر الكثير من الافكار والخيارات المحتملة باتفاق مؤقت من اجل فتح كوة جديدة، الامر قوبل برد ايراني رافض لاي اتفاق مؤقت على لسان رئيس المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي.

وتابع قبيسي قائلا: ان الامريكي يريد منع ايران من الوصول الى تخصيب اليورانيوم الى 60 بالمئة رغم ان ايران وصلت اليها، كما يريد منع ايران من الوصول الى الحافة النووية الامر الذي يصعب الامر عليها في التعامل معها، مشدداً على ان هناك رغبة امريكية اوروبية الى التقدم في مفاوضات فيينا.

من جانبه، اكد الخبير الاستراتيجي الايراني هادي محمدي، ان الامريكيين لديهم عدة اوجه في التعامل مع الاتفاق النووي، اولها هناك سياسة اعلامية معقدة ومبهمة اتخذتها امريكا منذ البداية وهي انهم على استعداد لرفع الحظر عن ايران ولكنهم لم يعلنوا ذلك بوضوح.

وقال محمدي: ان ايران لمست في محادثات فيينا انه ليس هناك بشكل دقيق نية امريكية حقيقية برفع الحظر كله عنها، وطرحت سيناريوهات في المحادثات على ثلاثة مراحل منها الحظر الذي يتم التوافق عليه، والحظر الذي يمكن رفعه والحظر الذي لا يمكن رفعه.

واوضح محمدي، ان ايران تعتبر اذا لم يتم رفع الحظر كله فان بقية المراحل والجزئيات الاخرى لا تعتبر مطروحة، معتبراً ان رفع الحظر بشكل كامل يمكن القيام به من قبل الرئاسة الامريكية او الكونغرس بكل بساطة، ولكن الان هو موضوع الحرب الاعلامية التي تشنها امريكا ولحد الان بعد فشل سياسات الضغوط القصوى على ايران، لافتاً الى ان هذه الحرب الاعلامية تروج بان امريكا محقة في المحادثات النووية.

واضاف محمدي ان هذه اللعبة الدبلوماسية التي تتخذها امريكا تدخل ضمن الحرب الاعلامية كآلية الحظر، مشيراً الى ان امريكا حاولت خلال محادثات فيينا بدلاً من ان تضع هدفها رفع الحظر عن ايران قامت بالتأثير على المسرح السياسي الايراني وتوتير الاجواء.

بدوره، يرى عضو حزب المحافظين البريطاني وفيق مصطفى، ان هناك تفاؤلاً اوروبيا وايرانياً بعد تقدم محادثات فيينا بنسبة وصلت الى 60 -70 بالمائة، واعرب عن دهشته لهذه النتيجة.

وقال مصطفى: ان الايرانيين معروفون بان لديهم مهارة كبيرة جداً في المفاوضات، حيث يبدأون بنقطة عالية وبعد ذلك بنقطة وسطية تتفق مع كل الاطراف خاصة ان الاطراف الاخرى في محادثات فيينا كالصين وروسيا وبريطانيا والمانيا وفرنسا لديها جدية كبيرة جداً للوصول الى اتفاق، باعتبار ان عصر المناورات قد انتهى.

واوضح مصطفى، ان ايران تفهم جيداً ان مناورات القط والفار قد انتهت، كما ان الامريكان يرغبون بتحالفات جديدة بدون وجود قواعد عسكرية في المنطقة وبالتالي فانه من المهم جداً ان يتوصلوا الى اتفاق سياسي مع ايران، واعتبر هذا الاتفاق في غاية الاهمية ليس مجرد على صعيد تخصيب اليورانيوم، وانما اتفاق يخص ايران كدولة واقتصاد وشعب ويخص المنطقة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5547108