من غزة .. للقدس سلامٌ آتٍ ..

من غزة .. للقدس سلامٌ آتٍ ..
الثلاثاء ٢٧ أبريل ٢٠٢١ - ٠٢:٤٠ بتوقيت غرينتش

من غرة إلى باب العامود حكاية معركة التحم فيها الجسد الفلسطيني لينبض بقلب واحد ويضخ الكرامة من القدس إلى كل العروق الفلسطينية فينتفض الجميع من أجل مسرى النبي محمد ومن أجل تثبيت الهوية الفلسطينية الإسلامية في كل زاوية وشارع من بيت المقدس 

العالم - قضية اليوم

فما أن حرك الاحتلال عصاه في وجه المقدسيين حتى وجد الصواريخ تسقط على رأسه ، فقد لبت غزة النداء غير آبهة ٍ بأنها يمكن أن تكون كبش فداء لتلك المعركة فالاحتلال تعود أن يحول غزة لبركة من الدماء حتى يغطي على فشله وإخفاقه الداخلي فبينما كان المقدسيون يزيلون الحواجز الحديدية ويجبرون الاحتلال على الاذعان لمطالبهم كان الجيش الاسرائيلي يقلص مساحة الصيد أمام لقمة عيش الصيادين في قطاع غرة فقد عبر عن عجزه أمام عنفوان وصمود المقدسيين بمحاصرة الصياد الفلسطيني في قوت يومه ، ومع ذلك فلا غزة استسلمت ،ولا القدس استسلمت ، ولا الضفة خضعت ، ولن يرى بنيامين نتنياهو الراية البيضاء تُرفع إلا في قصور بعض حكام العرب الذين ارتضوا لأنفسهم الذل وظنوا أن بتطبيعهم يمكنهم أن يبيعوا القدس للمحتل الصهيوني كبلفور الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق وهكذا أراد بعض حكام العرب أن يفعلوا لكنهم نسوا أننا لسنا في زمن بلفور بل في زمن يصنع فيه الفلسطيني صاروخه بيده دون ان ينتظر صفقة الأسلحة الفاسدة التي أخرجته من بلاده ، نحن في زمن يصنع فيه المقدسي من جسده متراسا ليحمي أبواب المسجد الأقصى دون أن يخدعه وعدٌ من أحد ..
فالمطبعون من العرب يراقبون ما يحدث في القدس أكثر من غيرهم يتساءلون كيف يمكن لهم أن يكسروا شوكة الفلسطيني العنيد الذي لم يهزه تطبيعهم وخيانتهم
تماما كما لم تهزهم البنادق المشرعة في وجوههم من جيش الاحتلال، فما حدث في القدس حلّقت رسالته في اتجاهين الأول هو صوب الاحتلال ومستوطنيه الذي لقنهم شباب القدس درسا لن ينسوه ، والاتجاه الثاني هو للمطبعين الذين ظنوا أن صفقاتهم التي أبرموها على حساب الحق الفلسطيني ستنجح في وأد الثورة في عروق الفلسطينيين فهم يظنون أن الفلسطيني يشعر بالوحدة الان والحقيقة أنه في أحسن أحواله لأنه على الأقل يراكم دون أقنعة وبات يميز الخبيث من الطيب ولم تعد تنطلي عليه قمم الوهم التي كنتم تدعموا فيها القدس بالأموال وباليد الأخرى توقعون على بيعها ..
فلم يعد بيع الأوهام والوعود يُجدي مع الفلسطينيين فهم صمام أمان قدسهم وأرضهم ومن يريد أن يحظى بشرف الدفاع عن القدس فليدعمها بمال أو بسلاح أو بكلمة حق يكتبها أو يقولها في أي بقعة من العالم ..

بقلم : إسراء البحيصي