المصریون ینعون قائد المقاومة الشعبية ویستغربون تجاهل الدولة!

المصریون ینعون قائد المقاومة الشعبية ویستغربون تجاهل الدولة!
الأربعاء ٢٨ أبريل ٢٠٢١ - ١٢:٥١ بتوقيت غرينتش

وسط تجاهل رسمي لحكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وغض الأذرع الإعلامية الطرف عن الجنازة إلا من بعض التغطيات الإلكترونية الخجولة لها، نعى مغردون مصريون وعرب الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بمدينة السويس، والذي وافته المنية عن عمر ناهز 92 عاما، بعد إصابته بفيروس كورونا.

العالم- مصر

والشيخ سلامة هو قائد المقاومة الشعبية بالسويس في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973. ويرتبط أبناء السويس خصوصاً والمصريون عموماً وجدانياً بالشيخ، نظراً لدوره الكبير في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي كرمه الرئيس الراحل أنور السادات، ومنحه نجمة سيناء، تقديرا لدوره في حرب 6 أكتوبر عام 1973.

وكان الشيخ سلامة يتمتع بعلاقة طيبة مع الجيش، لكن هذه العلاقة شابها البرود بعد انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، تجلت في تجاهل الجيش لوفاته وجنازته بمسقط رأسه السويس أو في القاهرة، بعد دعوة مغردين لإقامة جنازة عسكرية وشعبية، لدوره في مقاومة العدوان الصهيوني، على مدينة السويس.

سوشيال ميديا

"فيسبوك" يُغلق صفحة القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي

وأرجع بعض المعلقين تجاهل الدولة لجنازته، إلى تصديه للعدو الصهيوني الذي يقيم نظام السيسي علاقات دافئة معه، وآخرون لكونه مدنياً نجح في التصدي للعدوان. وأضاف فريق ثالث لأسباب التجاهل إشادة الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، خلال حرب أكتوبر به، وهاجموا الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني، والتي تتجاهل أدوار المقاومين.

وكتب الوزير السابق وأستاذ القانون، محمد محسوب: "‏رحم الله الشيخ المجاهد حافظ سلامة، رمزا لبطولات شعبنا عندما تسد الأبواب وتظلم الدنيا ولا يبقى سوى أبناء الشعب بصدور عارية وقلوب مؤمنة وعزيمة كالجبال، فلا يقبلون بالدنية ولا يفرطون في حق ولا يتنازلون عن شبر من أرض أو قطرة من مياه أو نسمة من هواء، خالص العزاء لأسرته والسويس ولكل مصر".

وقارن محمد عبد الرحمن بأبطال المسلسلات التي شغلت الأذرع في رمضان: "‏مهما يحاولوا أن يلمعوا أبطال المسلسلات ويعملوا منهم نجوما. هيفضل البطل الحقيقي هو البطل في قلوب الشعب. آلاف خرجوا رغم الحر الشديد والصيام لوداع بطلهم الذي دافع عنهم ببسالة وقت هروب جنرالات الجيش وترككم فريسة للعدو..
رحم الله شيخ المجاهدين وقائد المقاومة الشعبية الشيخ ‎#حافظ_سلامة".

وأشار الناشط علي حسين مهدي إلى إحدى مقولاته: "‏•الاستمرار في المقاومة وإن أدت لاستشهادنا• وفاة الشيخ ‎#حافظ_سلامة قائد المقاومة الشعبية المصرية في السويس".

وذكّر الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة بدوره في دعم ثوار فلسطين: "‏انتقل إلى رحمة الله الشيخ حافظ سلامة. كان الشيخ رمزا للمقاومة الشعبية وصاحب دور بطولي في حرب الاستنزاف وصمود السويس عقب ما يعرف بثغرة "الدفرسوار" في حرب أكتوبر 73. كان الشيخ يمدّ ثوار فلسطين بالمساعدات قبل الاحتلال الأول، وحوكم بسبب ذلك وسجن. ندعو الله أن يرفع مقامه مع الشهداء".

وتساءل الحقوقي هيثم أبو خليل: "‏من وجهة نظرك لماذا تجاهل العسكر نعي بل وحضور جنازة الشيخ حافظ سلامة أحد أبطال رموز المقاومة الشعبية ضد إسرائيل على مدار عقود؟ لارتباطه بمقاومة إسرائيل، لشهادة الفريق الشاذلي له. بطل مدني نجح في المقاومة، أو كل ما سبق. ‎#حافظ_سلامة ‎#ثورة_النيل".

يُذكر أن الشيخ سلامة كان له دور هام في عملية الشحن المعنوي لرجال القوات المسلحة، بعدما نجح في إقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود تركز على فضل الجهاد والاستشهاد وأهمية المعركة، عقب هزيمة 1967 والاستعداد لحرب عام 1973، وكانت هذه القوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر وأساتذة الجامعات في مصر، مثل شيخ الأزهر عبد الحليم محمود، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ حسن مأمون، والدكتور محمد الفحام، والشيخ عبد الرحمن بيصار وغيرهم.

ووصف اللواء عبد المنعم واصل، قائد الجيش الثالث الميداني، الدور الذي لعبه الشيخ سلامة في تلك الفترة: "الشيخ حافظ سلامة كان صاحب الفضل الأول في رفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة، بل إن الجميع كانوا يعدونه أبا روحيا لهم في تلك الأيام العصيبة".