بعد تصريحات سفير "إسرائيل" في اشنطن

لا ثقب في الإتفاق النووي.. المثقوب هو العقلية "الإسرئيلية"

لا ثقب في الإتفاق النووي.. المثقوب هو العقلية
السبت ٠١ مايو ٢٠٢١ - ٠٢:٠٣ بتوقيت غرينتش

مازالت "اسرائيل" تمارس دور الطفل المدلل، الذي يصرخ بأعلى صوته، لجلب إنتباه، "ماما أمريكا"، بعد ان تجاهلته، وهي مشغولة بالعودة الى الاتفاق النووي، وتصحيح أخطاء ترامب، التي إرتكبها وهو ينفذ وصايا نتنياهو، عندما انسحب من الاتفاق النووي، وفرض حظرا شاملا على ايران، اعتقادا منه، او هكذا اقنعه نتنياهو، ان ايران ستهرول اليه مستسلمة في ظرف اسابيع معدودة.

العالم يقال ان

بينما تسعى مفاوضات فيينا إلى إحياء الاتفاق النووي بعودة امريكا اليه، ورفع الحظر الامريكي بشكل كامل عن ايران، بالطريقة التي يمكن التحقق منها، في مقابل عودة طهران إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق نفسه، لا ينفك "مسؤولو اسرائيل"، يتحدثون ازاء ما يجري في فيينا، بطريقة اقرب ما تكون الى "الولولة والندب"، فهذا وزير الاستخبارات الاسرائيلية ايلي كوهن، علق مباحثات فيينا بين ايران ومجموعة 4+1 بالقول: "لن تسمح إسرائيل لإيران بالحصول على أسلحة نووية. وليست لدى إيران حصانة في أي مكان، فطائراتنا يمكنها أن تصل لأي موقع في الشرق الأوسط وبالطبع لإيران"!!.

وعلى طريقة كوهين بالولولة، قال سفير "إسرائيل" في واشنطن جلعاد أردان،:"نحن نعتقد بأنّ العودة إلى هذا الاتفاق السيّئ خطأ بل حتى خطأ كبير.. لسنا معنيين بأن نكون في هذه القصة.. إنه اتفاق مثقوب"!.

عدم الارتياح الواضح الذي ظهر عليه أردان هذا، سببه، حسب ما قال هو ، بعد اجتماعه بمستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سليفان، قال أردان:"لا يزال التقدير في إسرائيل أن الجانبين سيتوصلان إلى تفاهمٍ في الأسابيع المقبلة"، واضاف "اننا أوضحنا خلال الاجتماع أن تل أبيب تحتفظ بحرية العمل ولا ترى نفسها مقيدة بأي اتفاق دولي ليست طرفا فيه".

العالم كله يريد التوصل الى اتفاق مع ايران، وفي مقدمة العالم القوى الكبرى، ومن ضمنها امريكا، الا "اسرائيل"، التي تريد ان ترفع إيران الراية البيضاء، هكذا وبكل سهولة. فلا يحق لايران، "إسرائيليا"، ان تخصب اليورانيوم، وان لا يكون لها بالاساس برنامج نووي سلمي، وان تعطل برنامجها الصاروخي، وان تتنازل عن جميع عناصر قوتها، وان تكف عن القيام بإي دور اقليمي، وان تنكفىء على ذاتها، لماذا لان "اسرائيل" تريد ذلك!!.

هذا المنطق الذي تحاول "إسرائيل"، ان تقنع به القوى الكبرى، من انها اذا لم تعمل على تجريد ايران من كل شيء، فعليها ان تمنح "إسرائيل" "حرية العمل" ضد إيران!!. بات منطقا مثقوبا، لا يترشح الا عن العقلية "الاسرائيلية" المثقوبة، والتي خدعت به ترامب ورهطه المتصهين، ويبدو انه فقد اليوم بريقه لدى الادارة الامريكية الحالية، التي تحاول غسل الوحل عن سمعة امريكا التي لطخها ترامب، بتأثير هذا المنطق المثقوب.