من ديمونا وحتى حيفا، اين الهدف التالي الذي سيعدم امن "اسرائيل"؟

من ديمونا وحتى حيفا، اين الهدف التالي الذي سيعدم امن
السبت ٠١ مايو ٢٠٢١ - ٠٢:٤٩ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر اعرابه

الخبر : لم تمض سوى بضعة ايام على سقوط الصاروخ السوري قرب منشاة ديمونا النووية ، واذا بحريق يلتهم مصفاة نفط بمدينة حيفا .

الاعراب :

-في حين سعت سلطات كيان الاحتلال التقليل من اهمية الحريق الذي نشب في مصفاة نفط مدينة حيفا وعزت الامر الى انه ناتج عن خلل في احد الأنابيب لتبعد بذلك اي احتمالات بشان تعرضها لهجوم سيبراني ، الا ان بعض المصادر الاخرى لا تستبعد بان يكون الحريق ناتج عن هجوم سيبراني . وما يعزز هذا التوجه هو الهجمات السيبرانية السابقة التي تعرضت لها المنشات البنيوية الاسرائيلية في مجالات الماء والكهرباء ، والظلام الدامس الذي خيّم على مناطق شاسعة من الاراضي الفلسطينية المحتلة وبالتالي الصمت المطبق للكيان الاسرائيلي حيال مثل هذه الاحداث .

-في الواقع ان الهجوم على حيفا ليس هجوما على مصفاة فقط، بل اهمية الموضوع يكمن في اهمية هذا الميناء والمخازن العظيمة لذخائر الامونياك المتواجدة فيه ، ولهذا السبب تسعى "اسرائيل" الى التقليل من اهمية الحريق الذي نشب في مصفاة حيفا الى مستوى الخلل في احد خطوط الانابيب ، وهذا هو بالضبط نفس الموقف الذي اتخذته حيال اصابة الصاروخ السوري لمنطقة قرب منشأة ديمونا النووية، وابدت اصرار واضحا على الايحاء بان الصاروخ لم يكن يتبع هدفا مباشرا في سوريا وفي نفس الوقت لم يكن يستهدف منشأة ديمونا او المنشات النووية الاسرائيلية .

-هناك مثل معروف يقول " من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر " . نظرا الى ان تعرض منشاة ديمونا او مخازن حيفا لاي حادث سيعرض اربع دول اخرى محيطة بالكيان الصهيوني الى مخاطر بيئية جسيمة ، فمن البديهي ان يحاول هذا الكيان التقليل من اهمية الحادثة من جهة ومن جهة اخرى يخرج وزير البيئة الاسرائيلي مباشرة ليدلي بتصريحات ويطمئن الجميع بانه ليس هناك اي مخاوف او مخاطر بيئية ناتجة عن حريق مصفاة حيفا .

-رغم انه ليس من الواضح من يقف حلف هذا الهجمات ، وخلافا للمعتاد فانه وفي حادثة ديمونا وكذلك حيفا ليس المسؤولين فقط بل ان وسائل الاعلام الاسرائيلية ايضا فضلت بان لا تذكر اسم المتهم الدائمي في مثل هذه الحالات اي "ايران" لا من قريب ولا من بعيد ، وحاولت التقليل من اهمية هذه الاحداث الى مستوى الخلل الفني . يقال بان نتنياهو وبعد حادثة نطنز تعرض للكثير من التاتيب واللوم داخليا وامريكيا . والسر في ذلك يعود الى ان امريكا و "اسرائيل" تعرفان جيدا بان "اسرائيل" ليست ندا لايران في اي مواجهة عملانية . بعض المحللين يعتقدون بان مسالة استهداف السفن افضل دليل على ضعف الكيان الاسرائيلي امام ايران .

-ان كانت حادثة حيفا الاخيرة تاتي في اطار الحرب السيبرانية التي يشنها اعداء الكيان الاسرائيلي ضد هذا الكيان ، فيمكن ان نتوقع بان تكون "اسرائيل" اكثر حيطة وحذرا في المستقبل حيال اي محاولة لاشعال نيران الفتنة في المنطقة . الصاروخ الذي توغل 230 كيلومترا داخل الكيان الاسرائيلي ، وتخطى اربع منظومات امنية ليسقط قرب منشأة ديمونا ، لا يحتاج سوى لمزيد من الوقود ليقبل المنشاة النووية الاسرائيلية . كما ان البنى التحتية لمنشات الماء والكهرباء التي رفعت صوتها بالاعتراف بضعفها وهشاشتها امام الهجمات السيبرانية ، يمكنها ان تتناغم بسهولة مع عويل وبكاء حيفا وسائر المناطق الاسرائيلية الحساسة الاخرى .