الشيخ نعيم قاسم: يوم القدس رسم خطا جديدا في إحياء المقاومة + فيديو

الأربعاء ٠٥ مايو ٢٠٢١ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) 2021.05.05 – أكد نائب أمين عام حزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم أن مبادرة الإمام الخميني الراحل قدس سره قد رسمت خطا جديدا في إحياء المقاومة في المنطقة، مشددا على أن أن الحل الطبيعي هو الاستمرار بالمقاومة.

العالم - لبنان

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية على أعتاب يوم القدس العالمي أكد الشيخ نعيم قاسم أنه وبيتعيين يوم القدس العالمي أصبح العالم الإسلامي في وضع مختلف آخر تماما عما كان عليه بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدا أن ذلك رسم خطا جديدا في إحياء المقاومة في المنطقة.

وأضاف أن: من الرحمات الإلهية على الفلسطينيين أن انكشف المنافقون من خلال حركة التطبيع لأننا الآن أزحنا عبئا عن القضية الفلسطينية.

وفيما أشار إلى أن الحل الطبيعي هو الاستمرار بالمقاومة، شدد على أن مقاومة حزب الله تزداد أكثر فأكثر فأكثر مع كل التحديات الموجودة.

وقال الشيخ نعيم قاسم إن شعوب المنطقة مع القضية الفلسطينية وليست ضدها، مؤكدا أن إيران ستستمر في دعما للمقاومة كما كانت وأكثر، ولا يوجد أي اتفاق وأي نقاش حول قضايا المنطقة مع إيران خلال المفاوضات النووية.

وأكد نائب أمين عام حزب الله أن: الفلسطيني معني بأن تستمر شعلة المقاومة داخل فلسطين، والباقون في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة بأسرها معنيون بأن يكونوا بجانب المقاومة بالأساليب المناسبة التي يستطيعونها والقدرات التي يمتلكونها وأن يكونوا جزءا من محور المقاومة الذي يساند القضية الفلسطينية.

وإليكم النص الكامل للقاء الذي أجرته قناة العالم الإخبارية مع الشيخ نعيم قاسم:

العالم: يحل يوم القدس العالمي هذا العام في ظروف دقيقة وربما معقدة إقليميا وفي المنطقة العربية تحديدا من اتفاقات تطبيع معلنة وسعي زاحف من قبل بعض الدول العربية لما بعد التطبيع من خلال الاتفاقات على المستوى الأمني والاستخباري والاقتصادي والثقافي وسواه.. أمام هذه الحالة هل نستطيع أن نقول إن هذا الوضع خفض أو ضعف من أهمية ورمزية يوم القدس العالمي؟ أم العكس ربما بات أكثر إلحاحا؟

الشيخ نعيم قاسم: بسم الله الرحمن الرحيم، إذا أردنا أن نتحدث عن رمزية يوم القدس العالمي يجب أن نقارن ما قبل إعلان هذا اليوم ومابعد إعلانه، يجب أن نعود إلى عام 1979، بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة وإعلان الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة ليوم القدس العالمي، كنا في وضع و أصبحنا في وضع مختلف آخر تماما، كانت كمب ديفيد التي انعقدت قبل أشهر من انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران هي مقدمة لإسقاط كل الدول العربية وإسقاط كل المساندة الخارجة عن فلسطين وعزل الفلسطينيين في الداخل كي لا يتمكنوا من أن يقاموا وكي يفقدوا الإمكانات والدعم العسكري والسياسي والمالي وكل أشكال الدعم، هنا جاء إعلان يوم القدس من قبل الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة الذي تابعه بتأسيس فيلق القدس في المنطقة، والذي تابعه بدعم حركات التحرر، ورسخه بتحويل سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين، وبدأ الدعم العسكري والمادي والعملي للمقاومة الفلسطينية، وأنشى حزب الله في سنة 1982 بطلب من شباب في لبنان ومباركة من الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة.. كل هذه العوامل رسمت خطا جديدا في إحياء المقاومة في المنطقة بدل ضرب المقاومة وسقوطها.. خلال كل تلك الفترة استطعنا أن نحقق تحرير الأرض ومواجهة العدوان سنة 2006، واستطاعت غزة أن تواجه العدوان الإسرائيلي 4 مرات، وكل المنطقة اليوم باتت بحالة تقدم في قدرة ومنهجية المقاومة.

العالم: هذا الخط الجديد الذي رسمه الإمام الراحل قدس سره يعني تحديد يوم القدس العالمي.. هل هو اليوم أمام تحد مفصلي جديد؟ أمام اتفاقات دول عربية عديدة.. فيما بات العدو المغتصب اليوم صديقا وحليفا مقربا للكثير من الأنظمة العربية وباتت اليوم الكثير من الحملات الإعلامية تعمل لتبييض صفحة هذا العدو؟

الشيخ نعيم قاسم: لا شك أن إسرائيل تحاول أن تجمع عوامل القوة لاستمرار احتلالها، في المقابل الفلسطينيون وحركات المقاومة في المنطقة تجمع أيضا أسباب قوتها لمواجهة إسرائيل، وهنا يأتي التطبيع كتحد من التحديات وكجزء من محاولة إسرائيل لتحقيق شيء من الأمان لها بامتداد عربي يطوق المقاومة ويطوق الفلسطينيين، لكن –فلنكن واضحين- متى كان هؤلاء العرب يدعمون الفلسطينيين عسكريا بمقاومة إسرائيل؟ ولا مرة.. هم كانوا يدعموا بمساعدات اجتماعية فقط ، من أجل أن يكون لهم سلطة وقدرة على التحكم بالقرار الفلسطيني. أنا اليوم أعتقد أن من الرحمات الإلهية على الفلسطينيين أن انكشف المنافقون من خلال حركة التطبيع، لأننا الآن أزحنا عبئا عن القضية الفلسطينية، صار يقدر الفلسطينيون وحين يقولون "من يدعمنا؟" القول إنه محور المقاومة وشعوب المنطقة .. ولا يضعوا بعض الدول العربية بإطار الدعم لأن هؤلاء انكشفوا من خلال التطبيع، هذا تحدي.. أكيد، لكن بنفس الوقت يجب علينا أن نحوله إلى فرصة، والفرصة أنه أزحنا قسما من المنافقين وبتنا نعزز محورنا كمقاومة، وأنا أعتقد أننا يجب أن نتجه إلى مزيد من قوة المقاومة وإيجاد دعم لها ومزيد من الاستقطاب لمصلحة المقاومة، والمستقبل لنا إن شاء الله.

العالم: هذا الاستقطاب لمصلحة المقاومة هل بات أكثر تعقيدا أو مهمة أصعب في ضل هذه الاصطفافات اليوم في المنطقة وفي ظل هذه الاتفاقات والحرب الإعلامية الشرسة على محور المقاومة؟

الشيخ نعيم قاسم: دعونا نكون واضحين المقاومة بأساسها هي أمام تحديات صعبة وبالتالي المقاومة هي منظومة صار لها فترة طويلة وهي تتكون في المنطقة والعالم، لذلك فإن التحدي للمقاومة مستمر، سواء كان اسمه التطبيع أو العدوان الأميركي أو الاعتداءات الإسرائيلية أو احتلال محل ما أو ما شابه ذلك، هذه التحديات سوف لن تتوقف، نحن نتعامل مع هذه التحديات بأنها أمر طبيعي وهو يحصل، لذلك يجب أن ننصرف دوما إلى كيفية المواجهة وتقوية الموقع، فاليوم موقعنا موقع قوي جدا، إستطاع حزب الله منذ 2006 إلى اليوم أن يوجد توازن ردع حقيقي مع إسرائيل إلى درجة لم تتجرأ إسرائيل على الاعتداء على لبنان رغم أن منهجها هو الاعتداء الدائم خشية أن تحصل حرب قرر مسبقا حزب الله ألا يستسلم أمامها، وإنما يكون في حالة مواجهة حقيقية بكل ما للكلمة من معنى كي ينتصر فيما لو فرضت إسرائيل مثل هذا الموضوع، هذا شكل ردعا لإسرائيل، وكذلك الوضع في المنطقة فإن كل المحور يواجه ويقاتل.

العالم: نعم هذه إنجازات واضحة وتحسب للمقاومة في لبنان، ولكن في المقابل البعض يعتبر أن هذه المقاومة بات لها أعداء من الأنظمة العربية واليوم نسمع بظل التعاون الإسرائيلي العربي أن هناك ضمن الأهداف هو العداء لعدو مشترك واحد هي إيران والمقاومة الفلسطينية.. وكذلك وبالإسم حزب الله، كيف تتعاملون مع هذا الواقع وهذا التحدي؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن نعمل بطريقة معاكسة، يعني بالوقت الذي يواجهوننا بالالتفاف حول بعضهم مع إسرائيل وحشد كل الإمكانات في مواجهة المقاومة.. نحن أيضا كمقاومة نقوي وضعنا ونحشد إمكاناتنا مع بعضنا ونتعاون كمقاومين مع الجمهورية الإسلامية، الفلسطينيين الآن في أفضل حال من حيث الإمكانات والقدرات مقارنة بالسابق، نرى اليوم التحركات الفلسطينية في الضفة والقدس والقطاع بطريقة مبهرة ومؤثرة في آن واحد، إذا نحن لا نجلس نتفرج على المواجهة من قبل الإسرائيليين والاستعدادات والضغوطات ونقول "يا حسرتاه".. الحل الطبيعي هو أن نستمر بالمقاومة.. نعمل استعدادتنا ومستمرين إن شاء الله.

العالم: تحدي واضح وأنتم تتأقلمون مع هذا النوع من التحديات دون أن يؤثر فعليا وعمليا على أداء وعمل المقاومة.

الشيخ نعيم قاسم: أنا أقول لكم بكل صراحة يوم بعد يوم المقاومة بمحورها وخصوصية مقاومة حزب الله تزداد أكثر فأكثر فأكثر مع كل التحديات الموجودة، هذه التحديات تعمل حالة من الاستنهاض وليس التراخي، خاصة أننا "مقاومة" ولسنا جماعة بانون وجودنا على إعانات الدول الكبرى أو قراراتها السياسية، بل بانين على التفاف شعبنا حولنا وأن لدينا قضية حق اسمها فلسطين والأراضي المحتلة في لبنان وفي فلسطين والمنطقة، وبالتالي نحن نتقدم دائما مع كل التحديات.

العالم: هذا الالتفاف الشعبي في لبنان وفلسطين ودول محور المقاومة هي ما زالت محافظة على وجودها والتفاتها حول المقاومة ودعمها لها.. ولكن برأيك اتفاقات التطبيع اليوم الأم تؤثر على الالتفاف الشعبي على الشعبية على المستوى العربي فيما يتعلق بمحورية القضية الفلسطينية وأولويتها؟

الشيخ نعيم قاسم: بالتأكيد أن الأنظمة في الدول التي دخلت في مشروع التطبيع هي أنظمة عسكرية قمعية، ستمنع شعوبها حتى لو كانت عندهم آراء ولم يترجموا آرائهم إلى العمل المقاوم فسوف يواجهونهم أنذاك ويزجونهم بالسجون، ونحن نسمع أن كيف المقاومين للتطبيع في هذه الدول ليس لهم صوت يقدرون من توصيله، فإذا نحن بمثل هكذا حالة يعني ذلك أن الشعوب وافقت أنظمتها؟ لا.. بل هي شعوب مقموعة، نحن نعتبر أن هذه الشعوب سوف تعبر عن نفسها في يوم من الأيام، خاصة أنها مقتنعة بقضية الحق، واليوم وجود وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام العالمي المفتوح لا يترك أحدا لا يعرف ما الذي يحدث.

العالم: يعني ليس لديكم خوف على القضية في قلوب الشعوب العربية وإرادتها؟

الشيخ نعيم قاسم: لا لا.. الآن إذا أزيحت هذه الأنظمة المستبدة تزاح سترين أن شعوب هذه الأنظمة وهذه المنطقة كلها تلهج بفلسطين، لأن هناك رابطة دم ودين وأخلاق إنسانية، تربيتنا في المنطقة هي قائمة على الاستقلال والعز والكرامة، والإسلام ربانا على هذا المنهج، ليس معقول إلا أن نكون كلنا مع فلسطين، فإذا رأيتم أن أحدا ليس مع فلسطين هذا لأن عنده مكتسبات خاصة وأنانية وارتباط بالغرب والاستكبار وإسرائيل، كما أن هناك حالة قمعية تمنع الناس عن أن تعبر، نحن نعتبر شعوب المنطقة مع القضية الفلسطينية وليست ضدها إنما الأنظمة الحاكمة هي التي تمارس هذا الدور القمعي.

العالم: لم تتأثر إذا بالتطبيع.. ذكرتم أحداث غزة والضفة الغربية، والقدس والتي كانت من استهلت هذه الأحداث.. اليوم تزامنها مع موعد يوم القدس العالمي بأي إطار تصفون هذه الأحداث؟ وماذا تتوقعون.. هل ستكون هناك تطورات قادمة شعبية فلسطينيا؟

الشيخ نعيم قاسم: الإسرائيلي محتار، ماذا يصنع مع حركة المقاومة الفلسطينية في داخل فلسطين بشكل خاص.. كل مرة يحاول أن يختار أسلوب من الأساليب عله يستطيع من خلاله أن يراكم قوة قمعية يمكن أن تضر بالمقاومة وتجعلها تتراجع، اليوم رأي أن فرصة منع المصلين من الوصول إلى الأقصى وفرصة القمع في محيط القدس إذا نجحت معه في التزام المقدسيين بالقرارات الإسرائيلية سيسعى إلى خطوة إضافية في الضغط، والتي تتوسع تدريجيا، لكنه تفاجىء أنه حتى لا يمكنه منع الصلاة، وسيقاتل الفلسطينيين بأجسادهم من أجل أن يقيموها ومن أجل أن يعبروا عن ارتباطهم بالقدس، برأيي فشل الإسرائيلي بخطة العمل..

العالم: وارتد خطوة إلى الوراء..

الشيخ نعيم قاسم: وطبعا ارتد خطوة إلى الوراء لأن اشتعلت في كل فلسطين وهذا ما كان متوقعا بالنسبة لهم.

العالم: هنا تحديدا توجد خشية إسرائيلية وغربية من توسع رقعة هذه الفيضان الشعبي لربما تعم بعض الشوارع العربية أو الإسلامية.. هل هذه الخشية بمحلها بتقديرك؟

الشيخ نعيم قاسم: يكفي أن تتحرك فلسطين في الداخل لترعب الإسرائيلي، يمكن أن الإسرائيلي لم يحسب الآن حسابا بالنسبة للشوارع العربية ومظاهرات العرب، لكنه يعمل حساب لما يجري في فلسطين، لأن مظاهرات الفلسطينيين هي مطلبية تتحول إلى مظاهرات حجارة ومن ثم إلى مقاومة عسكرية، فكل الأرضية مؤاتية لمواجهة الاحتلال والاحتلال موجود بشكل مباشر. أعتقد أن التراجع الذي قام به الإسرائيلي لكي لا يقع بمأزق أكبر، وتبين أن خططهم لتطويع الفلسطينيين غير صحيحة وغير قابلة للتطبيق، وبالتالي عليه أن يعلم أن الفلسطينيين اليوم هم مجاهدين ومقاومين من طفلهم إلى كبيرهم، ولم تعد العودة إلى الوارء معهم ممكنة.

العالم: عموما الموقف الفلسطيني واضح ليس من اليوم بل منذ احتلال أرض فلسطين لغاية اليوم وها هو الفلسطيني يثبت عن كل استحقاق بانه يؤمن بقدارته بالمقاومة وأنه يرفض هذا الاحتلال رفضاً قاطعاً وهو متمسك بهذا الحق، ولكن اليوم هل تستطيع إرادة فلسطين وحدها بأن تواجه هذا المد العربي للتطبيع والتلاقي مع العدو الإسرائيلي، وهذه الحملة الشرسة ضد المقاومة سوى في فلسطين أو محور المقاومة المساند لها؟

الشيخ نعيم قاسم: دعينا لا نصعبها على حالنا، الفلسطيني معني أن تستمر شعلة المقاومة داخل فلسطين، والباقون في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة بأسرها معنيون أن يكونوا بجانب المقاومة بالأساليب المناسبة التي يستطيعونها والقدرات التي يمتلكونها وأن يكونوا جزءا من محور المقاومة الذي يساند القضية الفلسطينة، وعلى رأس هذا المحور إيران الإسلامية التي تبذل كل يوم وتدفع الثمن كل يوم.. العالم يواجهها لأنها مع القضية الفلسطينة، إذا كل جهة من جهات محور المقاومة مسؤولة أن تقوم بما عليها بأشكال المقاومة والدعم بالأساليب المختلفة، وأعتقد إننا ننجح.

العالم: اليوم في مايتعلق إذا بقي الفلسطيني وسيبقى على هذا الموقف والإرادة الصلبة، هذا يعني أن كل اتفاقات التطبيع وكل التقارب وكل ما نشهده اليوم اعلامياً والتجيش الإعلامي ضد المقاومة الفلسطينية، ومع التقارب وتبيض صفحة هذا العدو، إذن لن تجدي نفعاً؟

الشيخ نعيم قاسم: التطبيع معركة وليس نهاية حرب ومواجهة، في المعركة توجد أرباح وخسائر، التطبيع حقق شيئا للإسرائيلي لكن لم يحقق كل ماتريده إسرائيل، في المقابل التطبيع استفز الفلسطينيين ومحور المقاومة، وبالتالي هم يعملون إجراءات للمواجهة، يعني استنهض الهمم، بالتالي أنا لا أعتبر أن الذي يعمله الإسرائيلي والذي يعمله العرب يعني أنهم راكموا خطوات أساسية ضد محور المقاومة، لا.. إنها عملية مواجهة، حققوا نقطة معينة لكن هي غير قابلة أن تكبر وغير قابلة لأن تصرف لمصلحة إسرائيل في المستقبل، لأن محور المقاومة أيضا يراكم أسباب قوة ويراكم مواجهة ويحقق إنجازات.

العالم: البعض يعتبر من خلال مراقبته ومتابعته للأحداث في المنطقة أن إيران ربما دفعت أثمان غالية، ثمناً لدعمها القضية الفلسطينة منذ انطلاقة وانتصارالثورة الإسلامية في إيران ولكن اليوم هناك استحقاقات في المنطقة، هناك محادثات فيينا على ضوء المصلحة الإيرانية ربما لابد من أن تقدم إيران تنازلات ومن ضمن هذه التنازلات قد تكون وتشمل ربما جزءا من الدعم إن لم نقل الدعم الكامل للقضية الفلسطينة.. هل بتقديرك هذا وارد بأي شكل من الأشكال لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

الشيخ نعيم قاسم: عندما بدأت مفاوضات الاتفاق النووي في زمن أوباما، كان يوجد توجيه معلن وخاص للأخ وزير الخارجية ظريف أنه ممنوع التفاوض مع 5+1 إلا بالاتفاق النووي حصرا، يعني ممنوع الحوار حول صواريخ إيران وقدرة إيران، ممنوع النقاش حول دور إيران في المنطقة، ممنوع النقاش حول امتدادات المقاومة وعلاقتها بإيران، ممنوع مناقشة قضايا المنطقة.. قضية لبنان، قضية سوريا، قضية اليمن، قضية العراق، ممنوع.. فقط أمر واحد وهو الاتفاق النووي، وهذا ماحصل بالتحديد خلال كل فترة الاتفاق إلى أن انعقد الاتفاق.

العالم: هذا في 2015.. واليوم؟

الشيخ نعيم قاسم: الآن المطلب الإيراني الذي أيضا أعلنه سماحة القائد الثورة الإسلامية بوضوح هو عودة الولايات المتحدة الأميركية إلى الاتفاق النووي بإلغاء كل العقوبات التي أدرجت على إيران لتعود إيران إلى الاتفاق النووي من دون الموافقة على مفاوضات أو مباحثات حتى حول الاتفاق النووي وليس الأمور الأخرى، يعني بمعنى آخر اليوم نحن أمام مفاوضات إيرانية مع 5+1 ووجود الأميركان في مكان آخر لعودة الاتفاق النووي الذي ليس له علاقة لا بشؤون المقاومة ولا شؤون الدول ولا علاقة إيران بالمقاومة ولا علاقة بالدول، لذلك أنا برأيي ستستمر إيران في دعما للمقاومة كما كانت وأكثر، ولا يوجد أي اتفاق وأي نقاش حول قضايا المنطقة مع إيران، على الأقل هذا ما رأيناه بشكل واضح ونلمسه من خلال مايجري.

العالم: سماحة الشيخ في ختام هذه الحلقة ما هي الرسالة التي تتوجهون بها اليوم إلى شعب فلسطين وإلى كل مقاوم يواجه اليوم بالصدور العارية هذا العدو المحتل؟

الشيخ نعيم قاسم: أقول للفلسطينيين قيمة فلسطين أنكم شعبها ومجاهدوها، لولا أن فيكم هذه الروح البطولية والمستعدة للشهادة من الطفل إلى الشاب إلى الكهل إلى المرأة إلى كل المواقع الاجتماعية ولولا أن لديكم هذا الحس الجهادي الذي يؤمن بتحرير الأرض لما أمكن أن تتقدم القضية الفلسطينة خطوة واحدة، أنتم رأس الحربة وأنتم أصحاب القضية ونحن جميعاً تابعون وداعمون لكم، عندما تكونون بهذا المستوى من الهمة العالية والاستعداد للتضحية فبالتأكيد النصر سيكون لكم، وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.

العالم: وهل القدس أقرب كما عنونتم لهذه المناسبة في هذا العام؟

الشيخ نعيم قاسم: كل يوم يمر تصبح القدس أقرب لأنه في النهاية هذا العمل المقاوم سيتراكم ليعطي النتيجة في نهاية المطاف، فإذا كل خطوة نقطعها وكل يوم يمر وكل جهاد يقدم وكل شهيد يرتقي إلى السماء يقربنا من القدس أكثر فأكثر.. القدس أقرب.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..