نتنياهو يقدم هدية للفلسطينيين.. ستكلف الاحتلال اثمان باهظة

نتنياهو يقدم هدية للفلسطينيين.. ستكلف الاحتلال اثمان باهظة
الأحد ١٦ مايو ٢٠٢١ - ٠٥:٠٢ بتوقيت غرينتش

تغيرت قواعد الاشتباك وانقلبت المعادلة، كيان الاحتلال الصهيوني الذي اعتقد انه اخمد القضية الفلسطينية تفاجأ بنتائج لم يكن يتوقعها اثر عدوانه على قطاع غزة وحي الشيخ الجراح في القدس المحتلة.

العالم – كشكول

المتابع للقضية الفلسطينية يتذكر انه قبل شهر رمضان المبارك كان الوضع العام في البلاد العربية يسوده قتامة بالغة في ظل حكام هرولوا للتطبيع مع كيان الاحتلال وقمعوا شعوبهم التي انتفضت واعلنت براءتها منهم. لكن في ليلة وضحاها وببركة الشهر الفضيل وما ان استوحشت سلطة الاحتلال واعتقدت انها اخمدت القضية الفلسطينية في وجدان الشعب الاسلامي والعربي وانها اوصلت ابناء الشعب الفلسطيني الى مرحلة اليأس جاءت قضية اهالي حي الشيخ الجراح لتكشف الغطاء عن نيران حماسة الفلسطينيين التي لم ولن تنخمد ابدا.

المقاومة في قطاع غزة لطالما كانت كالشوكة في حلق كيان الاحتلال، لكن هذه المرة المسيرات المنددة والمواجهات المستمرة بين قوات الاحتلال وابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمقاومة تطورت من الحجارة الى الصواريخ التي تصل الى عمق الاحتلال وتثبت فشل قبته الحديدة. واللافت ايضا ان مقاومة الاحتلال امتدت من قطاع غزة لتشمل كل اطياف الشعب الفلسطيني والتي تمثلت في وحدة الفلسطينين في الضفة الغربية وعرب الداخل هذه المحاور الثلاثة التي عمل الكيان على شق صفها وخلق الفرقة بينها.

ان التطور الاخطر الذي كانت، وما زالت، تخشاه سلطات الاحتلال هو انتقال المقاومة الى الضفة الغربية نظرا لتداخلها مع المستوطنات والعمق الإسرائيلي، ما يعني انها ستضرب الكيان في مقتل خاصة إذا سارت الانتفاضة الحالية على نهج الانتفاضة الثانية المسلحة وتطورت الى حد استخدام الصواريخ والاسلحة المتطورة. وهو ما يكشف عنه حجم رد الفعل من قبل كيان الاحتلال على الهبة جماهيرة التي عمت مختلف المحافظات في الضفة الغربية، احتجاجاً على العدوان الاحتلال في قطاع غزة، وتنديداً بالانتهاكات التي تشهدها القدس ومدن الداخل كما تؤكد علی ان الاحتلال الاسرائيلي اتخذ اسلوباً جديداً في التعامل مع المسيرات وهو عملية القمع المباشر وذلك لتخوفه من ظهور غزة ثانية في الضفة الغربية. وهو تطور نوعي لم تشهده فلسطين منذ عقود خاصة بعد ان انتقلت المواجهات بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رداً على جرائم الاحتلال في المدينة والأقصى، ولمنع تهجير أهالي حي الشيخ جراح إلى مدن وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

الاحتلال لم يكن يتخيل ان حصار غزة قد فشل ولم يكن يتخيل ان القضية الفلسطينية لم تزل حاضرة في وجدان أهالي المناطق المحتلة عام 1948، أو في الضفة الغربية أو القدس. كما ان وقفات الشعوب التضامنية التي شهدتها العديد من دول العالم اثبتت ان اتفاقيات التطبيع التي وقعها رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو مع بعض الحكام المطبعين العرب، لاتمثل الشعوب وانها اتفاقيات مع أشخاص مطبعين ليس أكثر من ذلك لتنهدم بذلك كل اوهام نتنياهو فوق راسه ويكلف الاحتلال ثمن سياساته ليسيطر مشهد الصراخ والرعب الذي يصل لحد الهيستيريا على المستوطنين داخل الكيان الذي تستمر المقاومة باستهدافه بالصواريخ لضرب عمقة ردا على عدوانه ضد الفلسطينين العزل،بعدما فقد كيان الاحتلال قوة الردع.