صحف لبنان : انتصار غزة يصنع المعادلات..

صحف لبنان : انتصار غزة يصنع المعادلات..
السبت ٢٢ مايو ٢٠٢١ - ٠٨:٠٧ بتوقيت غرينتش

لا يزال انتصار المقاومة الفلسطينية يشد أنظار العالم.

العالم_لبنان

وتحت عنوان الزمن الجميل، قالت صحيفة الأخبار، اللبنانية اليوم السبت: سكت، أخيراً، دويّ الطائرات والمدافع والصواريخ، ليعلو صوت السياسة. لا يعني ذلك أن المعركة انتهت، بل إن فصلاً جديداً منها قد بدأ ربّما، إنما بأدوات وأساليب مغايرة. فصلٌ تبدي المقاومة استعدادها التامّ للتعامل معه، سواءً في المفاوضات حيث يُراد، على ما يبدو، انتزاع تنازلات منها لم تُحصّل بالحرب - وإن كان الموقف المصري يُولّد إلى الآن ارتياحاً غير مسبوق، أو في الميدان، حيث تُظهر جاهزية عالية لصدّ أيّ عدوان إسرائيلي جديد، على قاعدة «إن عُدتم عُدنا»، و«لمعركتنا فصول لم تُكتَب بعد.

واضافت هكذا، تنظر المقاومة إلى اليوم التالي، فيما على ضفّة العدو يَظهر التخبّط سيّد الموقف. أسئلة كثيرة تحضر على طاولة صانع القرار الإسرائيلي حول الفشل وأسبابه وكيفية حصْره والحدّ من تداعياته، سواءً في الدائرة الأولى الفلسطينية، أو في الدوائر الأبعد، في حين لا يبدو صبّ الاتهامات على بنيامين نتنياهو إلّا محاولة لصرف الأنظار عن الفشل المؤسّسي، الذي يكفي فزع الجيش من دخول القطاع برّاً للتدليل عليه. على أيّ حال، تُدرك إسرائيل أن ما بعد سيف القدس لن يكون كما قبلها، تماماً مثلما تُدرك ذلك فصائل المقاومة، وعلى رأسها حماس التي بدأت ترتيب أوراقها لإعادة علاقاتها مع سوريا، ضمن الاستثمار المتوقّع والمجدي في نتائج الجولة الأخيرة. أمّا الضفة الغربية وأراضي الـ48، فلن تعود إلى القمقم كما تحكي بعض التوقّعات، إذ إن الثأر الذي بدأ لن ينتهي قريباً، وما خَطَّتْه مواجهة أيار لن يكون من السهل محوه، بل سيحفر عميقاً، إن على صعيد وحدة الشعب الفلسطيني، أو المواجهة مع الاحتلال، أو الاشتباك مع سلطة أوسلو.

من جهتها صحيفة البناء قالت إن جيش الاحتلال أنهى الحرب التي أعلنها على غزة رداً على صواريخ المقاومة التحذيريّة دفاعاً عن القدس، من دون أن ينجح في إضعاف القدرة الصاروخية للمقاومة التي بقيت تطلق صواريخها على عمق الكيان بالكثافة والمدى الجغرافي ذاتهما، ومن دون أن يتمكن من التفكير بعملية برية يعرف سلفاً من بعض المؤشرات حجم كلفتها وتداعياتها، حاملاً معه تبعات فشل القبة الحديدية على صورة ميزان الردع الذي كان يدّعيه بوجه محور المقاومة، ووضعاً داخلياً مأزوماً بين خيارات أحلاها مرّ، فمواصلة التصعيد الذي يمارسه المستوطنون بحق الفلسطينيين في القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48، باتت نتائجه شديدة الخطورة يتوقع معها الكثير من الخبراء العسكريين في الكيان تحوّلها الى حرب عربية يهودية يستند فيها الفلسطينيون الى قدرة غزة النارية التي أثبتت فعاليتها بالقدرة على التدخّل، وكبح جماح المستوطنين سعياً لتأمين التهدئة مع الفلسطينيين يهدّد بحرب أهلية يهودية يهودية.

واشارت إلى أنه فيما كانت المناطق الفلسطينية بلا استثناء وتجمعات فلسطينيي الشتات ومعهم عواصم عربية وعالمية عدة، تحتفل بالنصر الفلسطيني كان المستوطنون ومعهم جيش الاحتلال يعاودون بعد الظهر الهجمات في القدس بعد هدوء قبل الظهر، لتشتعل المواجهات في القدس والبيرة والعديد من المناطق في الضفة، بينما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عزمها على مواصلة جهود التهدئة تمهيداً لإحياء المسار التفاوضي على قاعدة حل الدولتين، الذي سيحمله وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في جولة قريبة في عواصم المنطقة، والمشكلة التي تنتظر بلينكن هي أن هذا الحل لا يجد تشجيعاً عند الفريقين المتقابلين، كيان الاحتلال وقوى المقاومة، بينما الأطراف التي تتحمّس له لا تملك القدرة على إنعاشه، سواء السلطة الفلسطينية أو العواصم العربية التي شعرت بفقدانها للتأثير في مسار القضية الفلسطينيّة لصالح تعاظم حضور محور المقاومة.

كلمات دليلية :