عراقي يحرس في بيته آلاف القطع الأثرية من تراث الموصل

الأحد ٢٣ مايو ٢٠٢١ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

فخري الطائي يحول منزله إلى متحف عام مؤقت بهدف المحافظة على آثار الموصل التي تعرضت لضرر بالغ خلال الحرب التي شنها تنظيم داعش على المدينة.

العالم - منوعات

وسط نحو خمسة آلاف قطعة تراثية وأثرية يعيش العراقي فخري الطائي وأفراد أسرته في بيت غير عادي بمدينة الموصل.
فقد حوّل الطائي بيته إلى متحف عام مؤقت بهدف المحافظة على تراث الموصل الذي تعرض لضرر بالغ خلال الحرب التي شنها تنظيم داعش على المدينة التي مزقتها الحرب.
وبدأ الطائي يجمع القطع التراثية بعدما عاد إلى الموصل عقب تحريرها من مقاتلي التنظيم المتشدد.
وعن ذلك قال فخري الطائي، صاحب المتحف، لتلفزيون رويترز "بعد ما تحررت مدينة الموصل رجعت إلى مدينتي ومنطقتي، اللي هي الموصل القديمة، شفت التراث والحضارة الموصلية مدمرة بالكامل. فأني شفت إنو هم جايين يدمرون هذا التراث، فأني من هنا بديت عندي فكرة بأن أجمع ما أقدر عليه من التراث وأعيد ما أرادوا يدمرون من التراث وأعيد أحييه للمدينة".
وأوضح الطائي، وهو متقاعد، أن مجموعته تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة تراثية تمثل الأقليات العرقية والدينية المختلفة التي عاشت في الموصل من أكراد ومسيحيين ومسلمين ويهود وتركمان وغيرهم.

وقال "أكثر من خمسة آلاف قطعة أني جمعت، القطع ما تقتصر على الشغلات الموصلية. نحن شعب عاش في مدينة الموصل من الأكراد، من المسيحيين، من المسلمين، من التركمان، من كل القوميات والديانات. فأنا بدوري جمّعت عدة المقتنيات الموجودة اللي كانوا يعيشون بيها المدينة".

وأنفق الطائي 50 مليون دينار عراقي (نحو 33 ألف دولار) على شغفه هذا ليزيد مجموعة مقتنياته. كما أنه يقبل القطع التراثية التي يتبرع بها البعض للمتحف.
واستعرض الرجل مثلا إحدى القطع التي يعرضها في متحفه قائلا "هده الأوتي للديانة اليهودية، هذا بلبل داود فهاي تعبر بالعبري مكتوب عليها، مال أخوانا اليهود كانوا عايشين بالموصل سابقا، هاي يخلون بيها الفحم ويرجعون يكوون بها الملابس، المكانات الظيقة بالملابس".
ويتردد عشرات الزوار على متحف الطائي يوميا.
من هؤلاء أمجد صالح الذي قال لتلفزيون رويترز "والله شعور رائع، شعور رائع جدا، لأنه بوجود هذه اللي أني فقدته من تراث ومن بيوتات قديمة مدينة الموصل، وفقدت أكثر من عشرة آلاف صورة من صور عائلتي وأجدادي وأعمامي وأهلي وناسي. جيت لهذا المتحف البسيط الرائع، جمع كل التحفيات والآثار اللي تربينا عليها أنا وآبائي وأجدادي وأخوتي، فهذا ذكرني بكل حياتي، السبعينات، والستينات، جمالية الروح، جمالية البساطة اللي عشناها".