الفرص الضائعة والجري نحو المجهول 

الفرص الضائعة والجري نحو المجهول 
الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١ - ٠٥:٤٠ بتوقيت غرينتش

ثمان ايام فقط تفصلنا عن المهلة الممنوحة لرئيس حزب يوجد مستقبل يائير لبيد كي يذهب بحكومة مكتملة النصاب او ان يعيد التفويض الى الكنيست التي ستحل نفسها وتذهب الى انتخابات جديدة يريدها نتنياهو لعلها تغير النتائج وتمنحه اصواتا اكثر له ولمريديه وأقل لمناقسيه بحيث يشكل حكومة ذات اغلبية حتى لو بسيطة المهم ان تمنحه بقاء في مكانه لمرحلة جديدة ،

العالم - قضية اليوم

البعض كان بعتقد ان نتنياهو بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة لاسيما انه هذا القطاع صمد وحقق معجزات بان الرجل انتهى سياسيا وانه سيسقط كورقة خريفً لكن واضح ان الحرب منحت نتنياهًو نصرا مؤقتا امام الشارع الاسرائيلي المتعطش دوما لقتل وذبح وايذاء الفلسطينيين لكن هذا النصر لن يدوم طويلا وسيكتشف الجمهور الاسرائيلي ان هذه الحرب لم تصنع شيئا سوى انها دمرت قوة الردع الاسرائيلية، وغيرت قواعد الاشتباك لمصلحة حماس واثبتت ان اسرئيل اوهن من بيت العنكبوت، وعود على بدء فان المؤشرات على الارض والتغيير في التحالفات تؤكد ان يائير لبيد لن يستطيع تشكيل حكوة وحدة اسرائيلية في الايام المقيلة لانه يبدو واضحا انه غير قادر المجيء بنفتالي بينت اليه حتى من خلال طرح المداورة وحتى هذا الطرح لم يجد اذانا صاغية، لماذا؟ لأن بينت متحفظا عن المشاركة في حكومة تكوينها يختلف مع تكوينه وحتى اليمين الذي سيشارك في الحكومة ليس يمينا استيطانيا متحمسا لضم الضفة الغربية ، لهذا ولذلك فان نفتالي بينت متريث وقد يتتظر انتخابات جديدة خامسة تحسن من اوضاعه وتضعه على راس حكومة بعيدا عن المساومات من الوسط وقد يكون الاجدر به مستقبلا بدلا من الانتظار ان يعمل سريعا على الارض كي يحصل على ما هو اكثر من رئيس حكومة بالمداورة، اما يائير لبيد فيسايق الزمن ولا يرى معه مناصرا حقيقيا سوى افيغدور ليبرمان الذي لم يساومه على مقاعد ومواقع بل كان شعاره في الاتفاق الاهم ان تنتهي مرحلة نتنياهو الى الابد ، وفعلا وقع الاتفاق بين الرجلين وبدا ليبرمان بمحاولة لاقناع الجميع التحامل على انفسهم والدخول الى حكومة ولو لفترة محدودة هدفها انهاء احتكار نتنياهو لكرسي رئاسة الحكومة ولو لاشهر معدودة، نتنياهو يراقب الوضع من بعد ويلعب لعبة الاحتمالات فيجد في كل الاحتمالات ان حكومة من غيره شبه معدومة فينتقل الى لعبة الترويج لنفسه بوصفه الحامي لامن الكيان والذي كال لحماس ضربات لن تستطيع ان تقوم بعدها ولسنوات طويلة ,هذه اليربوغندا يشعر نتنياهو ان نسبة التجاوب معها كبيرا، بكل الاحوال هو زمن سيجد فيه الاسرائيلييون انفسهم ضائعين غير قادرين على تحديد اتجاه البوصله لانهم غير قادرين على التغيير وانهاء حكم شخصية يتهمونها جميعا بانها افسد من جلس في مقعد رئيس الحكومة .

فارس الصرفندي