إنها سوريا.. العنقاء الفينيقية!

إنها سوريا.. العنقاء الفينيقية!
الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١ - ٠٦:١٦ بتوقيت غرينتش

قبل أكثر من عشر سنوات تكالبت كل قوى الظلام في المنطقة، من الانظمة العربية الرجعية والتطبيعية، بتحريض ودعم واضحين فاضحين من قوى الشر، امريكا والصهيونية العالمية وراس حربتها الكيان الاسرائيلي، على سوريا، آخر قلاع المقاومة والممانعة والرفض للاحتلال الاسرائيلي والهيمنة الامريكية، لجرها الى حظيرة التطبيع والمطبعين النتنة.

العالم كشكول

بعد فشل مخطط تحالف الظلام والشر في مخططهم في اسقاط الحكومة السورية بذات الوسائل، التي عفا عليها الزمن، عبر "الثورات" الملونة، التي كانت من اعداد واخراج الاستخبارات المركزية الامريكية، وتمثيل حفنة من المرتزقة والعملاء، كما شاهدنا في اكثر منطقة في العالم، اطلقت قوى الظلام والشر، خفافيشها من مصاصي الدماء، من التي تم جمعها من مختلف انحاء العالم، وكانت "داعش" آخر نماذجها، على سوريا، بهدف تفتيتها وتحويلها الى إمارات طائفية وعرقية، وشرذمة شعبها، بين سوريين يقتل بعضهم بعضا في الداخل، وبين سوريين لاجئين مشردين في الاصقاع والمنافي واالغارقين في البحار والمحيطات.

اللافت ان الحربة التي استخدمتها قوى الظلام والشر، ضد سوريا، كانت حربة صدئة، وهي حربة "الحرية والديمقراطية"، التي ارادت قوى الظلام والشر، "اهداء الحرية والديمقرطية" للشعب السوري، بينما العالم كله يعلم علم اليقين، ان الانظمة التي تحكم السعودية والامارات والبحرين وباقي الانظمة الرجعة والعميلة والنطبيعية العربية، التي جندت ومولت وسلحت ودعمت الخفافيش مصاصي الدماء، هي انظمة ظلامية قبلية وعشائرية واسرية تعيش خارج نطاق التاريخ، لا دستور ولا برلمان ولا انتخابات ولا حرية تعبير ولا ديمقرطية ولا حقوق انسان، بل انظمة قائمة على مبدأ السمع والطاعة.

اما قوى الشر، التي كانت تتباكي على حقوق الانسن والحرية والديمقراطية في سوريا، فهي الكيان الاسرائيلي، الكيان الغاصب والمحتل والقاتل والعنصري القائم على فكرة "يهودية" الدولة، وهي فكرة، لا ترى من ديمقراطية وحرية وحقوق انسان، لغير اليهودي، فكل من يتواجد في نطاق هذا الكيان من "أغيار"، فهم "اشياء" وفقا للرؤية الصهيونية، للآخر غير اليهودي. أما امريكا، التي ترفع لواء الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان، فحدث ولا حرج، فهي الداعم الاول والاخير، لاكثر الانظمة استبدادا ورجعية في العالم، مثل الانظمة الموجودة في السعودية والبحرين والامارات وباقي الدول الاخرى في منطقتنا، وقد اعترف رؤوسء امريكا صراحة، من انه لولا دعمهم لهذه الانظمة الاستبدادية والقبلية والرجعية، لما كان بمقدورها البقاء على قيد الحياة، لاسبوعين!!.

لقد كادوا كيدا، ولكن كيد الله كان اكبر، "فمهل الكافرين امهلهم رويدا"، فقد أبى السوريون، ان تكون بلادهم حقلا لتنفيذ مؤامرات قوى الظلام والشر، فرغم الحرب الكونية التي شُنت ضدهم، إلتفوا حول قيادتهم وجيشهم، وبدعم من محور المقاومة، سطروا ملاحم كبرى، فطهروا اغلب الارض السورية من العصابات التكفيرية من الخفافيش ومصاصي الدماء، الا من بعض الجيوب التي مازالت تعشعش فيها تلك الخفافيش، والتي سيتم تطهيرها آجلا او عاجلا، بإرادة السوريين وبدعم من اخوتهم في محور المقاومة، ومثل هذا اليوم ليس ببعيد.

آخر الملاحم الكبرى، التي سطرها ويسطرها الشعب السوري، هي ملحمة الانتخابات الرئاسية، التي تجري اليوم في سوريا، الانتخابات التي تحمل اكثر من رسالة، منها رسائل الى الاصدقاء، مفادها ان سوريا تستعيد عنفوانها، وانها على الطريق الصحيح، ورسالة الى الاعداء، مفادها ان سوريا لا حاجة لها لـ"ديمقرطية الانظمة العربية الرجعية"، و لا لـ"ديمقراطية الانظمة الارهابية والاجرامية والعنصرية في الكيان الاسرائيلي وامريكا"، ورسالة الى الجميع، مفادها، ان سوريا لن تموت وستبقى رغم كل الجراح والصعاب والمؤامرات، وستخرج من ركام كل هذه السنوات العجاف، اكثر قوة وعنفوانا وحيوية.. لإنها سوريا.. العنقاء الفينيقية.