تداعيات 20 عاماً من الوجود العسكري في أفغانستان

تداعيات 20 عاماً من الوجود العسكري في أفغانستان
السبت ٢٩ مايو ٢٠٢١ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

بالتزامن مع انسحاب القوات الإرهابية الأمريكية من أفغانستان، التقى عدد من العلماء والجامعيين والسياسيين من داخل وخارج أفغانستان في كابول لمناقشة تداعيات الوجود الأمريكي في البلاد لمدة 20 عامًا.

العالم-تقارير

واعتبر المشاركون في الاجتماع، النزعة التوسعية الأمريكية السبب لوجودها في أفغانستان والمنطقة، وقالوا إن انتشار الصراع في جميع أنحاء أفغانستان والهجمات الإرهابية كانت من نتائج هذا الوجود.

وشدد المشاركون على أن الولايات المتحدة غزت أفغانستان بحجة إحلال الأمن والسلام، في حين اشتدت الحرب والصراع وتجارة المخدرات في البلاد.

وقال رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفغاني عبد اللطيف بيدرام في كلمته خلال الاجتماع: لقد استخدمت الولايات المتحدة حتى منظمات حقوق الإنسان لتحقيق مصالحها.

وتظهر نظرة عابرة على 20 عاما من الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان بمختلف ابعاده أن البيت الأبيض قد ترك سجلا فاشلا في عقدين من الاحتلال في افغانستان.

واحتلت الولايات المتحدة أفغانستان بحجة محاربة الإرهاب عام 2001، فيما فشلت في إحلال الامن في افغانستان واحتواء التطرف وكبح الجماعات الارهابية المسلحة رغم مشاركة أعضاء حلف الناتو في الحرب على أفغانستان بأكثر من 150 ألف جندي أجنبي.

خلال السنوات التي مضت على الوجود الأمريكي في أفغانستان، لم يتراجع ​​العنف والإرهاب في البلاد فحسب، بل اتسع نطاق الأنشطة المتطرفة، وبالإضافة إلى طالبان، أصبحت جماعة داعش الإرهابية مظهرًا جديدًا لتهديد الأمن والاستقرار في أفغانستان.

وبعبارة أخرى، فإن وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان قد وفر منصة أكبر لأنشطة الجماعات الإرهابية في هذا البلد، حيث تعرضت حياة الشعب الأفغاني للخطر بشكل متزايد.

لم تفشل الولايات المتحدة فقط في الوفاء بوعدها بمكافحة الإرهاب في أفغانستان، بل قتلت أيضًا آلاف الأشخاص من خلال اتخاذ إجراءات أحادية وتعسفية عبر العمليات الجوية والبرية في افغانستان.

ومن خلال إطالة أمد الحرب في أفغانستان، كان للولايات المتحدة تأثير مدمر على البنية التحتية الاقتصادية للبلاد، مما أزال بشدة القدرة الإنتاجية لأفغانستان من النشاط الإنتاجي.

هذا وفي المجالين الثقافي والاجتماعي، أدى انتشار الحرب وانعدام الأمن في أفغانستان إلى عدم نمو المؤشرات في هذين القطاعين، ويواجه التعليم في هذا البلد مخاطر جسيمة.

ويعد الهجوم الإرهابي الأخير على مدرسة سيد الشهداء في كابول، والذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من الطالبات أحد أكثر التهديدات فتكًا بالثقافة والتعليم.

بالإضافة إلى وعدها الفارغ بمحاربة الإرهاب في أفغانستان، كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بالحد من تهريب المخدرات واحتوائه في أفغانستان، لكن التقارير الدولية تشير إلى أنه منذ تواجد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، قد تضاعفت زراعة الخشخاش وإنتاج المخدرات في أفغانستان بمعدل يعادل أربع مرات.

وفيما وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمغادرة أفغانستان حتى سبتمبر المقبل يمكن أن تشكل دراسة العواقب المدمرة للوجود الامريكي وتواجد حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان أساسًا للباحثين لسنوات عديدة لإجراء بحث تفصيلي حول إخفاقات القوات الأجنبية في هذا البلد وعواقب وجودها.