تقدم في ملف تبادل الأسرى... ورفضٌ لربطه بإعادة الإعمار

تقدم في ملف تبادل الأسرى... ورفضٌ لربطه بإعادة الإعمار
الثلاثاء ٠١ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٠٨ بتوقيت غرينتش

بعد النجاح الذي حققته معركة «سيف القدس» عسكرياً، تتواصل الجهود في إطار تثبيت التهدئة وإعادة إعمار غزة، وما يرافقه من مكاسب مرتبطة بالحقوق والثوابت الفلسطينية، التي ترفض المقاومة ربطها بإعادة الإعمار، لا سيما تبادل الأسرى.

العالم - فلسطين

وتوازى ذلك مع كشف كيان العدو لإخفاقاته خلال العدوان، لا سيّما محاولة «الخديعة» التي فشلت إذ كشفتها المقاومة الفلسطينية في اليوم الرابع، وهي متمثلة بإرسال أدلة ميدانية كما لو كان جيش الاحتلال على وشك القيام بغزو بري لقطاع غزة، ما قد يتسبب في نزول المقاومين إلى الأنفاق، بغية القضاء عليهم.

وفي إطار المكاسب التي تحاول المقاومة تحقيقها، والتي تأخرت نتيجة الأوضاع السياسية المأزومة لدى كيان العدو، قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في قطاع غزة، يحيى السنوار، اليوم، إن «هناك فرصة حقيقية حالياً لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى»، مبدياً استعداد حماس للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ملف التبادل.

وفي هذا السياق، رفض السنوار ربط ملف الأسرى بالإعمار، قائلاً: «نرفض رفضاً قاطعاً أي اشتراطات بموضوع تبادل الأسرى، ولا علاقة لهذا الموضوع بأي تخفيف أو أي إعمار أو كسر حصار لغزة». وأضاف: «لا مانع لدينا أن يسير المساران بشكل متوازٍ، لكن أيّ ربط بينهما هو مرفوض رفضاً قاطعاً».

وقد شغل الرقم 1111 الذي تناوله السنوار في حديثه الرأيَ العام، إذ قال خلال كلمته خلال وضع حجر الأساس مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل: «واثقون أننا قادرون على انتزاع حقوقنا وسجلوا على لساني رقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيداً».

وفي إطار صفقة تبادل الأسرى، قالت قناة «كان» العبرية إن كيان العدو قام بـ«إيصال قائمة تحمل أسماء عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن أن تفرج عنهم خلال الصفقة المقبلة»، مشيرةً إلى أن المقاومة الفلسطينية لم تعطِ ردها بعد عن هذه القائمة. كما كشفت أن «وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى مصر خلال الأسبوع القادم».

وعلى وقع ما حققته المقاومة على أكثر من صعيد، تواصل قوات العدو «عربدتها» في محاولة لإظهار قوتها عبر حملة من الاعتقالات في مختلف محافظات الضفة الغربية.

وقد طالت حملة الاعتقالات ما يزيد عن العشرين معتقلاً بالإضافة إلى الاستدعاءات على خلفية كتابات على صفحات التواصل الاجتماعي أو المشاركة في الانتفاضة أو الفعاليات عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار، عمدت قوات العدو أيضاً إلى منع خروج مرضى السرطان من غزة من أجل تلقي العلاج الذي لا يتوفر في غزة، في مستشفيات فلسطينية في القدس المحتلة.

ويُذكر أنه منذ بداية العدوان على غزة وحتى يوم الثلاثاء الفائت، كان معبر بيت حانون مغلقاً بشكل كامل. وبعد إعادة فتحه، ادّعى كيان العدو أنه «سيسمح بعبور مرضى من غزة لتلقي العلاجات التي من شأنها إنقاذ حياتهم».

واعتقلت قوات العدو، اليوم، عدداً من الفلسطينيين وفقاً لمكتب إعلام الأسرى الذي قال إنه تمّ اعتقال محمود صافي وعمر أبو رويس ومحمد أبو غزالة من رام الله. وفي الخليل، اعتقلت قوات العدو بهاء زاهدة وإسماعيل النطاح، وكذلك حمزة الهريمي من محافظة بيت لحم. كما اعتقلت عبدالله الصياد وجمال أبو خضير من القدس، وعبد الرحمن دشون من نابلس.

كما تعمد قوات إدارات المستشفيات إلى تجاهل الأوضاع الصحية القاسية وعدم تقديم العلاج للأسرى الفلسطينيين. وفي هذا الإطار، استنكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ما يتعرض له الأسرى المرضى من إهمال طبي مقصود، لاسيما 12 أسيراً قابعين داخل ما تسمى «مستشفى الرملة».

وقد شهدت غزة امس تظاهرة حاشدة للمطالبة بإقالة مدير عمليات الأونروا، ماتياس شمالي، بعد تصريحاته الداعمة للاحتلال خلال العدوان الأخير. وانطلقت التظاهرة التي قُدّر عددها بـ13 ألفاً، من أمام البوابة الشرقية لمكتب الرئاسة العامة حتى دوار أنصار، وتخللت هتافات غاضبة ومنددة بتصريحات شمالي ومطالبات بالتحقيق معه وإقالته من منصبه.