الانتخابات الفلسطينية.. وتغير المشهد السياسي بعد معركة القدس

الانتخابات الفلسطينية.. وتغير المشهد السياسي بعد معركة القدس
الثلاثاء ٠١ يونيو ٢٠٢١ - ٠١:٣٠ بتوقيت غرينتش

مازال الشعب الفلسطيني ينتظر المشهد الانتخابي المؤجل، في ظل تغيرات واضحة على الساحة السياسية، خلفتها هبّة المقاومة الفلسطينية الأخيرة في غزة، وسط استمرار الجدل حول البدائل المتاحة، واجتماعات جديدة بين الفصائل المتناحرة، ليأتي اجتماع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" ورئيس المخابرات المصرية "عباس كامل"، وينهي الجدل، حيث توصل اللقاء إلى عقد اجتماع لأمناء الفصائل في القاهرة، سيناقش ملف المصالحة وآليات إجراء انتخابات، أو تشكيل حكومة طوارئ.

العالم - مقالات وتحليلات

ويرى بعض الفلسطينين تشكيل حكومة الطوارئ، بمثابة تفرد السلطة بالقرار الشعبوي، فيما يرحب به البعض على اعتبار أنه سيحد من التوتر الناجم عن تأجيل موعد الانتخابات، ومن المرجح أن تلجأ السلطة الفلسطينية إلى تشكيل حكومة، خاصة عقب معركة القدس الأخيرة، التي أعادت دور حركة "حماس" المنافس الأول للسلطة، إلى دورها الفاعل على الصعيد العربي والفلسطيني، وخلال الأحداث الأخيرة من الجليل إلى النقب تضامن الرأي العام الفلسطيني مع المقاومة الإسلامية في غزة وتحديداً الجانب العسكري من حركة حماس "كتائب عز الدين القسام"، بالإضافة إلى خطوات الجانب السياسي من الحركة للعودة إلى سوريا بعد سنوات طويلة من القطيعة وتقديم الشكر لها علناً على الدعم المقدم في المعركة الأخيرة، وهو ما سيتبعه عودة قيادات من الحركة إلى الأراضي السورية، الأمر الذي سيعيد شعبية حركة "حماس" كما كانت خلال العقد الماضي.

وقد مال الرأي العام الفلسطيني في الأراضي المحتلة والضفة الغربية إلى المقاومة الإسلامية، على اختلاف توجهاتهم السياسية والدينية لم يكن وليد اللحظة، بل كان ناتجاً عن وقوفه لسنوات طويلة أعزل متفرج على الإعتداءات المتكررة وشاهد على حملات التطبيع، بالإضافة إلى حاجته لحراك عسكري فعلي باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، بضرب مواقع حساسة تشل حركة الاحتلال، وهذا ما شهدناه بالفعل، خصوصاً أن المقاومة وضعت حداً للانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وأوقفت الإعتداءات على حي الشيخ جراح، ولو جرت الانتخابات بشكل فوري بعد الهدنة لظفرت حركة "حماس" بالسلطة الفلسطينية، كونها أصبحت "رمزاً للمقاومة الحقيقة ضد إسرائيل" في الضفة الغربية.

لم يكن للحراك العسكري في غزة دور في إضعاف فرص حركة "فتح" بالفوز في الانتخابات الفلسطينية لعام ٢٠٢١، لأن السلطة هي من اتخذت موقف العاجز في وقت كان بإمكانها اتخاذ قرار النضال الدبلوماسي على مستوى أكبر، ولكنها أثبتت عجزها أمام المساعي الاستيطانية، وبقيت تتذرع بالتزاماتها بالقدس من خلال تأجيل الانتخابات لأحقية أهاليها بممارسة حقوقهم الديمقراطية بالانتخابات، بينما تتجاهل التزاماتها بوقف المد الاستيطاني في القدس الشرقية.

وحول الانتخابات المؤجلة، التي عادت الى الواجهة عقب زيارة رئيس المخابرات المصرية "عباس كامل" مدينة رام الله، ترى العديد من الجهات الفلسطينية، أن الدافع الأساسي لتأجيلها والتذرع بالقدس محاولة لتغطية مخاوف السلطة من عدم ضمان نتائجها، وعقب الشعبية التي نالتها "حماس"، أثيرت تكهنات حول إلغاءها، وعلى صدى تلك الآراء، ربما ترفض "حماس" حضور اجتماع القاهرة كما فعلت في اجتماع ٢٨ نيسان، إذ يبدو أن آمال الشعب الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة موحدة ستبقى محض خيال.

* بيسان خلف