تونس تتجه لإلغاء التأشيرة على الفلسطينيين ودعوات لتجريم التطبيع الثقافي

تونس تتجه لإلغاء التأشيرة على الفلسطينيين ودعوات لتجريم التطبيع الثقافي
الثلاثاء ٠١ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٤٠ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي إن بلاده تتجه إلى إلغاء التأشيرة على المواطنين الفلسطينيين، لكنه قال إن هذا القرار يحتاج لنقاشات مكثّفة مع الجانب الفلسطيني، في وقت طالب أحد النواب بتجريم التطبيع الثقافي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

العالم - تونس

وخلال جلسة برلمانية مخصصة للحوار مع أعضاء الحكومة، كشفت النائب عن حركة النهضة، جميلة الكسيكسي عن عريضة برلمانية أعدتها مع عدد من النواب، وتدعو لإلغاء التأشيرة عن المواطنين الفلسطينيين، وسيتم تقديمها لوزارة الخارجية.

وقالت “هناك صعوبات كبيرة يعيشها الفلسطينيون الراغبون بزيارة تونس، حيث يخضع اسناد التأشيرة لهم لعملية فرز تتم على أسس سياسية وحزبية. وهذا الأمر ينطبق أيضا على الدبلوماسيين أيضا، فمن يحمل الجواز الدبلوماسي في رام الله يدخل إلى تونس من دون تأشيرة ومن يحمله في غزة يدخل بعد الحصول على تأشيرة. رغم أن الوضع السياسي والإنساني والأمني يقتضي أن نفتح أبوابنا للفلسطينيين، وأن تتم معالتهم على الأقل مثل الأشقاء الأردنيين الذي يدخلون تونس دون تأشيرة”.

كما طالبت الكسيكسي برفع التمثيل الدبلوماسي التونسي في مدينة غزة، مشيرة إلى “ضرورة افتتاح قنصلية هناك حتى تطلع تونس بدور أكبر في فلسطين”.

وأضافت “وضع الفلسطينيين في تونس يشهد نقائص كبيرة في الوضع الاجتماعي والصحي، وهناك إشكالات عدة يرزح تحتها المواطن الفلسطيني في بلادنا، وهذا لا يعبر عن موقفنا الدبلوماسي ولا عن نبض الشارع التونسي تجاه فلسطين. لا بد من فتح سبل الدراسة ومقدرات الدولة للفلسطينيين حتى يعيشوا بيننا في سلام ويشعرون بالأمان والطمأنينة. كما أن إسناد الإقامات للفلسطينيين يستغرق شهورا وربما سنوات. ونحن في أمسّ الحاجة لإنشاء صندوق لدعم فلسطين وإرسال فرق طبية لعلاج آلاف الجرحى في غزة”.

وفي تعليقه على مدخلة الكسيكسي، قال وزير الخارجية عثمان الجرندي إن ثمة توجه لتونس بشأن إلغاء التأشيرات للموطنين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن تونس طلب عقد لقاء ثنائي مع الجانب الفلسطيني لمناقشة هذا الأمر. وأضاف “نحن في جميع المحفل الدولية نقحم الحق الفلسطيني في تدخلاتنا، حتى لو كان الموضوع لا يتعلق بالقضية الفلسطينية، وسنواصل العمل في مختلف المحافل للدفاع عن هذه القضية العادلة وهي أقدم قضية متواجدة على جدول أعمال مجلس الأمن.

والفلسطينيون مرحب بهم دوما في تونس، وهناك الكثير من الفلسطينيين لديهم إقامات دائمة في تونس منذ سنوات، ولكن ليست هناك اتفاقية مع الجانب الفلسطيني تنظم موضوع الغاء التأشيرة على أي جوز سواء حتى الدبلوماسي”.

وتابع الجرندي بقوله “ليس هناك مشاكل كبرى تمنعنا من منح التأشيرة للفلسطينيين، لكن هذا يكون بالتحاور مع الجانب الفلسطيني في هذا الشأن، وسنعمل على ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.

كما يمكن مناقشة تعزيز الحضور الدبلوماسي في رام الله وغزة، ورغم أن السلطات المحتلة تحاول فرض أمور علينا لا نرغب بفعلها، ولكن سنكثف اتصالاتنا مع الجانب الفلسطيني، وانا في اتصال مباشر مع وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي، كما أن الرئيس قيس سعيد في اتصال مباشر أيضا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس”.

ودعا النائب عن الكتلة الديمقراطية، نعمان العش، وزارة الثقافة إلى تجريم التطبيع الثقافي مع الكيان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مدير “بيت الرواية” في مدينة الثقافة، كمال الرياحي، يقوم بـ”التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل من خلال نشر رواية له في دار نشر في إسرائيل” مطالبا وزير الثقافة بتقديم موقف الوزارة من هذا الأمر.

ورد وزير الثقافة بالنيابة، الحبيب عمار، بالقول إن “موقف الوزارة ثابت وهو الرفض لأي شكل من أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال، وما أتاه مدير “بيت الرواية” تصرف شخصي لا يمثل الوزارة ومدينة الثقافة. كما أن المدير المذكور غادر منصبه واليوم يباشر مدير جديد هذا المنصب.