تهديدات نتنياهو ضد إيران.. وأهداف زيارة غانتس لواشنطن

تهديدات نتنياهو ضد إيران.. وأهداف زيارة غانتس لواشنطن
الأربعاء ٠٢ يونيو ٢٠٢١ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

حاول موقع "واللا" "الاسرائيلي" الايحاء بأن الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها وزير الحرب في الكيان الاسرائيلي بيني غانتس الى واشنطن يوم غد الخميس، على انها "استدعاء" من إدارة الرئيس بايدن، "لمنع نتنياهو من شن هجوم على إيران" بهدف تعطيل تشكيل حكومة ائتلافية تُطيح به من السلطة.

العالم كشكول

بعض المراقبين، مال الى رواية الموقع "الاسرائيلي"، استنادا الى تصريحات ادلى بها رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال فيها:"اذا اضطررنا للاختيار بين الخلاف مع صديقتنا الكبرى (أمريكا)، وبين إزالة التهديد الايراني الوجودي، فإن إزالة التهديد الوجودي سيكون له الغلبة"، وفسروا ذلك بان نتنياهو يحضر ضربة لايران، من اجل خلط الاوراق، ومنع اسقاطه وبالتالي انهاء حياته في السجون، بسبب فساده المالي والسياسي.

لابد من التذكير ان هذه الحربة، حربة التلويح بـ"ضرب المنشآت النووية الايرانية"، من قبل قبل المهزومين امثال ترامب ونتنياهو على اعتاب إختفائهم المخزي عن المشهد السياسي، اضحت صدئة ومنخورة، ولا تنطلي الا على السذج من الناس. فكلنا يتذكر كيف رفعت الصحافة الامريكية و"الاسرائيلية"، هذه الحربة قبل الرحيل العار والفاضح لترامب من البيت الابيض، حيث كانت هذه الصحافة تصر على ان ادارة ترامب تحضر لضربة ضد ايران قبل اختفاء ترامب من المشهد السياسي الامريكي، الا ان جميع تنبؤات هذه الصحافة لم تتحقق، وذهب ترامب غير مأسوف عليه، دون ان يجرؤ على مهاجمة ايران.

اليوم تعود هذه الصحافة لرفع هذه الحربة مرة اخرى، على خلفية تصريحات اطلقها نتنياهو المهزوم ، امام محور المقاومة، حيث بلغ بها الامر، ان فسرت زيارة غانتس الى واشنطن، على انها تأتي في هذا الاطار، اي منع نتنياهو من تنفيذ تهديداته ضد ايران!.

اولا وقبل كل شيء، لابد من التأكيد، ان الفعل الذي عجز عنه اكبر مجنون دخل البيت الابيض في تاريخ امريكا، المتصهين حتى النخاع ترامب، من المؤكد إن مجنونا اضعف واكثر بؤسا منه، مثل نتنياهو، سيكون اكثر عجزا من الاتيان به، فالجميع بات على يقين، وفي مقدمتهم المؤسستان العسكريتان في امريكا والكيان الاسرئيلي، ان تهديد ايران عسكريا، وليس الاعتداء عليها فقط، بات من الماضي، اذا لم يكن من القضايا المستحيلة، لما سيترتب عليه من كوارث على الكيان الاسرائيلي والوجود الامريكي والمصالح الامريكية غير المشروعة في المنطقة برمتها.

جنرالات امريكا والكيان الاسرائيلي، يعلمون جيدا قدرات "اسرائيل" ، ويعلمون اكثر عواقب مهاجمة ايران، ولن يسمحوا لمجنون هُزم امام المقاومة الاسلامية في غزة، في معركة سيف القدس، ان يدمر "اسرائيل على رأس مستوطنيها"، هذا لو افترضنا جدلا ان نتنياهو "جاد" في تصريحاته، وهي بالتأكيد ليست كذلك.

من السذاجة القول ان نتنياهو او زعماء الكيان الاسرائيلي يملكون حرية اشعال الحروب، بدون موافقة امريكية مسبقة ومباشرة، وإزدادت تبعية هذا الكيان للقرار الامريكي، بعد انضمامه الى القيادة الأمريكية الوسطى، اي ان قوات الاحتلال باتت بالكامل تحت سيطرة قادة المنطقة العسكرية الأمريكية، لذلك لا يمكن النظر الى زيارة غانتس لامريكا، الا من باب الدعم الامريكي للكيان الاسرائيلي، بعد الهزيمة الكبرى التي مني بها على يد ابطال غزة.

لا يوجد تفسير لهذيان نتنياهو الاخير، الا انه محاولة اخيرة، لشخص مهزوم بائس، لابتزاز امريكا، ومنعها من العودة الى الاتفاق النووي، وهي ايضا محاولة ستبوء بالفشل، كباقي محاولات نتنياهو، لسبب بسيط وهو ان امريكا، بغض النظر عن الانتماء الحزبي للجالس في البيت لابيض، لا تملك من خيار الا العودة الى الاتفاق النووي.