رئيس البرلمان العربي عاتباً.. لماذا تفاوض أمريكا إيران ولا تفاوضنا؟!

رئيس البرلمان العربي عاتباً.. لماذا تفاوض أمريكا إيران ولا تفاوضنا؟!
الأربعاء ٠٢ يونيو ٢٠٢١ - ٠٣:٣٩ بتوقيت غرينتش

تصريحات تثير السخرية تلك التي ادلى بها رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، حول عدم إشراك دول الخليج الفارسي في المفاوضات النووية الجارية بين ايران ومجموعة 4+1 في فيينا، بشأن آلية عودة امريكا الى الاتفاق النووي، ورفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب وغير القانوني عن الشعب الايراني.

العالم – كشكول

البحريني العسومي، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية نشرتها اليوم الأربعاء، اعتبر فيها الترتيبات الجارية بشأن اتفاق مع طهران سيكون لها انعكاسات على أمن واستقرار المنطقة، وأنه يجب وجود الدول ذات الشأن وفي مقدمتها دول الخليج الفارسي.

واضاف ان: "العرب كانوا ينتظرون أن يكونوا حاضرين كطرف في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، إذ إننا الجزء الأهم والأكبر ونحن لا ننتظر من يحدد لنا مصيرنا"، واتهم العسومي أطراف التفاوض من الجانب الأمريكي والأوروبي بـ"ازدواجية المعايير"، لأنهم ، في رأيه "ذهبوا إلى مفاوضة الجانب المتشدد (إيران) في المنطقة، بينما كان عليهم احترام الأطراف الأخرى التي تقدم التضحيات مقابل بقاء المنطقة في مأمن عن أي تجاذبات أو أي مشاكل أمنية"!!.

لم نصف هذه التصريحات بانها تثير السخرية، من باب التهكم او الاستهزاء، بل هي "مسخرة" حقا، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فدول الخليج الفارسي، مثل السعودية والامارات والبحرين، التي ترى في الكيان الاسرئيلي الغاصب والمحتل لارض فلسطين واقدس مقدسات المسلمين، بانه حليف استراتيجي، وتنسق معه عسكريا وامنيا ضد ايران، فمن المؤكد ان تكون نظرتها لى مفهوم "الامن واستقرر المنطقة" مقلوب ومثقوب، فهذه الدول التي تطلب من حاخامات "اسرائيل" "البركة"، وتفتخر بالتطبيع وبالتنسيق الامني والعسكري مع مرشحها الجديد لمنصب رئيس الوزرء فينالي بينيت، الذي يفتخر بانه قتل عددا كبيرا من العرب، وليست لديه مشكلة في قتل المزيد منهم، ليست سوى "حصان طروادة"، لتغلغل "اسرائيل" في المنطقة.

العسومي غاضب من عدم اشراك دول الخليج الفارسي في المفاوضات النووية، لانها الجزء الأهم والأكبر في المنطقة، ولا تنتظر من يحدد لها مصيرها. اتصور ان العسومي هنا بات يمزح، فالجميع يعلم، حتى شعوب مجاهل الارض، ان دول مثل السعودية والامارات والبحرين، لا تملك من امرها شيئا، فالانظمة في هذه الدول، ربطت مصيرها بمصير القواعد الامريكية، فهذه القواعد هي التي تحدد مصير هذه الانظمة، وكان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، قد اعترف بهذه الحقيقة، عندما قال لولا امريكا لسقطت هذه الانظمة في اسبوعين، لذلك تفاجأنا بقول العسومي ان هذه الدول تمثل "الجزء الاهم والاكبر في المنطقة وترفض من يحدد لها مصيرها"!!.

اما عتب العسومي، على امريكا واوروبا، بسبب ازدواجية معاييرهم، لأنهم ، في رأيه فاوضوا الجانب المتشدد (إيران) ولم يحترموا دول الخليج الفارسي التي" تقدم التضحيات مقابل بقاء المنطقة في مأمن عن أي تجاذبات أو أي مشاكل أمنية"!!. فهو عتب في غير محله ، فالرجل يعلم ان امريكا واوروبا لا يحتاجون ليفاوضوا هذه الدول، لان امريكا واوروبا، لا تفاوض هذه الدول اصلا، بل تأمرها، وما عليها سوى الطاعة، اما تضحيتها فهي محصوة في لجزية لتي تقدمها الى السيد الامريكي في مقبل الحماية، اما ايران، فليس امام امريكا والغرب وكل القوى الكبرى في العالم، من خيار الا ان يفاوضوها، وليس هذا فحسب، بل ان يفاوضوها باحترام وندية، وإلا ليس هناك في ايران من يصغي لهم.

اخير، لا علاقة لدول الخليج الفارسي بمفاوضات ايران مع القوى الكبرى، بشأن برنامجها النووي، فإذا كانت لهذه الدول استقلالية وارادة وسيادة، كما يدعي العسومي، وتخشى على امن واستقرار المنطقة، فهذا حضن ايران مفتوح لجيرانها واشقائها من العرب والمسلمين، وقدمت اكثر من مبادرة في هذ الشان وكان اخرها مبادرة "هرمز" للسلام، لبحث جميع القضايا السياسية والامنية ولاجتماعية والعسكرية والاقتصادية لدول المنطقة، ولكن للاسف الشديد، لا تملك هذه الدول قرارها، فهي تتحرك بضوء أخضر ، او في اغلب الاحيان، بأمر أمريكي او اسرائيلي او غربي، وهذه الحقيقة المرة والمؤسفة، انكرها العسومي، بينما هي مكشوفة للقاصي والداني.