الإمارات في اليمن: قرصنة واحتلال يقوم على فرض الوصاية السافرة

 الإمارات في اليمن: قرصنة واحتلال يقوم على فرض الوصاية السافرة
الجمعة ٠٤ يونيو ٢٠٢١ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

أكد إعلاميون وسياسيون يمنيون أن الإمارات تمارس أعمال قرصنة واستيلاء على الجزر والمواقع الاستراتيجية داخل اليمن مستغلة توفير تحالف العدوان وحكومة هادي غطاءً لممارساتها.

العالم - اليمن

وبحسب موقع "امارات ليكس" اعتبر هؤلاء أن تصرفات الإمارات أشبه بالوصاية السافرة في اليمن وتقديمه مكافأة للقوى العظمى الدولية والغربية التي تجد صعوبة في انتهاك القانون الدولي على نحو ما تفعل أبوظبي.

وكشفت أسوشيتد برس في 25 أيار/مايو 2021 عن قاعدة عسكرية وجوية إماراتية في جزيرة ميون اليمنية وسط مضيق باب المندب.

يبلغ طول المدرج العسكري الذي بني داخل القاعدة 1800 متر، وهو ما يمكِّن الإمارات من السيطرة العسكرية على المضيق والمنطقة المجاورة للجزيرة.

وتعتبر القاعدة نقطة انطلاق لأي عمليات عسكرية في البحر الأحمر وشرق إفريقيا.

أثار الخبر حفيظة اليمنيين في الداخل والخارج، فقد رفع برلمانيون يمنيون برقية إلى رئاسة مجلس النواب اليمني(التابع لحكومة هادي) يطالبون بالتحقيق بصحة الخبر.

بذات الوقت شجب ناشطون وسياسيون يمنيون ممارسات الإمارات العبثية في المناطق الاستراتيجية.

واستنكروا موقف الحكومة اليمنية(حكومة هادي) لسكوتها عما يجري بجزيرة ميون وسقطرى وغيرها من المناطق اليمنية التي تحتلها مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً بمناطق متفرقة جنوبي اليمن.

تقع جزيرة ميون الاستراتيجية وسط باب المندب وتتبع محافظة تعز وتعرف باسم بريم ويبلغ عدد سكانها نحو 250 شخصاً هُجِّر معظمهم إلى مناطق مجاورة بسبب الحرب، ومساحتها 13 كيلو متراً وتملك بشاطئها الجنوبي الغربي ميناء بحرياً ومن الجهة الشمالية مطاراً.

تربط الجزيرة البحر الأحمر والبحر العربي وتشرف أيضاً على أهم المضايق المائية على مستوى العالم (باب المندب) الذي يكتسب أهمية استراتيجية من موقعه المميز لإشرافه على خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية التي تربط القارات الثلاث آسيا وأوروبا وإفريقيا.

الاستيلاء على جزيرة ميون يعني السيطرة على النشاطات الاقتصادية والعسكرية بالمضيق. وهذا مكَّن الجزيرة من امتلاك أهمية جيوستراتيجية كبيرة على مر التاريخ، وجعلها مطمعاً للدول الكبرى التي تمتلك مصالح بالمنطقة.

فقد احتلها البريطانيون بين 1738 و1799 وسيطرت عليها البرتغال ثم العثمانيون وغيرهم.

وزادت الأهمية الاستراتيجية للجزيرة بعد افتتاح قناة السويس عام 1869 إذ استخدمت كمحطة لتزويد السفن بالوقود.

"إسرائيل" بدورها سعت منذ سبعينيات القرن الماضي للاستيلاء على المضيق وما حوله من الجزر، فأنشأت قواعد عسكرية ورادارات تجسس واستطلاع.

ولا تزال تسعى للاستيلاء عليها وتحويلها إلى قاعدة عسكرية تحمي مصالح إسرائيل وتحافظ على أمنها القومي بمنطقة البحر الأحمر.

وجاءت تحركات الإمارات الأخيرة بالجزيرة في إطار التخادم الأمني والعسكري مع الدول التي تطمح إلى الهيمنة على منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

إذ تعتبر الإمارات أداة وظيفية تحقق لـ"إسرائيل" ولنفسها مهمة الهيمنة على الجزيرة والمنطقة إجمالاً.

فلا يمكن فصل ما يحدث في جزيرة ميون من ممارسات احتلالية عن الأهداف الأمنية للدول الطامحة إلى الهيمنة على المنطقة.

فما تفعله الإمارات اليوم بالمنطقة يخدم مصالح الدول الحليفة للنظام الإماراتي وعلى رأسها دولة الاحتلال الإسرائيلي.

لقد حققت الإمارات في الآونة الأخيرة الكثير من النفوذ العسكري والاختراقات السياسية لدول بالمنطقة كاليمن.

إذ استطاعت السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية باليمن، المتمثلة في الجزر والموانئ والمطارات بخاصة تلك المطلة على سواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي.

ويأتي ذلك في إطار محاولة الحكومة الإماراتية بسط نفوذها السياسي والعسكري وفرض الهيمنة على المنطقة لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية.

وهذا ما أكده الناشط السياسي والدبلوماسي اليمني أنيس منصور قائلاً إن “احتلال الإمارات جزيرة ميون يأتي ضمن سياسة الأطماع التوسعية ببقية الجزر والموانئ اليمنية لتحقيق مكاسب اقتصادية”.

وذلك نظراً إلى وقوع الجزيرة في مضيق باب المندب الاستراتيجي ومكاسب سياسية للمشروع الصهيوني والبريطاني، لكون الإمارات دولة وظيفية تمهد لعمل قاعدة عسكرية لصالح قوى استعمارية”.

وأكد منصور أن احتلال الإمارات لجزيرة ميون له أهداف أمنية أيضاً، إذ تسعى الأخيرة لاتخاذ الجزيرة مقر عمليات وكلائها المحليين (المجلس الانتقالي وقوات طارق صالح)، ومنها تُرسم مخططات مشروعها لإجهاض الشرعية اليمنية.

خصوصاً أن الجزيرة آمنة وبعيدة عن أي تهديدات أمنية داخل اليمن. وعلى الصعيد الخارجي فإن للإمارات أهدافاً عسكرية وسياسية واقتصادية تسعى لتحقيقها بالشراكة مع أنظمة ودول إقليمية وعالمية مثل إسرائيل وبريطانيا.

وهو ما تجلى مؤخراً بكشف مخططات الإمارات في الجزر اليمنية، كسقطرى التي أصبحت خارج دائرة تأثير اليمن بالكامل، وميون وغيرها من المناطق المهمة داخل اليمن.

في السياق ذاته قال الناشط اليمني ياسين التميمي إن الإمارات أقدمت تحت المظلة السعودية على إنشاء مطار بجزيرة ميون اليمنية بلا تنسيق مع الحكومة الشرعية لتعويم مسؤولية الإشراف على مضيق باب المندب لتصبح مهمة إقليمية ودولية.

وهو ما يجعل تكريس الفوضى والانقسام بالداخل اليمني من مخطط تجريد اليمن من أية قدرة على التصرف بمناطقه ذات الأهمية الاستراتيجية كمضيق باب المندب وجزيرة ميون ومحافظة أرخبيل سقطرى ومحافظة المهرة وغيرها.

وأضاف التميمي أن الشلل الذي أصاب الحكومة الشرعية لتبدو بهذا العجز عن مواجهة انتهاكات سافرة للسيادة اليمنية بجزيرة تتحكم بمضيق باب المندب محصلة سلسلة من التفريط والتنازلات التي أقدمت عليها هذه السلطة.

كان أخطرها البقاء تحت الحراسة المشددة بالرياض فاقدةً القدرة على الحركة وعاجزة عن اللجوء إلى الخيارات المتاحة لديها.