عقب تحذير فلسطيني بالتصعيد..

الاحتلال يقرر إلغاء “مسيرة الأعلام” الاستيطانية

الاحتلال يقرر إلغاء “مسيرة الأعلام” الاستيطانية
الإثنين ٠٧ يونيو ٢٠٢١ - ١١:٣٩ بتوقيت غرينتش

قررت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إلغاء “مسيرة الأعلام” التي كان المستوطنون يريدون تنظيمها حول المسجد الأقصى، بعد أن زاد حجم التوتر على الأرض، من خلال بدء المقدسيين بتنظيم صفوفهم، للتصدي لذلك المخطط، وعقب تلويح المقاومة بغزة بالتصعيد، وهو ما دفع جيش الاحتلال لنشر منظومة “القبة الحديدية” المضادة لصواريخ المقاومة، على مقربة من حدود غزة.

العالم-الاحتلال

وقررت شرطة الاحتلال عقب مداولات عدة إلغاء “مسيرة الأعلام” التي كانت مقررة يوم الخميس من هذا الأسبوع في القدس، بمشاركة نشطاء من اليمين الإسرائيلي. وأتاحت الشرطة للقائمين على تنظيم المسيرة أن يقوموا بتنسيق موعد آخر للمسيرة عوضا عن الأصلي.

ووفقا لتقديرات جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” والجيش، فإن إقامة المسيرة وفقا للمخطط الذي وضعه المنظمون سيؤدي إلى “تصعيد كبير في القدس الشرقية والضفة الغربية”.

وجاء ذلك في وقت أعلن فيه عضو الكنيست المتطرف، إيتمار بن غفير، عزمه المشاركة في المسيرة “حتى في حال إلغائها”، مستخدمًا حصانته كعضو “كنيست”، وهناك توقعات بانضمام أعضاء الكنيست الآخرين عن “الصهيونية الدينية” وحزب “الليكود” إلى المسيرة، ونقل عنه القول “مفتش عام الشرطة يواصل خط الخضوع والاستسلام للإرهاب”.

وكان المخططون للمسيرة يريدون أن تمر من منطقة باب العامود، أحد أبواب المسجد الأقصى في البلدة القديمة، وصولاً إلى حائط البراق، ليقوم خلالها المستوطنون بإطلاق شعارات استفزازية، وينوون تأدية “طقوس يهودية”.

وكانت هناك خشية لدى ساسة الاحتلال المناوئين لرئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، بأن يوافق على تنظيمها بالشكل الذي يريده المستوطنون، بهدف إشعال فتيل الانفجار، على أمل أن يحول دون تشكيل حكومة إسرائيلية بديلة لحكومته الحالية.

وبما يظهر الخشية من هذا الموقف، أعلن وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، معارضته لإجراء هذه المسيرة، وقال إن تنظيمها في التوقيت الحالي “يمكن أن يضر بإجراءات سياسية ويجر المنطقة الى حالة أخرى من التوتر”.

كما حذر وزير خارجية الاحتلال غابي أشكنازي، رئيس حكومته نتنياهو، من مغبة التلاعب بقضية القدس واصفاً إياها “بالحساسة”، وقال إن “قضية القدس تعتبر قضية حساسة ويمكن أن تؤدي إلى تفجر الأوضاع وعلينا الاستعداد لسيناريوهات التدهور والتصعيد”.

وفي هذا السياق قالت رئيسة لجنة الخارجية والأمن في “الكنيست” الإسرائيلي عن حزب “هناك مستقبل”، أورنا باربيفائي “إن سياسيين صغارا سيستخدمون أعلام الدولة للتحريض وإشعال المنطقة”.

وفي غزة، حذر نائب رئيس حركة حماس في القطاع خليل الحية إسرائيل من مغبة تنظيم المسيرة، وقال قبل الإعلان عن قرار إلغائها “أرجو أن تصل هذه الرسالة واضحة حتى لا يكون يوم الخميس مثل يوم 11 مايو”، ويقصد ذلك اليوم الذي أطلقت فيه المقاومة رشقات صاروخية على إسرائيل، وكان بداية العدوان الأخير، رفضا لتلك المسيرة التي كانت ستنظم في ذلك اليوم.

وأكد الحية أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يجسد وقائع جديدة بإعلانه عن مسيرة أعلام جديدة، وبتصعيده في الشيخ جراح، وقال موجها الحديث للجهات التي تدخلت في إرساء التهدئة مؤخرا “نقول للوسطاء بشكل واضح، إنه آن الأوان للجم هذا الاحتلال، وإلا فالصواعق ما زالت قائمة”.

وكانت تنظيمات فلسطينية هددت بانفجار الأوضاع الميدانية من جديد، في حال جرى تنظيم هذه المسيرة الاستفزازية، التي أجلت قبل شهر تقريبا، وأورد موقع “واللا” العبري أن جيش الاحتلال قرر نشر القبة الحديدية في مناطق مختلفة، عقب تهديدات رئيس حماس في غزة يحيى السنوار، بالرد على نية المستوطنين تنظيم المسيرة، حين قال إن المقاومة “ستحرق الأرض فوق رأسه”.

وكشف مصدر عسكري إسرائيلي النقاب عن أن التوتر مع قطاع غزة لم يهدأ بعد، وأن جيشه يواصل البقاء على أهبة الاستعداد في هذه الجبهة وفي الضفة الغربية، وقال إن الوضع قابل للانفجار في كل لحظة، وأضاف “كل حادث استثنائي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد”.

يشار إلى أنه سبق الإعلان عن إلغاء المسيرة، أن ضاعف المقدسيون دعواتهم الموجهة لسكان المدينة، بضرورة “شد الرحال” إلى المسجد الأقصى المبارك والتواجد في شوارع المدينة والبلدة القديمة ومحيطها، لمواجهة “مسيرة الأعلام”.

وقد دعت اللجنة المركزية لحركة فتح كوادرها والمواطنين الى “النفير العام”، يوم الخميس المقبل، والوقوف صفا واحدا، للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواجهة مسيرة المستوطنين المتطرفين، وأكدت أن القدس خط أحمر، وحذر عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، من مغبة تفجر الأوضاع في القدس المحتلة من جديد جراء نية المستوطنين تنظيم “مسيرة الأعلام”، وقال “إن الاحتلال يعمل جاهدا لتنفيذ مخططاته التوسعية والاستيطانية والتهويدية وتهجير المواطنين من أحياء بطن الهوى والشيخ جراح في القدس وتوسعة المستوطنات”، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال تسعى إلى تعقيد الأمور وتفجير الأوضاع أمام الجهود الدولية المتواصلة لتهدئة الأوضاع في الأرض الفلسطينية.