ماذا اشترطت الإمارات لوقف تدخلاتها في ليبيا؟

ماذا اشترطت الإمارات لوقف تدخلاتها في ليبيا؟
الثلاثاء ٠٨ يونيو ٢٠٢١ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

وضعت دولة الإمارات عدة اشتراطات للحد من تدخلها في البلاد وتقليل دعمها القوات التابعة لـ"خليفة حفتر"، وفق مصادر ليبية مطلعة.

العالم - الإمارات

وقالت ”إمارات ليكس” نقلا عن مصادر، إن موقف أبوظبي تم إبلاغه إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي "محمد المنفي" الذي زار الإمارات قبل يومين.

وكان "المنفي" اجتمع مع ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" وعددا من المسؤولين في أبوظبي، لمناقشة عدة ملفات تتصل بالتدخل الإماراتي في ليبيا.

وذكرت المصادر أن بن زايد أبلغ المنفي استعداده لدعم قمة برلين الثانية المقررة نهاية حزيران/يونيو الجاري لدعم الحل السلمي في ليبيا.

وأوضحت المصادر أن "بن زايد" اشترط عدم تهميش شخصيات سياسية موالية لأبوظبي من دوائر صنع القرار في ليبيا ما يعني أنه يطلب حصة من النفوذ السياسي والاقتصادي في البلاد.

ولوحظ أن تغطية المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي للزيارة تأخرت كثيرا.

إذ تم نشر بيان متأخر أفاد أن "المنفي" التقى "محمد بن زايد"، لبحث “العملية السياسية والجهود المبذولة لإنجاحها”.

وكذلك “التشاور حول مؤتمر برلين المزمع عقده خلال الشهر الحالي حول ليبيا حرصا على توحيد الجهود الإقليمية لتوافق دولي يقود إلى استقرار ليبيا”.

وسبق أن أجرى رئيس الحكومة الليبية "عبد الحميد الدبيبة"، زيارة للإمارات في الثامن من إبريل/نيسان الماضي.

لكن مصادر ليبية متطابقة كشفت النقاب عن أن الزيارة الحالية للمنفي عكس مضمونها ملامح تحول إماراتي في سياستها الخاصة بليبيا.

وأجمعت المصادر أن مشاورات "بن زايد" و"المنفي" جاءت بصفتهما العسكرية، فالأول يحمل صفة نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والثاني يحمل صفة القائد الأعلى للقوات الليبية.

وأشارت إلى أن الإمارات أبدت رغبتها في دعم المسار السلمي لكنها في ذات الوقت أبدت رفضها لتولي قيادات الإسلام السياسي أي مناصب مهمة في المشهد السياسي المقبل.

وتعرض "محمد بن زايد" لضغوط شديدة من عواصم دولية لدعم العملية السلمية في ليبيا وقف تدخلها العدواني في البلاد.

وأكدت مصادر أن لغة "محمد بن زايد" الدبلوماسية ومضمونه يؤكد أنه يتعرض لضغوط عواصم كبرى لتغيير موقفها الرافض للسلام في ليبيا خصوصا في ما يتعلق بنقل الأسلحة والمرتزقة لدعم العسكر.

ويستبعد المراقبون أن يقوم موقف الإمارات على تخلي كامل عن حفتر، ولكنه تجاوب مع ضغوط دولية تسعى في الكواليس للحد من تفكير حفتر في أي حراك عسكري جديد من خلال تجفيف منابع دعمه عند حلفائه.

كما يربط المراقبون بأن أي تغير في موقف الإمارات في ليبيا سيكون نتيجة فقدانها لموقف أهم الفاعلين في الملف الليبي وهي مصر التي بدا جليا أنها ترى في سياسات أبوظبي ضررا على المنطقة.

كما أن أبوظبي كانت تجد في الموقف الفرنسي المنحاز لحفتر داعما لها وتغير سياسات الأخيرة عامل آخر وجهها للسعي لتغيير موقفها في الملف الليبي.