كهرباء لبنان وقميص عثمان ازمة الاقتصاد والسياسة

كهرباء لبنان وقميص عثمان ازمة الاقتصاد والسياسة
الثلاثاء ٠٨ يونيو ٢٠٢١ - ١٠:٢٨ بتوقيت غرينتش

ثمة رؤية تعتبر ان ما وصلت اليها ازمة الطاقة في لبنان باتت تشكل قميص عثمان التناكف الساسي وتقاذف التهم عبر مورثات وزراء الطاقة المعنيين وتركاتهم التي اسست لكل هذا التداعي الذي يشهده هذا القطاع . 

العالم - لبنان

تعتبر أزمة الكهرباء المزمنة في لبنان معضلة مركبة من مزيج فساد وهدر ومنافسة سياسية وخلل ديموجرافي وأخيرا انهيارا أمني.

يشبه قطاع الكهرباء في لبنان القطاعات الحيوية كافة، التي تديرها الدولة اللبنانية، والتي أصابها الترهل ونخرها الفساد.

لكن هذا القطاع يتميز عن باقي القطاعات بكلفته الهائلة، وخسائره الكبيرة التي بلغت أرقاماً قياسية بالنسبة لبلد صغير، حيث تجاوز الـ43 مليار دولار، وكان من أبرز الأسباب في أزماته الاقتصادية الحالية، وهذا كله من دون أي حلول جذرية أو مستدامة، ما يهدد هذا البلد بالظلمة الشاملة في أي وقت.

ورغم موافقة مصرف لبنان على سلفة خزينة بمقدار 200 مليون دولار قرضا للكهرباء ومع الانهيار الاقتصادي في البلد الصغير أصبح أي حلّ يبحث فيه أو تحث الدول عليه صعب التنفيذ بسبب انهيار العملة المحلية ونفاد احتياطي العملات الصعبة، ما يجعل هذه الأزمة مستعصية وتؤثر على حياة جميع اللبنانيين نظراً لارتباط القطاع الحيوي بكل ما يختص بجوانب الحياة العادية ازمة الكهرباء هذه لم تتوقف على مقدار التغذية في الطاقة اذ انها ستنسحب حتما على باقي الخدمات المتعلقة بهذا المرفق وهذا ما تبين من تحذيرات المعنيين بان التقنين سيهدد الانترنت ايضا، رغم طمأنة وزير الاتصالات ، الا ان قطاع الاتصالات لن ينقطع طالما ان مصرف لبنان يؤمن الاعتمادات اللازمة لشراء الفيول.

ومن خلال العِبارة التي أنهى بها تغريدته صباح الأحد الفائت اللهم إني بلّغتُ فأشهد ، يظهر حجم المشكلة التي تُعاني منها أوجيرو، فالمدير العام للمؤسسة عماد كريدية حذّر من ان الارتفاع المستمر بساعات التقنين الكهربائي يتسبب بضغط كبير على مجموعات توليد الطاقة التابعة لأوجيرو، وزيادة الطلب على المحروقات التي باتت نادرة هي ايضا ً واستمرار الوضع بهذا الشكل يهدد جديا امكانية اوجيرو بتقديم الخدمات .

واوضح أن "استمرار الوضع بهذا الشكل يهدد جديا امكانية اوجيرو بتقديم الخدمات. ما يجعل المشهد اللبناني اكثر تعقيدا وتازما وما سينتج عنه من تداعيات يؤسس لها هذا المرفق الحيوي للبدء بتحركات شعبية قد تتجاوز حراك السابع عشر من تشرين عام الفين وتسعة عشر من حيث شكل الاعتراض الشعبي لتطال كما يرى متابعون هذه المرة بيوتات المسؤولين الذين يضعهم الشارع في خانة اهدافه واسباب ازمته.فهل باتت كرة نار الهرباء اقرب لحدود الانفجار الاجتماعي خاصة وان تداعيات ذلك تتعلق بخصوصية الموطن من جهة واعماله التي باتت وسائل التواصل ركيزة لها بعد استفحال ازمة الغلاء. ام ان ورقة الكرباء هي في الاصل مشروع سياسي يلعب دوره في صناعة الراي العام من جهة وصناديق الاقتراع من جهة ثانية.

حسين عزالدين