بلينكن ومنطق الكابوي.. إحتلال الجولان ضرورة لـ'أمن إسرائيل'!

بلينكن ومنطق الكابوي.. إحتلال الجولان ضرورة لـ'أمن إسرائيل'!
الأربعاء ٠٩ يونيو ٢٠٢١ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

في منطق أهوج، ينم عن إستهتار واضح وفاضح بالشرعية الدولية  وقراراتها ومواثيقها، برر وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن، خلال جلسة استماع افتراضية أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إحتلال الكيان الصهيوني للجولان السوري، بانه ضروري لأمن "إسرائيل"، وسيبقى هذا الاحتلال قائما ما دام الحال كما هو!!.

العالم – كشكول

بيلنكن، الذي حاول ان يميز سياسة بايدن عن سلفه ترامب، الذي قدم الجولان، كما قدم القدس والضفة الغربية على طبق من ذهب لنتنياهو، وذلك من خلال استخدام منطق يفضح اكثر مما يستر، البلطجة الامريكية، المتمثلة، بإعتماد شرعة الكابوي، بدلا من شرعة الامم المتحدة، وفي النهاية، ضاع التمييز الذي كان ينوي بلينكن تكثيفه، بين ثنايا شرعة الكابوي، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الثقافة والشخصية الامريكية.

عندما يقول بلينكن وبصريح العبارة:" على الصعيد العملي إسرائيل تسيطر على الجولان، بصرف النظر عن الموقف القانوني، واعتقد أن ذلك يحتاج إلى أن يظل كما هو إلا إذا لم تعد سورية، أو من يعمل من داخلها، تمثل تهديدا لإسرائيل، واعتقد أننا لم نصل لذلك بعد"!!، تُرى بعد هذا القول هل يمكن التفريق بين بيلنكن هذا وسلفه بومبيو؟، الاثنان مع احتلال "اسرائيل" للجولان السوري، ولكن الفارق الوحيد بينهما هو بالالفاظ التي استخدمت.

بومبيو اعترف بالاحتلال الاسرائيلي للجولان، وانتهى الامر، اما بلينكن، فقد كان اكثر دبلوماسية منه، عندما وضع شروطا لا يمكن ان تتحق ابدا لعودة الجولان الى سوريا، ف"الامن" الذي تبحث عنه "اسرائيل" لن يتحقق، لانها زُرعت اصلا في المنطقة لسلب الامن والامان عن شعوبها. كما ان بلينكن يأمل يوما ان تدخل سوريا الى الحظيرة الامريكية، بعد ان يصل عملاؤها وعملاء "اسرائيل" الى السلطة في دمشق، وهو حلم لن يتحقق لا اليوم ولا غدا، وبالتالي، سيبقى الاحتلال كما هو، وفقا لتعبير بلينكن.

اذا كان بالامكان تعميم منطق الكابوي الذي تحدث به بلينكن، والقائم على القوة المجردة، على جميع دول وشعوب العالم، تُرى كيف سيكون حال العالم في هذه الحالة؟!، فوفقا لهذا المنطق، ان بامكان اي بلد يمتلك قوة عسكرية ومدعوم من قوى كبرى، ان يحتل اجزاء من بلد اخر، بذريعة ان الاحتلال ضروري لأمنه؟، تُرى ماذا عن أمن الطرف الاخر الذي احتلت ارضه؟!. تُرى الا يحق، وفقا لمنطق بلينكن، ان تضرب كوريا الشمالية امريكا بالسلاح النووي، لان ذلك ضروريا لأمنها، في ظل التهديدات الامريكية المتكررة للنظم في بيونغ يانغ؟!.

اخيرا، من المؤكد ان الشعب السوري لن ينتظر القانون الدولي، الذي تدوس عليه يوميا البلطجة الامريكية و"الاسرائيلية، لتحرير الجولان، فهذا الشعب الذي حرر اكثر من 80 بالمائة من ارضه من دنس عصابات امريكا و"اسرائيل" والرجعية العربية، لقادر على ان يحرر باقي ارضه، ومنها الجولان، بعد ان اثبتت تجارب الاعوام ال11 الماضية ان سوريا ليست وحيدة، فهي من كبر حلقات محور المقاومة، وهو المحور الذي مازال يسجل الانتصار تلو الانتصار، على المحور الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي المشؤوم.