المصالحة ليست قريبة.. والتناقض اكثر من التقارب

المصالحة ليست قريبة.. والتناقض اكثر من التقارب
الخميس ١٠ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٤٦ بتوقيت غرينتش

اغرب ما في جولة الحوار الجديدة - والتي اجلت بعد وصول الفصائل الى القاهرة - أن كل طرف يستحث الخطى وهو يعلم ما يحمل الطرف الاخر وقد حدد الإجابة سلفا ولذلك فالمتحاورون الذين سيعودون الى اماكن اقامتهم في ذهنهم فقط كيف ستكون الجولة المقبلة من الحوار وماذا سيحمل كل طرف للطرف الاخر من اشتراطات قد تعيد المصالحة الى نقطة الصفر او ما دون الصفر الى مرحلة التجمد ،

العالم - قضية اليوم

التصريحات التي صدرت عن حركتي حماس وفتح لا تفتح بابا واسعا في الجدار الفاصل بين الطرفين والمقام منذ أربعة عشر عاما، بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي قامت بتاجيل الانتخابات التشريعية بعد رفض الاحتلال الاسرائيلي منح الفلسطينيين تصريحا لاجراءها في القدس المحتلة لن تقدم اكثر من الاقتراح الجديد القديم المتمثل بتشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالاشتراطات الدولية وهو الأمر الذي ترفضه حركة حماس وفصائل اخرى، ما فهم من تصريحات عزام الاحمد قبل ايام ردا على يحيى السنوار فان الانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية لن يتم الا وفق رؤية فتح وليس بناء على انتخابات او نسب معينة، اما حركة حماس والتي خرجت منتصرة من المعركة الاخيرة مع المحتل فهي تريد منظمة تحرير تمثل الكل الفلسطيني وفق ما تملكه الفصائل من زخم على الارض ، فكرة اصلاح المنظمة كما ترى الحركة لا يمكن ان يتأتى الا من خلال انتخابات مجلس وطني تمثل الداخل والخارج الفلسطيني ولا اظن ان حركة فتح مستعدة لمثل هذه المغامرة، اقتراح فتح المتعلق بحكومة وحدة وطنية يهدف ايضا الى الحفاظ على دورها في اعادة الاعمار، فالحركة تعتقد ان تشكيل حكومة وحدة وطنية بشخصية مقبولة فلسطينيا وعربيا ودوليا مثل سلام فياض سيجعل العالم يقدم الدعم المادي دون تخوف ، بالمقابل فحركة حماس ترى ان الانضمام لمثل هذه الحكومة وان كان الهدف منها ليس سياسيا يعني ان الحركة قبلت ان تدخل في دهاليز السياسة ووقعت في المحظور وساعتها سيتحول الانتصار الى هزيمة والفخر الى ان انتكاسة حقيقية، وعليه فالافضل لحركة حماس ان تظل في القمة بدل من الهبوط من اجل مكاسب مادية تقدر ان تحصل على بطرق اخرى ودون ان تقدمُ تنازلات ستجعل الشارع الفلسطيني الملتف حولها اليوم ينفض من حولها، اذا لا ارضية مشتركة حقيقة بين فتح وحماس وحديث السنوار بان منظمة التحرير دون حماس والجهاد والشعبية فهذا يعني انها ليست منظمة وانما صالون سياسي ليس له فائدة خلق حالة من الامتعاظ لدى قادة فتح لاسيما التاريخيين الذين يعتقدون بأن المنظمة يجب ان تظل حكرا عليهم وانه لا يحق لاحد ان ينازعهم فيها لان العنوان الكبير للمنظمة بوصفها (الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين) يمنحهم شرعية في كل مكان واينما حلو فكيف يسعى السنوار او غيره الى تجريدهم من اخر اوراقهم وشرعيتهم، لا ادري لماذا يسعى البعض دوما الى تقديم المصالحة وكانها دوما قاب قوسين او ادنى ، المصالحة لم تكن يوما قريبة ولن تكون مادام هناك نهجان متناقضان لا يمكن ان يلتقيا.

فارس الصرفندي

كلمات دليلية :