السوريون لديهم أمل كبير بعودة سوريا إلى تصدير القمح

السوريون لديهم أمل كبير بعودة سوريا إلى تصدير القمح
السبت ١٢ يونيو ٢٠٢١ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

مع دوران عجلة الزراعة في مختلف المناطق لاسيما المحررة منها، بدأت زراعة والقمح في سوريا تستعيد عافيتها بالتزامن مع عودة الأهالي والمزارعين إلى مناطقهم وبلداتهم والعمل في حقولهم مجددا.

العالم-سوريا

عودة من هولندا

المزارع فارس طرابيشي عاد من الاغتراب إلى سوريا بعد خمس سنوات قضاها في هولندا وبدأ نشاطه الزراعي في بلدة الدرخبية المحررة بمنطقة الكسوة في ريف العاصمة دمشق، وقال في تصريح خاص لـ “سبوتنيك”: “حين استقرت الأوضاع في البلدة عدت إلى سوريا وبدأت باستصلاح الأراضي الزراعية من جديد وقمت بتطوير العمل فيها بإدخال أصناف جديدة من المزروعات والخضار”.

وتابع طرابيشي: “أقوم بزراعة القمح كونه محصول استراتيجي وتقوم الدولة بتقديم الدعم والتسهيلات للمزارعين كالمحروقات والأسمدة والبذور، فضلا عن تقديم الاستشارات والإرشادات الزراعية من خلال المهندسين الزراعيين ولدي خطة لتوسيع رقعة الأراضي المزروعة بالقمح في الأعوام القادمة”.

غالبية الفلاحين عادوا

وأضاف: “تقدر الأراضي الزراعية في منطقة الكسوة بنحو 2000 هكتار زرع منها 500 هكتار بالقمح في أراضي الدرخبية وتتفاوت كميات الإنتاح في هذه المنطقة تبعا للموسم المطري”.رئيس دائرة الزراعة في منطقة الكسوة المهندس هشام الصياد تحدث لـ “سبوتنيك” عن عودة الزراعة إلى أرياف دمشق فقال: “خلال سنوات الحرب الماضية خرجت مساحات واسعة عن الزراعة ومع تحرير هذه المناطق من قبل الجيش العربي السوري عادت غالبية الأهالي إلى قراهم وحقولهم وأراضيهم وبدؤوا في زراعة وإنتاج جميع أنواع المحاصيل الزراعية والخضار وفي مقدمتها القمح”.

وأردف قائلا: “محصول القمح من المحاصيل الاستراتيجية وقبل إندلاع الحرب كانت سوريا تصدر هذا المحصول وهو من أجود الأصناف العالمية ونأمل مع عودة الزراعة أن تزيد كميات الإنتاج وتعود سوريا إلى الاكتفاء والتصدير من جديد”.

مساحات محررة عادت للخدمة

في سياق متصل، أنجزت الحكومة السورية خطتها المقررة لزراعة 1720 هكتار بمحصول القمح في ريف الرقة المحرر لاسيما في مناطق دبسي عفنان ومعدان والسبخة، فيما عادت مساحات واسعة جديدة من الأراضي إلى الإنتاج في ريف حلب الشرقي وفي ريف دير الزور وريف إدلب، انسجاما مع دعوة وزارة الزراعة لزراعة كل شبر من الأراضي بالقمح لتأمين الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول.

وفي منطقة الجزيرة والمعروفة باسم “سلة الغذاء السورية” تواصل القوات الأمريكية نقل كميات كبيرة من الأقماح السورية في أرتال شبه يومية إلى الأراضي العراقية عبر المعابر غير الشرعية بالتواطؤ مع ميليشيا “قسد”، التي بدأت بنشر عناصرها بين فلاحي المنطقة للضغط عليهم وإقناعهم بعدم بيع محصول هذا العام للحكومة السورية، فيما لا يرغب غالبية الأهالي بتلبية هذه الدعوة حيث لم تستلم “قسد” سوى 20 ألف طن حتى الآن فقط.

من التصدير إلى الاستيراد

وزير الزراعة السوري حسن قطنا وصف محصول القمح لهذا العام بالمقبول، لكنه لا يكفي كامل الاحتياجات بسبب الجفاف والتغيرات المناخية.

وتتوقع وزارة الزراعة أن يصل الإنتاج إلى مليون و200 ألف طن، فيما تستهلك سوريا سنويا 2.5 طن مليون من القمح.

وذكرت تقارير أنه في الفترة ما بين 2008-1994 كانت سوريا تصدر القمح إلى دول الجوار وتؤمن حاجة الأردن بشكل كامل وجزءا من حاجة مصر وتونس، إضافة إلى دول أوروبا وخاصة إيطاليا لإنتاج المعكرونة بسبب ميزات القمح السوري الممتازة، لكن الإنتاج تراجع بين 2010-2009 بسبب الجفاف ليبلغ أدنى مستوى له منذ 29 عام.

وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) أن سوريا قبل عام 2011 كانت تعتبر من الدول المكتفية ذاتيا من القمح وتملك مخزونا استراتيجيا يكفيها لخمس سنوات وبعد الحرب اضطرت البلاد إلى استيراد القمح من روسيا وإيران ودول أخرى. وبلغت الكميات المستوردة من روسيا العام الماضي 1.5 طن، فيما تجري الاستعدادات بين الجانبين لتوريد كميات جديدة في وقت تعاني فيه سوريا من أزمة رغيف بسبب تراجع الموارد الزراعية وفي مقدمتها القمح، لكن السوريين لديهم أمل كبير بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب بعد تحرير ما تبقى من الأراضي.