على ماذا تؤشر صورة ملک الاردن برفقة السفير السعودي؟

على ماذا تؤشر صورة ملک الاردن برفقة السفير السعودي؟
الإثنين ١٤ يونيو ٢٠٢١ - ٠٣:٤٤ بتوقيت غرينتش

نشر السفير السعودي في الأردن نايف بن بندر السديري صورة خاصة خاصه جمعته بعد طول غياب بالملك الأردني عبد الله الثاني في القصور الملكية.

العالم- السعودية

وبحسب راي اليوم فقد نشر السديري الذي يهتم بنشر صور نشاطات لقاءاته في الأردن تغريده له عبر “تويتر” عن تشرّفه بلقاء الملك عبد الله الثاني حفظه الله.

وعلّق السفير السديري قائلا بأن الملك طاقة إيجابية متجددة و نظرة مستقبلية متفائلة.

وتقريبا هذا أول لقاء يتم الإعلان عنه بين سفير السعودية والملك الأردني.

ويبدو أن نشر السفير السديري للصورة التي تجمعه بالملك محاولة للإيحاء بأن العلاقات الأردنية السعودية ذهبت باتجاهات إيجابية بالرغم من برود مستويات الاتصالات في الأسابيع الثمانية الماضية وبالرغم من عدم حصول لقاءات قمة للتنسيق أو التشاور رغم سخونة الأحداث والمتغيرات في المنطقة والإقليم.

ينشط سفير الرياض في عمان على أكثر من جبهة للحفاظ على زخم ودي في إطار انعكاس العلاقات ويلتقي شخصيات سياسية بين الحين والآخر.

لكن تغريدته عكست الانطباع بأن شيء ما يتدرّج ويترتّب على صعيد ملف العلاقات الأردنية- السعودية.

ويبدو أن الملف الوحيد الذي يمكن اعتباره عالقا منذ عدة أسابيع بين العاصمتين هو ما يتردّد في الصحافة الغربية والأمريكية عن اتهام جهات سعودية برعاية ودعم مخطط لزعزعة الأمن والاستقرار في الأردن.

وتلك رواية تبنّتها العديد من الشخصيات العديد من الصحف الأجنبية والغربية وتحديدا الأمريكية لكن الأردن لم يوجه بأي طريقة اتهام من أي نوع للسلطات السعودية بمخطط الزعزعة الذي ارتبط باسم ولي العهد الأردني الأسبق الأمير حمزة بن الحسين.

وهنا رصد الدبلوماسيون بوضوح تزامن نشر السفير السعودي للصورة التي أراد من خلالها الإيحاء بأن العلاقات جيدة وإيجابية وبنّاءة وبين الإعلان في الأردن في صباح نفس اليوم عن لائحة الاتهام الخاصة بمخطط الفتنة المشار إليه، حيث أشار سياسيون ومسؤولون وموظفون اردنيون خلف الستارة عدة مرّات إلى احتمالية وجود ارتياب بسبب طبيعة العلاقة بين السعودية ورئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق الدكتور باسم عوض الله الذي يعتبر أبرز المتهمين بمخطط الفتنة.

وأشارت لائحة الاتهام المنشورة في عمّان الأحد إلى الجوانب السعودية عدّة مرات ودون توجيه أي اتهامات رسمية وذلك من خلال الحديث عن رغبة الأمير حمزة في الاستفادة من ثقل وحضور الدكتور عوض الله وطبيعة علاقاته مع الجانب السعودي.

على المحك حسب مصادر دبلوماسية مطلعة محاولة لتجاوز تجاذبات وخلافات مكتومة خلف الستارة بين الجانبين.

ومحاولة للإيحاء بأن الخلافات التي يشعر بها الجميع و لها علاقة بملف الفتنة تحديدا والدكتور عوض الله يبدو انها في طريقها للتلاشي والتوافق على معالجة لأي مسألة في هذا السياق على مستوى القنوات الثنائية بين البلدين ، الأمر الذي يعتقد انه يقف عمليا وراء الدبلوماسية الهادئة التي يقوم بها السفير السديري.

ومن الواضح على هذا الاساس ان كتلة من الاتصالات الحرجة والخاصة في المستوى السيادي والامني و في المستوى السياسي والدبلوماسي المغلق والكتوم تنشطت خلال الساعات القليلة الماضية وترددت انباء وتسريبات عن اتصالات مهمة مع قيادات أردنية قامت بها شخصيات سعودية بارزة.

كما تسرّبت معطيات تفيد بأن وفدا سعوديا رفيع المستوى حضر إلى عمان خلال الأيام الثلاثة الماضية على امل التمكن من توفير ملاذ وطريقة لتجاوز العقدة التي جمّدت العلاقات في الاسابيع الاخيرة بين الجانبين والمتمثلة بملف الدكتور عوض الله والفتنة خصوصا وان عوض الله يحمل الجنسية السعودية وسبق أن حضر إلى عمان وفد رفيع المستوى برئاسة الامير فيصل بن فرحان وزير الخارجية للمطالبة باستلامه والافراج عنه بسبب طبيعة علاقاته القريبة جدا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

السلطات في الجانبين تتكتّم على أي تفاصيل توافق على سيناريو بخصوص هذه المسالة.

وما توحي به تغريده السفير السديري أن بعض الخلافات تم تجاوزها وأن طاقة إيجابية تتجدّد في إطار العلاقة أو يُراد لها أن تتجدّد قريبا خصوصا وأن العلاقات الأردنية- الإماراتية في الأثناء تنامت بشكل واضح وملحوظ في الآونة الأخيرة.