شاهد: ابرز خصائص الانتخابات الرئاسة الايرانية؟

الجمعة ١٨ يونيو ٢٠٢١ - ١١:٠٠ بتوقيت غرينتش

اكد الكاتب والباحث السياسي محمد مرتضى، انه منذ انتصار الثورة الاسلامية حرصت القيادة الايرانية بالتأكيد على ضرورة الحضور الشعبي في الساحة السياسية، وابرز مظاهرها هي الانتخابات.

وقال مرتضى في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": عند النظر الى الانتخابات الرئاسية في ايران نشهد ان هناك فارقاً كبيراً مقارنة بمحيطها من الدول العربية والخليجية وغيرها والتي تكون معظمها ملكية ولايوجد فيها تجربة ديمقراطية وتورث الحكم وراثياً حتى في الكثير من المجالس المحلية، لكن في الجمهورية الاسلامية في ايران هناك مشهداً مفارقاً، اولاً انها هناك انتخابات نزيهة وتشهد مشاركة شعبية فاعلة في كل الانتخابات حتى الان.

واوضح مرتضى، ان الشعب الايراني معروف عنه انه شعب حاضر في السياسة ويتابع المسؤولين ويحاسبهم، ويسقطون الرئيس في الانتخابات التي بعدها عندما يفشل، واعتبرها بأنها كاريزما الشعب الايراني وتاريخ الفارسية العريقة في الحكم والعلم والمعرفة والثقافة والفنون.

واضاف مرتضى، ان الانتخابات بالنسبة للشعب الايراني تعتبر ثقافة سياسية وهي ركن من اركان النظام الاسلامي، ولانه مثقف يجد انه يجب عليه ان يكون حاضراً، ويتابع بجدية مسار الانتخابات ومعرفة وقراءة برامج المرشحين.

من جانبه، اكد النائب في البرلمان الايراني ابو الفضل عمويي، ان المشهد الانتخابي شهد منافسة حامية في الدورة الانتخابية الحالية، مشيراً الى ان تركيبة الجمهورية الاسلامية في ايران تأسست على رؤية اسلامية ودينية وللشعب مكانته الخاصة.

وقال النائب عمويي: ان مكانة الشعب الايراني تتعزز وتثبت للعالم عبر الانتخابات الرئاسية والمحلية، في ظل تحديات جائحة كورونا واجراءات الحكومة بان تجري الانتخابات وفقا للشروط الصحية السليمة.

واوضح النائب عمويي، انه وفقا للظروف الحالية يمكن ان تكون نسبة المشاركة قليلة ولكن المنافسة قائمة وحامية في مواقع التواصل الاجتماعي التي تتابع الانتخابات، مشيراً الى ان هذا يدل على ان فاعلية الشعب الايراني واهتمامهم بالانتخابات.

واضاف، ان هناك حاجة بتغيير الادارة والحكومة بعد ثماني سنوات، واعتبرها فرصة ثمينة، ولفت الى انه جرت مناظرات قوية بين المرشحين حيث انتقد بعضهم البعض وسط رؤى مختلفة، تعرف الشعب من خلالها على برامجهم.

ولفت الى انسحاب ثلاثة من المرشحين السبعة، بعد استطلاع الرأي الذي جرى على مستوى البلاد لم يحصلوا على نسبة جيدة، مشدداً على ان المنافسة حامية وان المشهد الانتخابي مهم لايران، وسط حضور اعلامي خارجي كبير عبر محطاته الفضائية لتغطية الانتخابات، ما يدل على اهتمام البلدان الاخرى. اضافة الى الرصد الامريكي لها. وتوقع ان تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية في سياسات ايران على المستوى الاقليمي والدولي.

وخلص النائب عمويي، بان لا احد يمكنه التكهن من سينتصر في هذه الانتخابات، وانها كانت دوماً مفاجئة رغم التقييمات، لذلك يكون التنافس شديداً.

بدوره، اكد سفير العراق السابق لدى الاتحاد الدكتور جواد الهنداوي، ان امريكا واوروبا ينظرون الى تجربة الانتخابات الرئاسية الايرانية بانها ديمقراطية مباشرة، بمعنى ان الشعب هو الذي ينتخب باصواته رئيس الجمهورية، واعتبر بانه يمثل قمة الديمقراطية.

وقال الهنداوي، ان المباشرة الديمقراطية هو ما يميز العملية الديمقراطية الايرانية عن الانظمة السياسية الرئاسية في المنطقة، مشيراً الى ان هناك مراكز بحوث تنصف ثلاثة معايير لمعرفة نجاح وفشل الانتخابات وجدية اجراؤها وعدم جديتها، واضاف، ان المعيار الاول هو الاقبال الشعبي على الانتخابات، والثاني هو قيام الحكومة بتهيئة الشروط الملائمة لاجراء الانتخابات بنزاهة وبفاعلية وسط تنافس نزيه وصادق بين المرشحين والمتابعة الجماهيرية وكذلك الظروف الامنية التي ستساهم بنجاح الانتخابات.

وشدد الهنداوي على ان المعيار الثالث ووصفه بالهام، هو ان تأتي هذه الانتخابات بنتائج تستطيع ان تحافظ على فلسفة النظام العام لايران، وهو نظام قائم على ولاية الفقيه والعقيدة وبناء المجتمع والحفاظ على الاستقرار الامني والموروث الاجتماعي والحضاري وتعزيز سياسة امن ونفوذ ايران المشروع في المنطقة والعالم، واعتبرها معايير صالحة لتقييم جدية الانتخابات.

واشار الهنداوي الى ان هذا ما يميز الانتخابات الايرانية عن التجربة الانتخابية الامريكية التي تجري وفق فلسفة نظام المجتمع الامريكي القائم على الرأسمالية والامبريالية ولا تشهد بفوز مرشح يؤمن بالشيوعية او الاشتراكية وغيرها، وكذلك الانتخابات الروسية التي تحافظ على فلسفة النظام الاشتراكي القائم في روسيا.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5656388