نبض السوشيال

هل تعمل 5 سنوات دون أجر!؟ واقع يطالب الاردنيون بتغييره

هل تعمل 5 سنوات دون أجر!؟ واقع يطالب الاردنيون بتغييره
الأحد ٢٠ يونيو ٢٠٢١ - ٠٣:٠٢ بتوقيت غرينتش

قد لا يتصور احدنا ان يعمل لسنوات اربع او خمس، ولساعات عمل طويلة، قد تصل بعضها الى 24 ساعة متواصلة، ومناوبات ليلية، دون مقابل مادي. لكن هذا واقع يعيشه طلاب الطب في الاردن، حيث يجبر هؤلاء على العمل في المستشفيات، في مقابل السماح لهم باكمال تعليمهم ودخول الاختصاصات التي يريدون.

العالم - نبض السوشيال

نظام يسمى (npaid ) او غير مدفوعي الاجر، نظام تنتهجه المستشفيات الاردنية، يعمل بموجبه طلاب الطب الراغبين في اكمال دراستهم في الاختصاصات الطبية، كمرحلة تدريبية لاكمال مرحلة الاختصاص، وهم ما يعرفون باسم (الاطباء المقيمين)، يعملون هؤلاء في هذه المستشفيات بين اربع سنوات او خمس سنوات، دون اجر او اي مقابل مادي، تمكّن هذا الطالب من ادارة حياته المادية، دون الرجوع الى الاهل او اي مورد مادي اخر، نظام يرى فيه الطلاب نوعا من العبودية "الجديدة"، واستغلال لحاجة الطلاب للعمل من اجل اكمال تعليمهم، ما دفع البعض ممن لم يستطع الاستمرار في هذا النظام الى الهجرة.

اوسمة عدة تصدرت قائمة الترند في الاردن، تحت حملة تويترية تسلط الضوء على هذا الظلم لهذه الفئة من نخب المجتمع، وشبابه وامله ومستقبله، منها #هذا_الظلم_لازم_ينرفع و#اطباء_مش_عبيد و#هجرتونا، طالب المستخدمون والنشطاء الحكومة والمعنيين بوضع حد لهذا الظلم، وصرف رواتب شهرية لهم، وبث كثيرون منهم ما يعانيه من تعب نفسي من هذا النظام، والاحساس بالظلم الواقع عليهم، ويقدر عدد الاطباء المقيمين في الاردن بنحو 300 طبيب سنويا.

النشطاء حملوا وزارة الصحة ومسؤوليها المسؤولية القانونية لرفع هذا الظلم، فقد اشار الناشط "محمد" الى الدستور الاردني وتأكيده علىتقديم الاجر المناسب لكل عامل، وفقا لعمله، فكتب على تويتر: " الدستور الاردني (23): "إعطاء العامل أجرا يتناسب مع كمية عمله وكيفيته"

وزارة الصحة مسؤولة قانونياً و اخلاقيا عن الظلم الواقع على الاطباء بشكل عام و اطباء الإقامة بشكل خال. العمل بدون اجر او اجر قليل عبودية حديثة !".

وكذلك فعل الناشط Jasser Kifayeh بتحميل المسؤولية لوزارة الصحة والمؤسسات المعنية بالقطاع الصحي، لكنه اشار الى مسؤولية الجامعات التي رأى انه ينبغي عليها التعاقد مع المستشفيات لحل هذه الأزمة، فكتب، "مسؤولية وزارة الصحة والمجلس الطبي والنقابات واولا للجامعات التي يجب أن تتعاقد مع المستشفيات لتوفير فرص الاقامه لخريجيها لإتمام تخصصهم".

أما Anas Hayel، فقد تطرق الى سالة ربما هي جوهر القضية، وهي ان هؤلاء الطلبة، هم عمود المستشفيات الفقري، وهم الركيزة لها، داعيا المستشفيات الى تجربة مدة دون الاستعانة بهؤلاء الطلبة، وكتب: "هاي المستشفيات والقطاعات لو تجرب أسبوع أو يوم حتى مندون مقيمين عشأن تعرف أنه الله حق وأنه هم اللي شايلين المستشفى من استقبال مرضى طؤارى لإدخال لأقسام و منابعة مرضى وعمليات و و و… كان مافكروا بيوم يشغلوهم مندون راتب".

العديد من النشطاء ركزوا في تغريداتهم على التأكيد بأن مطلبهم محق، وهو ليس مكرمة من احد، فكتب mohammed_albawab93: "هي ليست قضية تحسين اوضاع معيشة او ظروف عمل ، ولا مطالبة بغطاء قانوني ينصفنا عند المسائلة القانونية، ولا حتى مطالب بحمايتنا من الشتم والضرب في ممرات المستشفيات ، هي قضية رفضنا للاستعباد بالعمل من دون اجر ومطالبتنا بحقنا الذي ينص عليه القانون".

من جانبها، أكدت Rima Oqlat، على ان حصولها على مردود مادي مقابل تعبها، هو حق لها، فكتبت: "مطالبتنا براتب، هو حق وليس مكرمة. من حقي احصل على مردود مادي مقابل التعب والسهر الي بقدمه للمريض، وحتى أقدم أفضل خدمة، لازم احصل على حقي بالكامل".

أما Osama Kanaan، فقد كتب وحسرة في كلامة بادية، "فعليا بدل ما نطالب كأطباء بزيادة الراتب ، قاعدين بنطالب انه يكون النا راتب".

وأما الناشط Mu'nis bishtawi، فقد دعا الى الاحساس بمظلومية هؤلاء الاطبة، والعمل على رفع مظلوميتهم، فقال: "ارحموا من جعلهم الله تعالى وسيلة لتخفيف آلام الناس، فمن غير المعقول ظلم الأطباء بهذه الطريقة، والمتمثلة بحرمانهم من أي راتب او اجر خلال كل سنين الإقامة وسيصلون لعمر ال٣٠ او اكثر من دون ان يجدوا قوت يومهم..".

فيما ركز الناشط أحمد القاعود على الاستمرارية ومواصلة حملة المطالبة بالحقوق، وعدم فقدان الامل، فكتب: "المستشفيات الأردنية التي تتعامل بنظام الunpaid تراهن على قصر نفس الشباب وترك القضية، ونحن نؤكد أننا مستمرون حتى الغاء نظام العمل بلا أجر ولو اقتضى ذلك متابعة الحملة لسنوات.".