مأساة أهالي الحسكة.. تعطيش، تهجير، تغيير ديموغرافي

مأساة أهالي الحسكة.. تعطيش، تهجير، تغيير ديموغرافي
الإثنين ٢١ يونيو ٢٠٢١ - ١٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

مرة اخرى تتحدث الانباء عن تجدد معاناة أهالي مدينة الحسكة السورية ومحيطها، بسبب استمرار نقص مياه الشرب وتأخر ضخها من محطة مياه علوك، وهي معاناة تقف وراءها ارادة سياسية، تهدف الى خلق حالة من اليأس والاحباط بين اهالي المنطقة، الذين مازالوا متمسكين بالخيار الوطني، رغم كل الضغوط التي يتعرضون لها من قبل المرتزقة والارهابيين، ومشغليهم الاتراك.

العالم كشكول

بات واضحا ان القوات التركية والجماعات الموالية لها، التي اعتدت على خطوط الكهرباء المغذية لمحطة مياه علوك، لم يكن هدفها من وراء تحويل معظم كمية الطاقة الكهربائية إلى مواقعهم ومقارهم في مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرتهم، فحسب ، بل هدفهم الاكبر والاهم هو خلق ظروف صعبة وقاسية وغير محتملة لاهالي المدينة، لدفعهم للهجرة عن المدينة ومحيطها، من اجل تحقيق هدف تركيا الرئيسي من وراء تدخلها في الشأن السوري، وهو تغيير ديمغرافية مناطق شمال سوريا، وتحويلها الى جيوب لتركيا.

يبدو ان القوات التركية ومرتزقتها، إستغلوا ارتفاع درجات الحرارة، لزيادة معاناة الاهالي، عبر القطع شبه التام للتيار الكهربائي ومياه الشرب عنهم، وهو مخطط حاولت الحكومة السورية مواجهته، عبر ارسال المياه الى المدينة عبر الصهاريج والخزانات التي وضعها فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في أحياء المدينة، رغم انها لا تسد حاجة الاهالي ، بعد ان جفت أغلبية الآبار السطحية التي حفرها الأهالي خلال الفترة السابقة وبات تأمين المياه يشكل عبئاً ثقيلاً عليهم.

اللافت ان هذه الجريمة اللانسانية، جريمة تعطيش اكثر من مليون انسان، بهدف دفعهم الى الهجرة او الاستسلام، ترتكبها القوات التركية ومرتزقتها، ، دون اي رادع ، وامام مرآى ومسمع العالم، وصمت مطبق لمنظمة الامم المتحدة، والمنظمات التابعة لها ، والدول الغربية وعلى راسها امريكا، وهو صمت يفضح تواطؤ هذه الجهات مع تركيا والارهابيين، وكذلك يفضح حجم الهجمة التي يتعرض لها الشعب السوري منذ 11 عاما.