رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى في اليمن لقناة العالم:

لماذا تفشل السعودية صفقات تبادل الاسرى باليمن؟

الثلاثاء ٢٢ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٥٤ بتوقيت غرينتش

كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى في اليمن، عبدالقادر المرتضى ، التعقيدات التي تواجه ملف الاسرى والدور السعودي في افشال صفقات تبادل الاسرى والانتهاكات التي يتعرض لها الاسرى بسجون قوى العدوان ومرتزقته.

العالم - ضيف وحوار

وفيما يلي نص الكامل للقاء الذي اجرته قناة العالم مع رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى في اليمن عبر برنامج (ضيف وحوار) :

س1 . ما هو حقيقة موقف السعودية بشأن وقفها لكل صفقات تبادل الاسرى التي كان قد اتفق عليها محليا؟ ولماذا اتجهت السعودية لهذا الموقف؟.

المرتضى: هذا الموقف الذي صدر من الاستخبارات السعودية هو موقف حقيقي، ونحن حصلنا على معلومات تؤكد ان ما يسمى بالغرفة المشتركة لتحالف العدوان اصدرت توجيهات حاسمة وصارمة للقيادات الميدانية التي تتبعها من مرتزقة العدوان في الميدان بوقف تنفيذ كل عمليات التبادل التي تم التوافق عليها محليا والا يكون هناك اي تبادل الا عبر ما يسمى باللجنة المشتركة التي يرأسها ضباط من الاستخبارات السعودية والتي تسيطر على ملف الاسرى بشكل كامل.

وقد توقفت كل عمليات التبادل التي تم الاتفاق عليها محليا، وكان هناك اكثر من 7 عمليات تبادل قد تم التوافق عليها محليا فيها اكثر من 400 اسير من الطرفين وقد تم التوافق عليها وعلى الاسماء ولم يبقى سوى التنفيذ ولكن مع صدور هذه الاوامر توقف كل هذه العمليات ولم ينفذ منها شئ حتى اليوم.

س2 . لماذا اتخذت السعودية هذا الموقف؟وماذا عن توقيت اتخاذه؟.

المرتضى: نحن نعتقد ان السعودية قلقلة من اي تقارب بين اليمنيين فيما يخص التفاوض في ملف الاسرى ، حيث ان هناك خشية ان يؤدي هذا التقارب الى تقارب اكثر في ملفات اخرى، بالاضافة الى رغبتهم في ابقاء هذا الملف تحت سيطرتهم وتحت اشرافهم، كما ان السعودية لا ترغب في اعطاء المرتزقة الذين يتبعونها صلاحية في هذا الملف بشكل كامل.

س3. ماذا عن اثر الموقف السعودي في اعاقة وعرقلة ملف الاسرى؟.

المرتضى: التدخل السعودي الفج في هذا الملف بشكل كبير جدا يؤدي الى اعاقة هذا الملف واعاقة عمليات التبادل بشكل عام سواء التبادلات المحلية او فيما يخص المفاوضات الدولية خاصة الجولة الاخيرة في عمان ، حيث كان التدخل السعودي والمنع السعودي لاتمام ما تم التوافق عليه احد الاسباب التي ادت الى فشل الجولة ، بالاضافة الى تعقيدات اخرى تخص المرتزقة في الميدان حيث انهم عبارة عن مجموعات وطوائف واجنحة متعددة فهم ليسوا طرف واحدا بل اطرافا متعددة وكل طرف لديه مجموعة من الاسرى وكل طرف لديه مطالب غير الطرف الاخر.

س4 . ماذا اعلان اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى في اليمن عن استعدادها لصفقة تبادل محلي واسعة وتضمن الافراج عن قيادات عسكرية؟ وماذا هو المقابل للافراج عن تلك القيادات؟

المرتضى: هذه المبادرة التي اطلقناها، نحن مستعدون لتنفيذها، والاسباب التي ادت الى اطلاق تلك المبادرة اولها هو ضعف الاداء الاممي في هذا الملف وغياب ذلك الدور بشكل لافت خلال الاشهر الاخيرة حيث لم يكن اي هناك اي تحرك جاد وفاعل من قبل الامم المتحدة منذ شهر نوفمبر وحتى الان. وحاولنا اطلاق هذه المبادرة لاعطاء مساحة للوساطات المحلية للدخول في هذا الملف، ولقطع الطريق على مرتزقة العدوان الذين يدعون دائما امام قواعدهم الشعبية وامام اهالي الاسرى اننا نرفض الحديث عن القيادات الذين يتبعونهم مثل محمود الصبيحي وغيره، ومن خلال هذه المبادرة اردنا ايصال رسالة باستعدادنا للتفاوض على جميع القيادات واكدنا على هذا الامر مسبقا باننا نريد مقابل تلك القيادات الافراج عن اسرانا.

س5. لماذا لم يتم الحديث عن الافراج عن محمد قحطان وفيصل رجب وقيادات اخرى في هذا العرض؟

المرتضى: نحن ذكرنا محمود الصبيحي وناصر منصور هادي وغيرهم من القيادات فهي تشمل جميع القيادات الموجودة لدينا وليس لدينا اي مانع من الدخول في تفاوض شامل وكامل يشمل جميع القيادات من كل الاطراف، هذا اذا كان الطرف المقابل مستعد لذلك.

ونحن نطالب مقابل القيادات الكبيرة بالاسرى الذين تم اخفائهم ونقلهم للسعودية او الامارات ، فلدينا الكثير الاسرى تم اخفائهم في سجون سرية منذ عام 2015 وحتى الان، هذا وقد تم الاتفاق سابقا على صفقة تبادل وتم مناقشتها مؤخرا في مفاوضات عمان الاخيرة بان يتم الافراج عن ناصر منصور هادي مقابل 50 من اسرنا الذين تم اسرهم بنفس الجبهة وبنفس التاريخ، لكن ما ادى لفشل هذا الاتفاق هو عدم استطاعة الطرف الاخر احضار هذه القائمة التي تم التوافق عليها نظرا للخلاف القائم بين حزب الاصلاح والمجلس الانتقالي الذي يسيطر على المناطق الجنوبية.

س6. ما مدى تجاوب الاطراف الاخرى مع هذا العرض الاخير؟

المرتضى: لازالنا ننتظر، لم يصلنا اى رد رسمي على المبادرة. كانت هناك بعض التصريحات الاعلامية من قبلهم شككوا فيها في طرحنا ، لكننا نؤكد اننا جادون ولدينا كامل الاستعداد على الدخول في مفاوضات عبر وساطات محلية اذا لم تكن الامم المتحدة جاهزة للدخول في مثل هذه الصفقة، ويمكنهم اختيار الوسطاء الذين يرضون بهم ونحن نختار الوسطاء الذين نرضى بهم وتكون هناك آليه لتنفيذ مثل هذا الاتفاق ، نظرا لضعف الدور الاممي فنحن نرضى بالوساطات المحلية.

س7 . هل وصلنا لمرحلة فشل الدور الاممي في ملف الاسرى والمحتجزين؟

المرتضى: لا نستطيع ان نقول انهم فشلوا، لكننا نستطيع القول ان الدور الاممي ضعف وغاب بشكل لافت خاصة في ملف الاسرى رغم انه ملف انساني وكان المفروض بالامم المتحدة ان يكون هذا الملف اولوية لديهم ويتم بذل جهود اكثر فيه مما يتم بذلها حاليا.

الملف كبير وشائك وهناك الاف الاسرى من الطرفين وكنا نأمل ان يمثل هذا الملف اولوية لدى الامم المتحدة لكن للاسف يعتبر لديها ملف ثانوي.

ونعتقد ان الفشل الاخير في جولة عمان الاخيرة كان احد اسبابه الرئيسية هو ضعف الدور الاممي وغيابه، لان الامم المتحدة لم تستطع ان تقنع الطرف الاخر بتنفيذ ما تم التوافق عليه وهو ما يعتبر فشل كبير للامم المتحدة.

س8. هل برايكم التفاوض المباشر مع الاطراف المحلية او الخارجية كالسعودية والامارات مثمر اكثر من ان تكون الامم المتحدة راعية لهذا التفاوض؟

المرتضى : لا يوجد اي تفاوض مباشر بيننا وبين السعودية والامارات خارج الامم المتحدة على ملف الاسرى بشكل خاص، كل ما يتم من مفاوضات مباشرة تتم مع الاطراف المحلية وبوساطات محلية او عبر التواصل المباشر مع الاطراف والقيادات الموجودة في الميدان ، وقد حقق هذا المسار نجاحا كبيرا اكبر مما حققته الامم المتحدة بكثير، حيث تم تحرير اكثر من 9 الاف اسير من الطرفين في حين عبر الامم المتحدة لم تنفذ سوى صفقة واحدة حرر فيها اكثر من الف اسير من الطرفين.

س9. لماذا عادت التعقيدات لملف الاسرى من جديد؟

المرتضى: المفاوضات الاخيرة في عمان شهدت تعنت كبير من قبل مرتزقة العدوان وقد كان هناك اتفاق موقع وكان حضور تلك الجولة الهدف منه التوافق على الاسماء وتوسعة الصفقة لكن الطرف الاخر اعلن اشتراطات جديدة ما ادى لفشل الجولة بشكل كامل، بالاضافة الى ان السعودية كان لها طرح جديد وتعقيدات اخرى حيث ارادوا ان تشمل الصفقة عدد من الاسرى السعوديين دون الافراج عن الاسرى اليمنيين الموجودين بالسجون السعودية وهو ما لم نقبله وهو سبب من اسباب فشل هذه الجولة.

وهناك الكثير من الاسباب التي تؤدي الى فشل العديد من الصفقات منها ان الطرف الاخر ليس طرف واحد بل اطراف واجنحة متعددة ومختلفة وكل جناح لديه عدد من الاسرى التابعين لنا ولديه عدد من الاسرى موجودين لدينا لكنهم لم يتفقوا مطلقا على ملف الاسرى ، ونقوم بالتفاوض مع اكثر من جهة واما اثناء التفاوض عبر الامم المتحدة يكون مع اكثر من جهة لكنهم في نفس الوقت لا يملكون الصلاحية ولا يملكون المعلومات عن اسرانا. حيث انه هناك عدد من اسرانا يتم اخفائهم وبيعهم من قبل النظام السعودي والاماراتي ولم يستطع ولم يرضى المرتزقة الافصاح عن مصيرهم وهذه ايضا احدى التعقيدات التي تؤدي الى فشل الكثير من الجولات. كما ان لكل من مرتزقة العدوان مطلب يختلف عن المطلب الاخر.

ونحن نؤكد اننا على استعداد لاجراء تبادل شامل وكامل لجميع الاسرى ونحن نفضل هذا . لاننا جهة واحدة ولدينا كل المعلومات اما الاطراف الاخرى فاذا كان احدهم حاضرا فهناك الكثير من الاطراف الغير حاضرة لهذا لم نتمكن من تنفيذ مبدأ الكل مقابل الكل.

س10 . ما ردكم على ادعائتهم بانكم السبب في عرقلة ذلك الملف وان المقترحات التي تقدموها غير جادة؟

المرتضى: نحن قدمنا الكثير من المبادرات الفعلية والعملية ، فقبل اكثر من عامين اطلاقنا سراح اكثر من 300 اسير ومن طرف واحد من خلال مبادرة احادية لم يقابلها الطرف الاخر بالافراج عن حتى اسير او معتقل واحد مقابل هذه المبادرة. كما انه تم اطلاق سراح المئات من التابعين لهم والذين طالبوا بهم في الكثير من المناسبات والاعياد حتى ممن تورطوا في اعمال تخدم قوى العدوان ومرتزقته، ونحن جادون وحريصون على اتمام اي عملية تبادل وتحرير جميع اسرانا.

وفيما يخص جولة عمان فنحن لم نضع اي شرط ، فقد ذهبنا للاردن وكان هناك اتفاق تم التوقيع عليه مسبقا وكان المفترض من هذه الجولة هو تنفيذ ذلك الاتفاق وتوسعته ان امكن ، لكن الطرف الاخر هو من وضع اشتراطات جديدة. حيث كان الاتفاق يتمحور حول اطلاق سراح 200 اسير يتكون من 150 اسير من مأرب و 50 ممن تم اسرهم في جبهات الجنوب عام 2015، ونحن نقوم باطلاق سراح 100 اسير و ناصر منصور هادي، لكنهم لم يستطيعوا ان يفوا بما التزموا به نظرا للاختلاف بينهم وبين المجلس الانتقالي حيث رفض الافراج عن اي اسير موجود لديه. كما ان ممثل حزب الاصلاح كان لديه اشتراطات جديدة واسماء جديدة ولهذا فشلت الصفقة.

س11. حول الجرائم والانتهاكات في ملف الاسرى ، كيف تم التاكد من طبيعة هذه الجرائم؟

المرتضى: هناك الكثير من الجرائم التي يرتكبها مرتزقة العدوان في الكثير من الجبهات منها التصفيات الميدانية ومنها ما تم ارتكابه داخل السجون والتي كان اخرها ما وقع في سجون مأرب حيث تم تعذيب مجموعة من الاسرى حتى رحلوا شهداء واستطاعنا ان نخرج 3 من جثامين هؤلاء الشهداء وتم فحص هذه الجثامين من قبل الطبيب الشرعي وتم التأكد من تعرضهم للتعذيب وهو السبب الرئيسي في وفاتهم ، ايضا هناك مجموعة من الاسرى يتعرضوا لاهمال صحي حيث تنتشر الامراض في سجون مرتزقة العدوان ولا يتم تقديم اي رعاية صحية لهؤلاء الاسرى، وقدمنا احتجاجات لمجلس الامن الاممي والمنظمات الدولية واللجنة الدولية للصليب الاحمر وطالبنا منها زيارة تلك السجون والتأكد من حالة الاسرى لكن مرتزقة العدوان رفضوا اي زيارة لداخل سجونهم وخاصة في مارب والجوف.

س12. ما موقف الامم المتحدة والصليب الاحمر بعد تقديمكم للشكوى؟

المرتضى: كل ما يقوم به مرتزقة العدوان من جرائم نقوم بتوثيقه وارساله لكل المنظمات الدولية الموجودة في اليمن والي مكتب المبعوث الاممي والي اللجنة الدولية للصليب الاحمر، لكن للاسف الشديد لم نرى اي تحرك جاد من قبلهم للضغط على مرتزقة العدوان للكف عن ارتكاب مثل هذه الجرائم ولم يتم تحريك ساكن ولم يتم ابلاغنا باي رد من قبل الطرف الاخر.

س13. لماذا هناك غياب لملف الاسرى عن الحراك الدولي الاخير الساعي لحل الازمة اليمنية والذي تقوده سلطنة عمان؟

المرتضى: الحراك الحاصل لا يتطرق لمناقشة جميع الملفات الموجودة وانما مناقشه البعض منها كما ان ملف الاسرى له وضع خاص والكثير من الجولات التي عقدت عبر الامم المتحدة حول ملف الاسرى بشكل خاص ونحن ندعو الى تجنيب هذا الملف اي تعقيدات سياسية او امنية او عسكرية وان يبقى ملف انساني خالص تتم مناقشته بعيد عن باقي الملفات حتى لا تتخل التعقيدات العسكرية والسياسية لهذا الملف فتعقده اكثر ولهذا منذ بداية العدوان وحتى الان عمليات التبادل مستمرة والعدوان والحصار لا زال مستمرا.

س 14. هل هناك تحركات او ترتيبات لعقد جولات جديدة بخصوص ملف الاسرى عقب ان فشلت جولة عمان او عقد صفقات تبادل جديدة؟

المرتضى: فيما يخص المفاوضات المحلية فهي لا تنقطع وهي مستمرة بشكل دائم ونحن نرسل من فترة لاخرى العديد من الوسطاء لكل الجهات وليس دينا اي مانع لاتمام الصفقات المحلية مهما كانت، واي تعقيدات تحدث في هذا الجانب فنحن نسعى لحلها الا ما حصل في الفترة الاخيرة بسبب الجانب السعودي ايضا المرتزقة فهم لا يستطيعوا تجاوز الاوامر السعودية. اما فيما يخص المفاوضات عبر الامم المتحدة فنحن نأمل ان يكون هناك تحرك جاد وفاعل لتحريك هذا الملف خاصة انه في حالة فشل جولة فان الامم المتحدة تحتاج الى وقت طويل لتقوم بعقد جولة جديدة رغم رغبتنا في ان يكون هذا الملف متحرك بشكل مستمر ولا تغرق الامم المتحدة في تفاصيل ثانوية وان تولي اهمية لهذا الملف.