شاهد.. ارحل يا عباس.. مطلب الفلسطينيين بعد اغتيال نزار بنات

الجمعة ٢٥ يونيو ٢٠٢١ - ٠٨:٢٤ بتوقيت غرينتش

ارحل ارحل يا عباس.. بهذا الهتاف صدحت حناجر المئات في تظاهرات غاضية انطلقت في الضفة الغربية؛ تنديدًا باغتيال الناشط السياسي نزار بنات.

العالم-فلسطين

وعلى بعد عشرات الأمتار من مقر المقاطعة حيث يقيم رئيس السلطة محمود عباس، كانت هتافات الشباب تدوي برحيله متحدية القمع الذي نفذته أجهزة السلطة الأمنية.

وتظاهر المئات -مساء الخميس- للمرة الثانية خلال ذلك اليوم، على دوار المنارة وسط مدينة رام الله؛ احتجاجًا على اغتيال الناشط السياسي نزار بنات بعد ساعات من اعتقاله في مدينة الخليل.

وانطلقت المسيرة باتجاه مقر المقاطعة بمدينة رام الله بعد وقفة على دوار المنارة تخللها مؤتمر صحافي، وحين وصول المسيرة بالقرب من مقر المقاطعة أطلقت قوات الشرطة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين، في حين أضرم شبانٌ النارَ في شارع الإرسال على مقربة من حاجز بشري للشرطة.

وخلال تظاهرات في رام الله، والخليل ونابلس، بدا لافتًا هتاف الشباب الفلسطيني "ارحل ارحل يا عباس" والمناداة بإسقاط النظام الذي وصف بأنه فاقد للشرعية.

ولم يصدر أي تعقيب من عباس على جريمة الاغتيال، في وقت حمّلته عائلة بنات المسؤولية المباشرة عن "تصفية" ابنها، هو والحكومة برئاسة محمد اشتية الذي أعلن تشكيل لجنة تحقيق حظيت برفض مطلق من كل القوى المجتمعية التي أكدت أن الحكومة متهمة ومتورطة في الجريمة.

وأقدم عباس في إبريل/نيسان الماضي، على إلغاء الانتخابات الفلسطينية متذرعًا برفض الاحتلال إجراءها في القدس، في حين أكدت مصادر متطابقة أن الإلغاء جاء على خلفية استطلاعات رأي أظهرت أن حركته ستخسر الانتخابات، وأنه شخصيا لا يوجد له أي فرص للفوز في أي انتخابات رئاسة قادمة.

ويستمر عباس في تولي منصبة بالقوة القهرية، دون سند قانوني بعد انتهاء ولايته الانتخابية منذ 11 عامًا، في وقت أقدم على تكريس كل السلطات في يده بعدما أقدم على حلّ المجلس التشريعي بقرار منعدم من محكمة دستورية شكلها هو لهذه المهمة، وفق خبراء قانون.

أحد المتظاهرين عبر عن غضبه العارم من سياسة عباس، واستذكر أمام المتظاهرين أن أولويات رئيس السلطة الاهتمام بالشباب الإسرائيلي (تصريح سابق لعباس)، وأن الشباب الفلسطيني ليس على خارطة اهتماماته.

وندد باغتيال شهيد الكلمة نزار بنات، عادًّا اغتياله يؤكد الحاجة لرحيل عباس.

ودوّت على الفور الهتافات المنادية برحيل عباس، وسط حالة غضب شديدة.

وخلال حديث عضو تحالف قوى اليسار، عمر عساف -النقابي البارز- عن جريمة اغتيال نزار بنات، ولدى محاولته توجيه رسالة لعباس، قاطعه المتظاهرون مرددين "ارحل ارحل يا عباس" لينضم هو والبقية هاتفا برحيل عباس.

وشدد على أن جريمة اغتيال نزار بنات ليست جريمة بحقه وحده؛ بل بحق شعبنا كله، وهي خدمة مجانية للاحتلال، وقال: "من يقتل نزار بنات لا يريد صوتا حرا شجاعا".

واستذكر بعض الناشطين حديث لعباس في مقابلة متلفزة في ذروة الربيع العربي "إذا تظاهر ضدي 3 أشخاص، وطالبوا برحيلي سأرحل"، وقال أحد الناشطين: "ها هم الآلاف بل عشرات الآلاف يتظاهرون في كل مكان وعلى مقربة من مقر مقاطعتكم، فارحل، وخذ معك كل الفاسدين".

وفي مؤتمر صحفي خلال تظاهرة برام الله تلا فيه رئيس تجمع الشخصيات المستقلة، ممدوح العكر بياناً باسم “مجلس منظمات حقوق الإنسان، شبكة المنظمات الأهلية، القوائم الانتخابية المستقلة، وشخصيات وطنية”.

وحمّل البيان، المستوى السياسي بكامله وخاصة محمود عباس مسؤولية ما حدث مع المعارض السياسي نزار بنات، والذي تعرض للقتل بعد اعتقاله من أفراد من الأجهزة الأمنية في مدينة الخليل.

وطالب البيان بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة وطنية انتقالية من كفاءات وطنية مستقلة لتحضر لانتخابات متزامنة للمجلس الوطني والتشريعي والرئاسة خلال ستة أشهر، كما طالب بإقالة رؤساء الأجهزة الأمنية ومحاسبة كل من أصدر ونفذ الأوامر لتعذيب بنات والتي أفضت مقتله، وإعادة مأسسة الأجهزة الأمنية وعقيدتها على أسس وطنية وإيجاد رقابة مدينة عليها التوقف الفوري عن أشكال التعدي على الحريات.

ودعا البيان، أبناء الشعب الفلسطيني كافة لأداء صلاة الغائب الجمعة على روح الراحل بنات.