مدينة المقاومة السفلية.. تفاصيل مخفية تثير قلق الاحتلال وللمقاومة كلمة السر

مدينة المقاومة السفلية.. تفاصيل مخفية تثير قلق الاحتلال وللمقاومة كلمة السر
الأحد ٢٧ يونيو ٢٠٢١ - ٠٧:٣٧ بتوقيت غرينتش

يظهر قطاع غزة، الذي يتربع على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً، كبيئة ساحلية مفتوحة، يَسهُل على أجهزة أمن واستخبارات كيان الاحتلال الإسرائيلي مراقبة كل ما يجري على ظاهرها، لكن ما يدور في باطن الأرض يُخفي تفاصيل كثيرة.

العالم - فلسطين

فتحْتَ تلك المدينة الصاخبة، المكتظة بالسكان، ترسو شبكة من الأنفاق المُعقدة، التي طوّرتها حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، في إطار استعداداتها للمواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقد مثّلت الأنفاق أحد أبرز محاور التصعيد العسكري الأخير في قطاع غزة، وأعلنت "إسرائيل" أن القضاء على الانفاق، أحد أهداف عمليتها العسكرية، التي أطلقت عليها “حارس الأسوار”.

في 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين جراء اعتداءات وحشية” إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية وتحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة انتهت بعد 11 يوماً بوقف لإطلاق النار فجر 21 مايو/أيار الماضي.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عن 290 شهيداً، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسناً، بجانب أكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 مستوطنا وإصابة مئات؛ خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على "إسرائيل".

وتمكنت المقاومة الفلسطينية، من ابتكار الأنفاق كأسلوب تكتيكي جديد في المواجهة مع الكيان المحتل، عبر مهاجمة المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية (ما قبل عام 2005)، ما شكّل تهديداً أمنياً أسهم في دفع "إسرائيل" نحو الانسحاب من غزة.

وفي أغسطس/ آب 2005، انسحبت "إسرائيل" بشكل كامل من قطاع غزة، وفق خطة أحادية الجانب، مثلت الخطوة انتصارا للفلسطينيين، وأنها تمت بفعل ضربات المقاومة.

فقد نفذت المقاومة، عبر الأنفاق، عدداً من العمليات العسكرية الكبيرة ضد المواقع الإسرائيلية، بين عامي 2001 و2004، والتي شكّلت أحد أبرز ملامح الانتفاضة المُسلحة، وأشدها ضراوة.

ومع مرور السنوات، أخذ بناء وتطوير الأنفاق منحى متصاعداً في استراتيجية المقاومة وتكتيكاتها، إذ تنوعت استخداماتها في مختلف الخطط العسكرية؛ للتغلب على الاجهزة العسكرية للاحتلال.

ووفّرت الأنفاق ميزة التخفي عن مختلف أجهزة المراقبة الإسرائيلية براً وجواً وبحراً، ما منح عناصر المقاومة الفلسطينية أريحية في تنفيذ خططهم العسكرية دفاعياً وهجومياً، بعيداً عن أعين قوات الاحتلال.

وخلال العدون على غزة، صيف 2014، أحدثت الأنفاق مفاجأة عسكرية كبيرة لجيش الاحتلال، عبر عمليات “الإنزال خلف الخطوط” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية أثناء دخول القوات برياً على حدود القطاع.

وقد اعترف عدد من قيادات الجيش وضباطه، في استخلاصاتهم للحرب التي استمرت 51 يوماً، بفشل استخباري كبير، وإخفاق وسوء تقدير لحجم وقدرات شبكة الأنفاق التي بنتها حماس خلال سنوات ما قبل الحرب.

وقدّر العسكريون الإسرائيليون بأن الجيش قد أنهى عمليته العسكرية حينها، دون دلائل دامغة على تدمير الأنفاق.

وإبان العدوان الإسرائيلي في مايو، خرج رئيس أركان جيش الاحتلال “أفيف كوخافي” مدعيا إنه تم تدمير معظم قدرات حماس الصاروخية، عبر غارات استهدفت ضرب المصالح تحت الأرضية.

من جانبه، نفى يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، مزاعم جيش الإحتلال، وذلك في لقاء عقده مع صحفيين عقب انتهاء العدوان على غزة.

وقال السنوار إن حركته أفشلت “خطة كوخافي” التي أعدها منذ سنوات للقضاء على الأنفاق تحت مسمى “رياح الجنوب”، والتي هدفت بحسبه لقتل 500 مقاتل من حماس.

وأضاف أن “لدى حماس 500 كلم من الأنفاق تحت الأرض، لم تُلحق "إسرائيل" ضرراً سوى بـ 5% منها”.

رأي اليوم - الاناضول