حرق المزيد من الكنائس في أراضي السكان الأصليين في كندا

حرق المزيد من الكنائس في أراضي السكان الأصليين في كندا
الأحد ٢٧ يونيو ٢٠٢١ - ١٢:٠٩ بتوقيت غرينتش

اشتعلت النيران في كنيستين كاثوليكتين في أراضي السكان الأصليين غربي كندا صبيحة الأمس.

العالم - الاميركيتان

واشتعلت ألسنة اللهب في كنيسة القديسة آن أولا ثم كنيسة تشوباكا في غضون ساعة واحدة وذلك في مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا.

وقال المسؤولون إن الكنيستين دمرتا بالكامل، وإن التحقيق يجري على أساس وجود شبهة جنائية في الأمر.

واحترقت كنيستان أخرتان كاثوليكيتان، الإثنين الماضي في نفس المقاطعة، وذلك خلال اليوم الذي احتفلت فيه كندا بيوم السكان الأصليين.

وقال مسؤول في الشرطة "التحقيقات جارية في الحريقين السابقين، وهذين الحريقين الجديدين، وليست هناك أي اعتقالات و اتهامات".

ويأتي ذلك بعد اكتشاف مئات المقابر المجهولة في مواقع مدارس داخلية سابقة في كندا.

وكانت الحكومة تمول هذه المدارس الإجبارية، التي كان يديرها رجال دين مسيحيون، في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بهدف "استيعاب الشباب من السكان الأصليين ودمجهم في المجتمع".

وطالب السكان الأصليون بالمزيد من البحث في مواقع أخرى للبحث عن مقابر مشابهة.

وفي تلفزيوني قال زعيم السكان الأصليين في وادي سيميلكامين إنه تلقى خبر اندلاع النيران في كنيسة تشوباكا، عبر مكالمة هاتفية في الساعات الأولى من صباح السبت وبوصوله إلى الموقع بعد نصف ساعة كانت، قد انهارت تماما.

وأضاف خلال الزعيم المحلي خلال لقاء مع شبكة "سي بي إس" "أنا غاضب، ولا أرى أي أمر إيجابي سينتج عن هذا التصرف، بل سيكون الأمر صعبا".

وأشار إلى أن الكثير من السكان الأصليين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية، ويشعرون بالحزن بسبب الحرائق.

وأعلنت مجموعة الأمة الأولى (تيكاملوبس شوسواب) الشهر الماضي، العثور على مقبرة جماعية تحتوي على رفات 215 طفلاً في مدرسة داخلية أقامها المستعمرون البريطانيون لجمع السكان الأصليين من الهنود وتغيير هويتهم.

وكانت هذه المدارس في كندا مدارس داخلية إلزامية تديرها الحكومة والسلطات الدينية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، بهدف السيطرة على شباب السكان الأصليين وتغيير معتقداتهم وأفكارهم بالقوة.

وكان أطفال السكان الأصليين يدرسون في مدرسة، كاملوبس إنديان ريزيدنشيال، وهي مدرسة داخلية أسست عام 1890 تحت إشراف الإدارة الكاثوليكية، في مقاطعة بريتيش كولومبيا، وتم إغلاقها نهائيا عام 1978.

وقالت المجموعة نفسها في منطقة كوسيس إنها عثرت على 751 قبراً لمجهولين في مدرسة مماثلة في منطقة ساسكاتشيوان، وكانت مدرسة ماريفال الداخلية الهندية تخضع أيضا لإدارة الكنيسة الكاثوليكية.

وبين عامي 1863 و 1998 انتزع أكثر من 150 ألف طفل من أبناء السكان الأصليين من أسرهم وأدخلوا عنوة إلى هذه المدارس، في مختلف أنحاء كندا.

وأسست لجنة عام 2008 لتوثيق أثار هذا النظام، ووجدت أن عددا كبيرا من الأطفال الذين أدخلوا هذه المدارس لم يعودوا أبدا إلى مجتمعاتهم التي انتزعوا منها، وقال تقرير اللجنة الذي يعد معلما بارزا، إن ما حدث يعتبر مذبحة ثقافية.

وكانت الحكومة الكندية قد اعتذرت سابقا عن هذا البرنامج.