غزة ترفض المساومة على إعمارها.. ودمار واسع بأسلحة محرمة دوليا

الثلاثاء ٢٩ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

نستضيف في برنامج"ضيف وحوار"، د.ناجي سرحان وكيل وزارة الاشغال العامة، ونناقش حجم الدمار الذي حل بقطاع غزة ومصير الإعمار بالقطاع، والضغوطات التي يتعرض لها هذا الملف، واستغلال الكيان الإسرائيلي الحاجات الانسانية بضغوطه السياسية، والإبتزاز السياسي من أجل خلق أي نصر له أو أي صورة للقوة التي تتدارى خلفها هذه الحكومة الاسرائيلية الضعيفة.

العالم - ضيف وحوار

وفي حوار مع قناة العالم ضمن برنامج"ضيف وحوار"، وبسؤال ضيف البرنامج عن حجم الدمار الواسع في قطاع غزة، وعدد الوحدات السكنية المدمرة والخسائر في المباني، وحاجات الناس من أجل السكن، أكد ناجي سرحان:" بعد 11 يوما من القصف العشوائي الذي طال كل البنى التحتية في قطاع غزة من مبان ومصانع ومن طرقات ومزارع وكل مجالات الحياة التي تضررت.

وأشار سرحان الى أنه:" كان هنالك 1200 وحدة سكنية هدمت بشكل كامل و1000 وحدة سكنية قد اصبحت غير صالحة للسكنية و1000 وحدة سكنية قد تضررت بشكل متوسط وطفيف، وتبلغ تكلفة هذه الاضرار 160 مليون دولار وهذه التكلفة المباشرة لهذه المباني، مع العلم انه مازال من الحروب السابقة من عام 2008 و2012 و2014 وما قبلها وما بعدها وما بينهما.

وتابع سرحان أن جميع الجهات في القطاع جاهزة لبدء عملية الإعمار”وكل ما نحتاجه هو دخول الأموال”.

وأضاف سرحان:"أن هنالك 150 مليون دولار نحتاجها لإعادة الاعمار لـ1300 وحدة سكنية لم يبنى لها في السابق بشكل كامل و60 الف وحدة سكنية متضررة بشكل جزئي من الحروب السابق، ونحن نتكلم الآن عن 310 مليون دولار فقط هي أضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي حاليا والإعتداءات سابقا".

س: هنالك حديث عن تضرر 22 الف وحدة سكنية فقط في اعتداء الاحتلال الاخير في معركة سيف القدس، وحتى اللحظة فإننا نجد الركام على حاله وهنالك شوارع ازيل منها الركام على اعتبار أنها شوارع رئيسية، حجم الدمار هذه المرة الملف فيه كان أنه في أماكن حساسة والهامة في قطاع غزة والمفترقات المفصلية الى أي درجة يعرقل أمور الحياة حتى هذه اللحظة؟

سرحان: لاشك أن القصف الذي استهدف قطاع غزة كان قصفا ممنهجا، وخاصرة قطاع غزة وخاص بمنطقة الرمال المنطقة الراقية في غزة فقد تم ضرب العمارات والابراج السكنية، وتم تدمير مفترقات الطرق الرئيسية، ولذلك كان الضرر أكبر حتى نوعية الصواريخ التي استخدمت في هذه الحرب كانت مختلفة ارتجاجية، وبالتالي كان كل صاروخ يضرب، كان يؤدي الى ميلان في الوحدات السكنية في العمارات والابراج السكنية وخسائر كبيرة.

وقال سرحان:"للاسف نحن حتى اليوم وحين معاينة المباني نقرر أن تلك المباني متضررة ضررا بسيطا وبعد إعادة معاينتها نجد ان الضرر البسيط تحول الى بليغ ثم نجد أن العمارة أصبحت مائلة فيتم ازالة هذا البناء، وبالتالي كان العدد الاولي كان 22 ألف واليوم نتحدث عن مايزيد عن 40 الف وحدة سكنية متضررة".

س: طبيعة الاسلحة المستخدمة والصواريخ، ونحن كمواطنين شعرنا بشيء مختلف في منازلنا حيث كان الضرب والقصف بعيدا لأكثر من كيلومتر ونشعر ان البناء يهتز، فمفعول تلك الصواريخ كمفعول الزلزال وبالتالي ماهو مصير البنية التحتية والمنازل بعد فترة من الزمن حيث سيصبح هنالك خطرا من تلك الأبنية ، لو تطلعون السادة المشاهدين حول خطورة تلك الأسلحة التي يستخدمها الكيان الإسرائيلي؟

أكّد سرحان أن هذه الصواريخ تستخدم لأول مرة في غزة، تحدث دمارا مختلفا، حيث أنها تحدث دمارا مختلفا، وهذه الصواريخ كانت ارتجاجية تنفجر على عمق 20 مترا في عمق الأرض، وبالتالي تحدث زلزالا يسبب بميلان المنازل وكسر في الأعمدة على الرغم من الضربة ليست مباشرة في المباني وما يحدث في المباني ما يحدث في الزلزال حقيقة، ما يؤدي الى أن تكون الأعداد كبيرة في المباني المتضررة والخسائر.

وبيّن سرحان أنه في الحرب التي وقعت عام 2014، كان هنالك 162 الف وحدة سكنية في 51 يوم ، وحاليا في الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة نجد أنه خلال 10 أيام نتحدث عن 40 الفا، ومازلنا نعمل في إحصائها والارقام متصاعدة، ما يدل على أن تأثير تلك الصواريخ التي أسقطها العدوان الإسرائيلي كان أكبر بكثير من الحروب السابقة، بدلالة البنية التحتية التي تتأثر عادة، كشبكات المياه والصرف الصحي في منطقة محدودة، مكان سقوط الصاروخ.

وشدد سرحان الى الحاجة لإعادة الاصلاح لمئات الأمتار يميا ومئات الامتار الأمتار يسارا من الضربة ولا شك أن تلك الأسلحة تعتبر أسلحة مختلفة عن السابق والمقصود فيها إحداث ضررا أكبر في القطاع وهذا بالفعل ما حصل.

س: نحن أمام جريمة إسرائيلية مكتملة الأركان بحق هؤلاء السكان الذين شردوا، نرجو إطلاعنا على حجم وعدد المواطنين الذين هم خارج منازلين كيف تستطيعون توفير أماكن سكنية للمتضررين، ولا سيما أن الإعمارمنذ عام 2014 يعتبر بطيئاً جدا، وبالكاد قد بنيت عمارات في قطاع غزة وأمام هذا الضغط كيف تواجهونه كمسؤولين؟

سرحان:" نقوم بما نستطيع من تقديم الخدمة لأبناء شعبنا، والواقع أن المشكلة تكمن في أن تلك الأبنية المتجاورة التي تستند على بعضها البعض، نتخذ القرار للأسف بأن أحد تلك الأبنية المقصوفة هي أبنية سليمة، ولكن عندما تتم عملية الإزالة نجد أن العمارة الأخرى تحتاج أيضا للإزالة، وهذا أمر خطير.

ونوه سرحان: بالنسبة للمواطنين فهنالك ما يزيد عن 30 الف مواطن هم في خارج منازالهم إما يتواجدون عند اقاربهم أو مدارس وكالة الغوث أو في أماكن لجوء، فهؤلاء يعانون كثيرا، وقد قمنا ببعض المساعدات لهم من بعض المؤسسات من خلال لجنة قطرية لإعمار غزة من خلال بعض المؤسسات الأخرى العاملة في القطاع، وقد استعنا تقديم مساعدة 2000 دولار لبعض العائلات و1000 دولار لبعض العائلات بحسب الأموال التي تقدم على أقل ما يمكن على أنها تقدم للمواطن لشراء حاجاته واستئجار منزل، وهذا يعتبر جزءا يسيرا.

وأشار سرحان الى أنه بحسب التقييمات الحاصلة، فإننا نحتاج لكل عائلة 5000 آلاف دولار على الأقل كانت قد هدمت بيتوهم بشكل كامل، لأن المواطن قد فقد الأشياء المادية كأثاث منزله، وقيل أن بعض الناس قد خرجوا بدون أمتعتهم ويبدون حتى حذائهم، وهو حال الناس، ونناشد كل العالم ولكل أصدقائنا بتقديم يد العون وتسريع تقديم مبالغ الإغاثة، حيث أننا اليوم انتهينا من توزيع 5000 دولار لكل عائلة فقدت منزلها بشكل كامل و3000 لكل عائلة تضررت منازلها بشكل جزئي.

وشدد سرحان:" الحقيقة ان نصف تلك الاعداد من الناس المتضررة هي من استلمت تلك المعونة وجزء منها، نتحدث عن 2000 من أصل 5، هي 40 % فقط ولا تساوي شيء ولذلك نتمنى من أصدقاءنا تقديم يد العون لتلك الاسر الفلسطينية، ويعتبر ذلك اقل ما يمكن تقديمه للناس الذين قاموا بالتضحية بمنازلهم ودمائهم وملابسهم وضحوا بكل ما يملكون وبذكرياتهم".

فيما يتعلق بملف الإعمار كملف ليس منعزل عن السياسة، لانه بعد معركة سيف القدس مع الأسف بدأت هنالك مساومة على ملف الإعمار والابتزاز الاسرائيلي بهذا الملف وسجالا داخلي فلسطيني فلسطيني، بالنسبة لملف البنية التحية منوهة ان مكتب قناة العالم جانب برج السوسي، نجد ان تلك المنطقة تم قصفها تماما وكان مباشرا للشوارع، وفي اللحظات الأولى شاهدنا أنابيب المياه والصرف الصحي تنفجر، فعلى المدى البعيد كم حجم الخسائر المادية والحياتية المتعلقة بهذه الممارسات الاسرائيلية بالقطاع في العدوان الأخير؟

سرحان:"بحسب تقديراتنا تسببت تلك الممارسات العدوانية الاسرائيلية تسببت بخسائر تقدر بـ130 مليون دولار كخسائر في البنية التحتية وهي تشمل الطرق، وتشمل شبكات الاتصالات وشبكات الكهرباء وغير ذلك.

وأوضح سرحان ان تلك الارقام تضاف الى ماسبقها فمجمل الأضرار في جميع القطاعات تقدر بما يزيد عن 500 مليون دولار علما بوجود 600 مليون دولار من الحروب السابقة.



واشار سرحان إلى مفاقمة الحرب الأخيرة لأوضاع قطاع غزة المأساوية، بالقول "نحن ما زلنا نعالج دمار الحرب السابقة (2014)، وعلى الرغم من ذلك، جاءت هذه الحرب لتُلحِق خسائر مضاعفة بالوحدات السكنية والبنية التحتية والمنشآت الصناعية بشكل يصعب تصوّره، بما يعطي دلالة واضحةً على أن الاحتلال يحاول إبقاء الحياة في غزة تسير بالحدّ الأدنى ومحلَّ احتياج دائم ومستمرّ".

وقد أدت الحرب الهمجية لشدة شراستها إلى تغيير معالم مدينة غزة التي طال الدمار شوارعها الحيوية الرئيسية، والتدمير المهول لقطاع كبير من البنية التحتية، ملحقةً الضرر بشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وبالقطاع الصحي، والاقتصادي، حيث كان من بين أهداف القصف إيقاع الخسائر الأكبر في بنى القطاع ومنشآته الحيوية، إلى جانب البنى العسكرية للمقاومة.

وتشير التقديرات الحكومية إلى أن حجم الأضرار يتجاوز خسائر الحروب الثلاث السابقة، وخصوصاً أن التدمير شمل المنشآت الحكومية والمدنية، والبنى التحتية، وضاعف أزمة الكهرباء، وفي هذا الإطار، قال مصدر في وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة في تصريح صحفي، بأن "عملية حصر الأضرار لا تزال مستمرّة وتحتاج إلى بعض الوقت، لكن التكلفة التقديرية لإعادة إعمار ما دمَّره الاحتلال، لن تقلّ عن 500 مليون دولار كحدٍّ أدنى".

يذكر أنه في 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين جراء اعتداءات "وحشية" إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية والمناطق العربية داخل الكيان الإسرائيلي، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في غزة استمرت 11 يوماً وانتهت بوقف لإطلاق النار فجر 21 مايو/ أيار الماضي، وأسفر العدوان الإسرائيلي عن 290 شهيدا (في غزة والضفة)، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 مصاب، كما تسبب العدوان الصهيوني بتدمير آلاف الوحدات السكنية، "كليا أو جزئيا"، بالإضافة إلى إلحاق أضرار فادحة بالبنية التحتية.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...