ماذا تريد واشنطن من احياء الاتفاق النووي اذا كانت ترفض رفع الحظر؟

الجمعة ٠٢ يوليو ٢٠٢١ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

اكد الباحث السياسي محمد مرتضى، انه من الواضح ان الولايات المتحدة الامريكية منذ ان دعت الى احياء الاتفاق النووي وتوسطت اوروبا للبدء في مفاوضات فيينا، كانت تهدف الى توسيع دائرة المفاوضات بمعنى عدم حصرها في الملف النووي.

وقال مرتضى في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان التحرك الامريكي هذا كان ظاهراً وكانت محاولات اولية واستمرت لفترة، غير ان الموقف الايراني الصلب اثبت بان اي شيء لا يتعلق بالملف النووي فهو غير مطروح على الطاولة.

واوضح مرتضى، ان الولايات المتحدة الامريكية تعتقد انها فيما اذا رفعت الحظر الكامل عن ايران، فهذا يعني تقوية الاوراق الايرانية وعندها لن تكون طهران مستعدة للدخول في اي تفاوض غير الملف النووي، باعتبار انها اخذت ما تريد من رفع العقوبات واستردت عافيتها الاقتصادية، ولهذا تعتقد امريكا في حال حدوث ذلك فانها تخسر اي اوراق ضغط على ايران في ملفات اخرى كملف الصواريخ او ملفات المنطقة بشكل عام.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/5680393

ولفت مرتضى الى ان امريكا تلجأ الى التسويف وابقاء اوراق تستغلها وتوظفها في سبيل الضغط على ايران بعد الاتفاق النووي فيما لو حصلت العودة اليه، مشيراً الى ان امريكا تعتبر موضوع المباحثات حاجة دبلوماسية عالمية باعتبار ان ترامب قد اساء الى الصورة الخارجية لامريكا، لذا فهي تسعى الى تفاوض اجوف وظاهري لاعادة تلميع صورتها امام المجتمع الدولي، وهذا ما اوضعه بايدن اكثر من مرة.

ولفت مرتضى الى ان الرأي العام الغربي والامريكي يتأثر بما يعكسه الاعلام الامريكي الذي يدعي ان ايران هي المتعنتة وان الولايات المتحدة تدعو لخطوات مشتركة، ويقول بكل صلافة ان ايران تخالف الاتفاق النووي في حين ان امريكا هي التي انسحبت منه، وتتجاهل دعوات الامين العام للامم المتحدة انطونيو غويتريش بانه يجب عليها رفع الحظر عن ايران بالكامل.

من جانبه، تساءل الدبلوماسي الايراني السابق الدكتور هادي افقهي، ما هي مكامن لعبة القط والفأر التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية في رسم الخارطة التي تتحرك من خلالها لاحياء الاتفاق النووي.

وقال افقهي: ان ايران اذا لم تدرس جيداً هذه الخارطة التي يتحرك من خلالها الامريكي، فلن تستطيع ان تكشف نواياها الحقيقية التي بادر فيها الرئيس اوباما الاسبق وكتب الى قائد الثورة الاسلامية بحل المشكلة النووية مع ايران، توعد فيها بحلها خلال ستة اشهر.

واوضح افقهي، ان سماحة آية الله الخامنئي تعامل بشكل منطقي ولكنه كان غير واثق من ان الامريكان فعلا يريدون حل المشكلة، مشيراً الى ان هناك منهجية واستراتيجية وتكتيك تسير عليه الولايات المتحدة، ولا تتغير بوصول رئيس جمهوري او ديمقراطي.

واضاف افقهي، على المستوى الاستراتيجي تسعى امريكا منع ايران من اي تحقيق مراحل تنموية او تطويرية بشرية كانت او عملية او فنية، مشيراً الى ان هذه هي الاستراتيجية الامريكية التي خرجت من رحم التكتيك فيما يتعلق بمواضيع مختلفة ومنه الموضوع النووي وتوقيع الاتفاق ولكنهم لم يعطوا شيئاً لايران، وانسحب بعدها ترامب وفرض عقوبات، ليأتي بايدن ويلعب اللعبة نفسها ولكن بأدبيات اخرى.

وشدد افقهي على ان ايران فيما لو وقعت اتفاقاً جديداً مع امريكا، فهل ستحل المشكلة، واجاب بالطبع لا، هذا ما يقولونه هم بصريح العبارة، مشيراً الى ان الرئيس الايراني المنتخب ابراهيم رئيسي رسم خطوطاً من ان ايران لن تدخل في مفاوضات قادمة اذا لم تخرج بعد كل جولة منها بنتائج ملموسة على الارض.

واستبعد افقهي للوصول الى هذا الحل باعتبار ان المنهجية والاستراتيجية والنوايا الامريكية تحاول زج ملفات اخرى وعلى رأسها الامن الاسرائيلي.

واكد افقهي ان امريكا حتى لو حصلت على آمالها ووقعت اتفاقاً مع ايران، فانها ستخرج منه بالتأكيد كما خرجت من اتفاق 2015، وتطالب بكل شيء دون ضمانات! ووصفها بقمة الوقاحة.

بدوره، رأى المحلل السياسي الروسي اندريه اونتيكوف، ان التصرفات الامريكية مع ايران يرجع الى نوع من اللعبة الدبلوماسية السياسية ليس اكثر.

وقال اونتيكوف: انه حتى لو تمكنت ادارة بايدن من احياء الاتفاق النووي، فانه بعد اقل من اربع سنوات اذا انتصر ترامب في الانتخابات الامريكية فمن المؤكد من انه سينسحب من الصفقة الجديدة منها فوراً.

واوضح اونتيكوف، انه لا توجد ضمانات ابداً في السياسة الامريكية، واذا اعطى بايدن ضمانات، فيوم الغد عندما يصل ترامب الى السلطة فانه سيسنحب منها، مشيراً الى ان السبب باستمرار بايدن في المفاوضات بغض النظر عن اللعبة السياسية، هو انه يهدف الى اعادة بناء علاقات طيبة مع حلفائه في اوروبا، بخطوتين، الاولى هي احياء المفاوضات مع الجانب الايراني، باعتبار ان اوروبا انتقدت انسحاب امريكا من الاتفاق النووي بسبب التعاون الاقتصادي بين الدول الاوروبية وايران الذي كان عميقاً جداً وفي مصلحة كلا الطرفين.

واضاف ان الخطوة الثانية، هي الموافقة الامريكية باستكمال بناء انابيب الغاز ما بين روسيا والمانيا، من اجل احياء وتقارب مع الدول الاوروبية التي انشقت من الولايات المتحدة خلال عهد ترامب، مشيراً الى ان الهدف الرئيس لادارة بايدن هي اعادة توحيد الحلفاء الاوروبيين وفي حلف الناتو، اما بالنسبة للاتفاق النووي فان بايدن لا يهتم بها بشكل كبير ويحاول ان يحصل شيئا من هذه التفاهمات، ولكن في حال وصول شخص مثل ترامب، فانها ستتفكك هذه الاتفاقيات.

واضاف اونتيكوف، ان المشكلة ليست في البرنامج النووي الايراني، ولكن الادارات الامريكية تدرك تماماً ان هناك تقارب الايراني الصيني وايضاً ايران هي الحليف الاستراتيجي بالنسبة لروسيا ما يعني انها تمثل حجرة الزاوية بالنسبة لاعداء الولايات المتحدة الامريكية في العالم.