حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير:

التطبيع الدبلوماسي للنظامين الخليفي والإماراتي جريمة

التطبيع الدبلوماسي للنظامين الخليفي والإماراتي جريمة
الجمعة ٠٢ يوليو ٢٠٢١ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

أصدرت حركة أنصار شباب ثورة 14فبراير بيانا اعلن فيها ان التطبيع الدبلوماسي للنظامين الخليفي والإماراتي جريمة وهرولة بعض القوى السياسية في البحرين من أجل سراب التسويات السياسية جريمة أعظم بحق شعبنا والشعب الفلسطيني.

العالم-البحرين

واليكم نص البيان...

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله سبحانه وتعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) الآية257 سورة البقرة.

تعلن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير في البحرين عن إدانتها وإستنكارها وبأشد العبارات للتطبيع الدبلوماسي والأمني بين السلطة الخليفية والسلطة الإماراتية مع كيان الإحتلال الصهيوني الغاصب،وإفتتاح سفارتة في أبوظبي ،وترى بأن مواقف هذه الأنظمة الإستبدادية القبلية إنما تصب في مصلحة كيان الإحتلال الصهيوني والإستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا الشيطان الأكبر،ويأتي ذلك تنفيذاً لمؤامرة صفقة القرن (صفعة القرن) وفتح الأبواب على مشراعيها للموساد الإسرائيلي وتآمر دولة كيان الإحتلال ضد الأمن القومي للجمهورية الاسلامية في إيران ، وكذلك التآمر على محور المقاومة وعلى الشعب اليمني العظيم متمثلاً بحركة أنصار الله وحكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء.

ان العلاقات التطبيعية ما بين الامارات والكيان الاسرائيلي المحتل جعلت الأمن القومي الاماراتي مكشوفاً، وكل سفارة إسرائيلية في كل مكان بالعالم حتى في الولايات المتحدة هي وكر تجسس، لتتحول الامارات الى محطة أمنية إستخباراتية أزاء ايران بالدرجة الاولى ومحور المقاومة وفصائله ،وأزاء اليمن، وجزر اليمن بالدرجة الثانية، حيث سيتفاقم ويتعاظم ويكبر الدور الاسرائيلي الصهيوني فيها تحت العباءة الاماراتية من خلال التطبيع الأمني والعسكري بجزيرة سوقطرة التي يجري فيها التطهير العرقي وفي جزيرة نيوم وما الى ذلك وخاصة أزاء الجمهورية الإسلامية التي حذرت حكام الإمارات من عواقب هذا التطبيع الخطير على أمنها القومي وإستقرار المنطقة ودولها.

كما أن إتفاق السلام المزعوم الذي أبرمته السلطة الخليفية في البحرين مع الكيان الصهيوني إنما هو بهدف تصفية القضية الفلسطينية والتآمر عليها ، والتآمر على محور المقاومة وتهديد وزعزعة الأمن القومي للجمهورية الاسلامية ، بجعل البحرين مركز ووكر تجسسي صهيوأمريكي ضد إيران الثورة وحلفائها في محور المقاومة.

كما أننا في الوقت نفسه نرى بأن هرولة بعض القوى السياسية في البحرين نحو أوهام وسراب التطبيع مع الكيان الخليفي الغاصب ، من أجل تسويات سياسية، إنما يعد جريمة أعظم من جريمة تطبيع الأنظمة العميلة والخائنة مع كيان الإحتلال.

إن الإعتراف بالكيان الخليفي وشرعيته في الحكم في البحرين ، ومحاولات التسويات السياسية معه ، في الوقت الذي يتآمر هذا الكيان الخليفي الغاصب والمحتل للبحرين مع كيان الإحتلال الصهيوني ، إنما هو شرعنة بقائه على السلطة وشرعنة تطبيعه مع العدو الإسرائيلي.

إن الذين يدعون بأنهم يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية وعدالة قضية محور المقاومة وقلعته الحصينة المتمثلة في ايران الثورة الاسلامية وقائدها الحكيم والشجاع الإمام الخامنئي دام ظله ، كما يدعون بأنهم الأقرب للجمهورية الاسلامية في إيران من غيرهم ، ويدعون بأنهم يساندون هذا المحور وفصائله المقاومة لكيان الإحتلال،من الأجدر بهم ولهم من باب أولى أن يكونوا مع جبهة الحق ومحور المقاومة وقياداته ورموزه وفصائله فقط ، وأن يتبرأوا من جبهة الباطل ومحور الشر، المتمثل اليوم وفي أمريكا المجرمة وبريطانيا المستعمرة والكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية ، والمتمثل في أذناب أمريكا في المنطقة وفي مقدمتهم آل خليفة وآل سعود وآل نهيان في الإمارات.

ولا يمكن الجمع بين الإيمان بالله سبحانه وتعالى والشرك به ، فإما أن تكون هذه القوى السياسية في البحرين مع جبهة الحق ومحور المقاومة وزعمائه وقادته وجمهوره،أو أن تصنف نفسها في خانة الأنظمة المطبعة مع كيان الإحتلال والإستكبار العالمي بزعامة أمريكا الشيطان الأكبر، لأنه لا وجود محطة ومنطقة وسط بين الحق والباطل ، فإما أن تكون مع الحق كله ومع أهله، أو أن تكون مع الباطل والشرك كله ومع أئمة الكفر العالمي.

ونتساءل كيف يهرول البعض في القوى السياسية من أجل إقناع الطاغية حمد وولي عهده بتسويات سياسية ، وهم يرون بأم أعينهم تعيين سفير من قبل الديكتاتور حمد في تل أبيب ، وهل يقبلون بأن يكونوا مستقبلا شركاء في ذبح القضية الفلسطينية وتصفيتها والتآمر عليها وعلى محور المقاومة ؟؟!! .. هل سيقبلون لأنفسهم بأن يرون سفارة لكيان الإحتلال الصهيوني في المنامة ، كما فتحت سفارة كيان الإحتلال في الإمارات ؟!!

وهل سيقبلون لأنفسهم بأن يرون الصهاينة بجواسيسهم ومراكزهم التجسسية ضد قلعة المقاومة إيران الثورة ، وتآمرهم على محور وجبهة المقاومة وهم يدعون ويصنفون أنفسهم في خانة هذه الجبهة ضد كيان الإحتلال؟!!.

هل سيقبلون لأنفسهم بأن يجلسوا مع التجار والحاخامات الإسرائيليين ورجال الأمن والدبلوماسيين الصهاينة على طاولة واحدة ، بعد أن طبعوا مع آل خليفة ورضوا بأن يكونوا معهم في جبهة واحدة ضد القضية الفلسطينية؟!

إن حكام المنطقة قد أثبتوا بأنهم ليسوا الا مجرد أدوا رخيصة وعبيد مطيعين بيد الأمريكان والصهاينة .. فقد بلغ الإستهتار بحكام البحرين والسعودية والإمارات أن يتصرفوا ويقرروا وكأن شعوبهم لا وجود لها ، وكأن شعوبنا لا تفهم ما يجري ما حولها ، أو أنها لا تعلم حقيقة ما يجري.

وإن من المضحك المبكي بأن يوجه الطاغية حمد لسفيره في تل أبيب خالد يوسف الجلاهمة نصيحة وتوجيهات،بأن مهمته الأساسية والرئيسيه "هو تعزيزاً لرسالة البحرين للسلام وقيم التسامح والتعايش السلمي"؟!!.

إن الشعب الفلسطيني يعيش اليوم محنة الفصل العنصري والإرهاب الصهيوني والتشريد وإغتصاب أراضيه ، وها هو كيان الإحتلال قام ولا يزال يقوم بهدم بيوت الفلسطينيين في حي سلوان والشيخ جراح،ويبني الآلاف من المستوطنات على الأراضي الفلسطينية ، وقام بهدم بيوت أهالي قطاع غزة على الآمنين وقتل المئات من الفلسطينيين في القطاع ، ولا زال بعد معركة سيف القدس مستمراً في عدوانه على قطاع غزة ، فما هذه التخرصات من قبل طاغية البحرين بأن مهمة سفيره في تل أبيب إنما هو تعزيز قيم التعايش والتسامح والسلم الأهلي ؟!!

إن الطاغية حمد قد فتح سجونه على مصراعيها فهي مملوءة اليوم بأكثر من خمسة آلاف سجين سياسي وسجين رأي من النساء والرجال والأطفال والعلماء وقادة ورموز الثورة ومن الحقوقيين ويتعرضون يوميا الى الموت البطيء بسبب تفشي جائحة كرونا في ظل مؤامرة لتصفيتهم داخل السجون والمعتقلات، كما أنه هو مطارد من قبل منظمات حقوق الإنسان بسبب نظامه الذي هو مصداق نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ، بسبب ممارساته التعسفية ضد أبناء شعبنا البحراني ، وما قام به من جرائم حرب ومجازر إبادة من قتل وتعذيب وتغييب في قعر السجون ، ونفي المئات خارج الوطن ، وإسقاط الجنسية البحرانية عن الآلاف من أبناء شعبنا ، ومنحها للألاف من شذاذ الآفاق والمرتزقة لتغيير ديموغرافية البحرين.

إن الدول الخليجية في البحرين والإمارات وغداً في السعودية التي طبعت مؤخراً مع كيان الإحتلال الإسرائيلي ، قد بدأت تقدم خدمات للصهاينة أكثر مما يريدونه ويتوقعونه، وإن الأهداف والأغراض الأساسية والرئيسية من زيارة الوفد الصهيوني الإسرائيلي الى الامارات إنما هي أغراض أمنية بحتة أولاً بانشاء مكتب للموساد في الامارات ،ومن ثم الإستفادة التجارية ثانياً.

إن ما جرى في الإمارات ، وما يجري في حي سلوان وفي حي الشيخ جراح إنما هي صور مترابطة ، وإن هذا التطبيع الذي جرى ويجري منذ 73 عاماً ، إنما يجري خارج الأطر والمفاهيم الثقافية والسياسية والوطنية والدينية للأمة العربية والاسلامية،وهي أطر أمنية في أطر سياسة الهيمنة والسيطرة في المنطقة ومحاصرة محورالمقاومة وشعوبه.

إن التطبيع مع كيان الإحتلال بدأ منذ عهد أنور السادات ، الذي إدعى بأن 99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا ، وكان يستند في ذلك الى النكسة التي حدثت في عام 1967م ، ثم بعض النظام الرسمي العربي الذي بدأ يتحدث عام 1982م إجتياح لثاني عاصمة عربية،واليوم ومع شديد الأسف تجري في منطقة الشرق الأوسط حالة من إستسلام لهذا النظام الرسمي العربي أمام الإدارة الأمريكية وكيان الإحتلال الإسرائيلي.

ومقابل مؤامرات التطبيع حصل تحول إستراتيجي في المنطقة بوجود نهج وخيار المقاومة ، الذي غير ورسم معادلات جديدة وجعل كيان الإحتلال الصهيوني يبحت كما تبحث الأنظمة الرجعية العميلة عن حماية دولية ، فأصبح هناك طلب لحماية مشتركة ما بين كيان الإحتلال وهذه الكيانات الكارتونية ، والمحرك والمايسترو الأساسي هو الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض التي تنظم العلاقات بين الكيان الصهيوني والكيانات الخليجية الرجعية المطبعة.

إن "يائير لبيد" الذي يشغل اليوم منصب وزير الخارجية في كيان الإحتلال الإسرائيلي ما هو إلا شخص إعلامي كان يقدم برنامج سياسي وكاتب عمود في صحيفة "يديعوت أحرونوت"،ويقدم نفسه كشخص ليبرالي داخل كيان الإحتلال ، ومحسوب على اليسار وليس على اليمين كـ "نفتلي بينيت" وغيره ،وقد ذهب للإمارات ، وكل الوفد المرافق له والذين حضروا ما سمي بحفل إفتتاح السفارة والقنصلية ، كلهم كانوا يلبسون "الكبة" اليهودية ، وكانوا إما حاخامات أو رجال أمن صهاينة،أي لم يكن هناك شخصيات سياسية من الكيان الصهيوني،وقد كانوا فقط شخصيات أمنية وشخصيات صهيونية متطرفة ، ولذلك فإن الأغراض والأهداف الرئيسية من زيارة وفد الكيان الإسرائيلي للإمارات إنما هي أهداف وأغراض أمنية ثم الإستفادة من الأبراج والمكاتب التجارية.

وقد إتضح للقاصي والداني بأن الكيان الصهيوني وإدارة البيت الأبيض تريدان أنظمة تابعة خاضعة وملحقة في السياسة الأمريكية في المنطقة والتي تستهدف الشعب الفلسطيني وحقوقه ووجوده على أرضه،وتستهدف أمن وإستقرار المنطقة بشكل عام، وفي التفاصيل فإن هذه الزيارة أتت في سياق تأكيد بأن هذه الأنظمة العميلة والمطبعة والخائنة إنما تقدم أكثر مما يريده الصهاينة والأمريكان ، أي أنهم طيعون الى درجة تفاجأ بها العدو الصهيوني.

وأخيراً فإن جماهير شعبنا ستبقى جماهير محور المقاومة ، وسيكون خيارها الإستمرار في الثورة والمقاومة الشعبية ضد كيان آل خليفة الغاصب ،وستكون مع جبهة الحق وجبهة ومحور المقاومة المتمثلة بالجمهورية الأسلامية في إيران ومحور المقاومة المنتصر، وستستمر بالمطالبة برحيل الجيش السعودي والإماراتي ، وتفكيك القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية ورحيل جميع المستشارين الأمنيين والعسكريين الأجانب ومقاطعة الكيان الصهيوني ورفض التطبيع معه في مختلف المجالات، وسيكون خيارها الوحيد هو المطالبة برحيل آل خليفة عن البحرين، وعدم الذهاب الى ميثاق خطيئة آخر، ولن تهرول وراء التسويات السياسية التي تشرعن بقاء نظام القبيلة الخليفية والقراصنة الغزاة المحتلين ، وإن من يهرول من أجل التسويات فسيصنف في خانة المجرمين والمطبعين مع كيان الإحتلال الصهيوني ومتآمراً على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والمشروعة.

حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير

المنامة – البحرين الكبرى المحتلة

2 يوليو 2021م