هل وتيرة التطبيع بين الإمارات و"إسرائيل" بطيئة حقاً؟!

هل وتيرة التطبيع بين الإمارات و
السبت ٠٣ يوليو ٢٠٢١ - ٠٧:٥٥ بتوقيت غرينتش

كشفت وسائل إعلام في الكيان الاسرائيلي، من بينها "قناة 12"، نقلا عن مسؤولين في وزارة خارجية هذا الكيان، ان المسؤولين في الإمارات "محبطون للغاية" من عدم التقدم العملي في العلاقات الثنائية بين الجانبين وأعلنوا ان الإماراتيين "يريدون تسريع إجراءات التطبيع" في ظل مرور 10 أشهر على توقيع اتفاقيات التطبيع.

العالمكشكول

اللافت ان شكوى المسؤولين الاماراتيين من عدم اسراع "الاسرئيليين" التطبيع معهم، تأتي في الوقت الذي ارتبطت الامارات بعلاقات اكثر من استراتيجية مع "اسرائيل" في شتى المجالات العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، بعد ان وقعوا اتفاقيات متعددة مع كيان الاحتلال في هذه المجالات، وبات "الاسرائيليون" يتوغلون في شتى مناحي الحياة في الامارات، بينما لم تمر سوى 10 اشهر على اعلان علاقاتهم الرسمية مع الكيان الاسرائيلي.

في المقابل لم تتقدم علاقات التطبيع بين مصر والاردن وبين الكيان الاسرائيلي، رغم مرور عقود طويلة عليها، بنسبة واحد بالمائة من "تقدم" العلاقات بين الامارات والكيان الاسرائيلي، نظرا لإدراك الشعبين المصري والاردني وباقي الشعوب العربية الاخرى، ان الكيان الاسرائيلي هو عدو، اغتصب الارض والمقدسات العربية والاسلامية وقتل وشرد الملايين من الفلسطينيين والعرب، ولا يمكن اقامة علاقات طبيعية معه، وان "علاقات التطبيع" التي فرضت على مصر والاردن، ستبقى علاقات شاذة فرضتها ظروف استثنائية، وسيبقى الشعبان المصري والاردني يرفضهما ويتحين الفرص للتخلص منها.

من الواضح ان السلطات الاماراتية، التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء عربيا واسلاميا، وكل العلاقات التقليدية بين الدول، في علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي، الى الحد الذي فتحت اسواقها حتى للمحاصيل الزراعية المسروقة من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي تمنع دخولها العديد من الدول الغربية والاوروبية، وتقاطعها بعض المنظمات الامريكية، وفتحت فروع للموساد الاسرائيلي فوق اراضيها، وفتحت اراضيها امام "الاسرائيليين" لزيارتها دون تأشيرات دخول، وتسييرها لرحلات جوية مباشرة بينها وبين الكيان الاسرائيلي، و وقفت الى جانب العدوان الاسرائيلي على القدس وغزة في حرب الـ12 يوما الاخيرة، وبررت للكيان الاسرائيلي جرائمه ضد المقدسيين ، باتت تستجدي المزيد من هذه العلاقات،و..، ورغم كل هذا يشتكي المسؤولون الاماراتيون، من عدم سرعة التطبيع ، ويشعرون بالاحباط جراء ذلك!!.

من الواضح ان المسؤولين الاماراتيين الذين فتحوا سفارة لهم في تل ابيب وفتحوا سفارة لـ"اسرائيل" فوق اراضيهم، واستقبلوا وزير خارجية الكيان الاسرائيلي يائير لبيد قبل ايام، ومن المقرر ان يستقبلوا رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت، في شهر تشرين الاول / اكتوبر القادم، وهما من اكثر الشخصيات الاسرائيلية تطرفا وكرها وحقدا على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، يعملون وفق مخطط اُعد لهم لتحويل الامارات الى "قاعدة اسرائيلية"، لضرب ما تعتبرها "اسرائيل" جهات معادية لها في منطقتنا العربية والاسلامية، وهذا بالضبط هو ما يفسر استجداء المسؤولين الاماراتيين للاسراع في المخطط الذي انيط بهم، وهو مخطط يتجاوز كثيرا التطبيع.