العلاقات السعودية الإماراتية قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار

العلاقات السعودية الإماراتية قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار
الإثنين ٠٥ يوليو ٢٠٢١ - ٠٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

سلّط الاعلام الغربي على علاقة السعودية والإمارات، بعد سنوات من ما يمكن وصفه بحالة من الوحدة والتعاون الاستراتيجي في عدد من الملفات، أبرزها العدوان على اليمن ومقاطعة قطر.

العالم - كشكول

الأيام القليلة الماضية شهدت تجدد الخلافات بين الرياض وأبوظبي حول عدد من القضايا، تشمل إنتاج النفط والسيطرة على المحافظات الجنوبية في اليمن لنهب ثرواتها وطريقة التعامل مع فيروس كورونا المستجد ومواجهة السلالة المتحورة من الوباء المعروفة باسم "دلتا" سريعة الانتشار.

الحديث عن المستجد في العلاقات السعودية الاماراتية يأتي بعد انتهاء الاجتماع الأخير لمنظمة أوبك والذي انتهي إلى طريق مسدود بعد أن طلبت السعودية وروسيا من المنتجين زيادة الإنتاج في الأشهر المقبلة لتخفيف ارتفاع أسعار النفط وتمديد صفقة الإمدادات الحالية لضمان الاستقرار، حيث يشرع العالم في تعافي هش من جائحة كورونا.

لكن الإمارات رفضت الطلب السعودي الروسي، واعتبرت أن الاتفاق غير عادل، وطالبت بمراجعة نسب الإنتاج للقبول به.

وزارة الطاقة الإماراتية، قالت في بيان ان اللجنة الوزارية في أوبك+ طرحت خياراً واحداً فقط وهو زيادة الإنتاج مشروطاً بتمديد الاتفاقية الحالية إلى ديسمبر/ كانون الأول 2022، واصفة الاتفاقية بغير العادلة للإمارات من ناحية نقطة الأساس المرجعية لحصص الإنتاج.

محللون في معهد الشرق الأوسط قالوا إن المنافسة المتزايدة داخل دول الخليج الفارسي مرتبطة بعدد من قضايا السياسة الاقتصادية وأضافوا أنه من الواضح أن السعودية قد زادت الضغط، في حين أن الإمارات تضغط لتأمين أهدافها الربحية في هذا السوق الضيق.

خبراء الطاقة من جهتهم قالوا أن تدهور العلاقات السعودية الإماراتية اقترن بتصميم الإمارات على توسيع طاقتها الإنتاجية لدعم خطط تنويع النفط.

وأشاروا إلى أن الصراع على القوة بين أعضاء أوبك يهدد الآن قدرة المنظمة على التوحد على المدى الطويل وتحقيق الاستقرار في أسعار النفط.

ويأتي موقف أبوظبي المتشدد في أوبك وسط تحول أوسع للمصالح بين القوتين الكبيرتين في دول الخليج الفارسي "السعودية والإمارات".

وبشأن صلب الخلاف بحسب المراقبين للشأن الاقليمي فقد سحبت الإمارات في عام 2019 معظم قواتها العسكرية من اليمن، تاركة السعودية وحيدة في عدوانها على الشعب اليمني ثم اشتبكت القوات الانفصالية الجنوبية المتحالفة مع الإمارات مع القوات الحكومية اليمنية المدعومة من السعودية.

وفي حين قبلت الإمارات الجهود التي تقودها السعودية لإنهاء الحظر التجاري والسفر المفروض على قطر، إلا أن أبوظبي تشعر بالقلق من سرعة المصالحة مع الدوحة.

وبالمثل، كان التعامل المختلف للامارات مع وباء كورونا أيضا مصدرا للإحباط في كلتا الدولتين؛ إذ قررت الرياض اعتبارًا من الأحد، منع السفر من وإلى الإمارات؛ بسبب تفشي سلالة "دلتا".

إضافة إلى ذلك، لم تعترف السعودية على اللقاح الصيني الذي تعتمد عليه الإمارات على نحو كبير من أجل الوصول إلى التلقيح الشامل.

كما ينظر إلى تهديد السعودية، بوقف إبرام العقود الحكومية مع الشركات متعددة الجنسيات التي لم تنقل مقرها الرئيسي في المنطقة إلى السعودية، على أنه هجوم ضمي على دبي التي تتمركز فيها غالبية مقرات تلك الشركات.

وقال محللون في مجال الطاقة، إنه في حال خروج الإمارات من منظمة أوبك فالامر قد يؤدي إلى إنتاج مجاني للجميع من شأنه أن يقوض هدف "أوبك +".