معركة المعابر بسوريا.. تحركات غربية خبيثة قبل التصويت بمجلس الامن

معركة المعابر بسوريا.. تحركات غربية خبيثة قبل التصويت بمجلس الامن
الخميس ٠٨ يوليو ٢٠٢١ - ٠٢:٤٩ بتوقيت غرينتش

أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على تمديد آلية ادخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا دون موافقة دمشق الى يوم غد الجمعة بعدما كان مقررا إجراؤه الخميس، في وقت استبق فيه الغرب التصويت بتحركات خبيثة أراد عبرها ايصال عدة رسائل.

العالم - كشكول

بهدوء وبعيدا عن الاعلام، أقلعت طائرات نقل بريطانية من نوع / هرقل سي -130/ من قبرص وعبرت أجواء فلسطين المحتلة، وقامت بإنزال عدة مئات من المظليين البريطانيين من لواء الهجوم الجوي السادس عشر، في الصحراء الأردنية، في إشارة لسوريا وحلفائها بأن بريطانيا يمكن أن تتدخل عسكريا في سورية.

وتقول المعلومات أنه تم أيضا إنزال مظليين أردنيين في المنطقة، وأجرت القوتان تدريبات للسيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها القوات المعادية. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أن المناورة العسكرية تجري كإشارة لروسيا بأن بريطانيا والأردن مستعدان للتدخل عسكريا بما يحدث في سورية عند الحاجة. ومن المرجح ان يكون ذلك في إطار محاولة امريكية بريطانية لامتلاك أوراق ضغط على سورية وروسيا لانتزاع موافقة بفتح ممرات اضافية بذريعة إدخال مساعدات انسانية مزعومة إلى مناطق سيطرة المسحلين، كون ذلك التواجد البريطاني مرتبط ايضا بعمليات تعزيز للقوات الامريكية في مناطق شمال شرق سوريا، وتحديدا في قاعدة حقل العمر وكونيكو، والاستمرار في بناء قاعدة الرميلان، ونقل عشرات الارهابيين من داعش الى قاعدة الشدادي لتدريبهم واطلاقهم، ومحاولة دمج قادة من داعش مع مجموعات من قسد في حقل العمر النفطي، من جهة ثانية تزامنت هذه التطورات مع اللقاءات التي عقدت في روما حول سورية، لكن من المستبعد ان يكون لهذه الخطوات أي قيمة من الناحية الاستراتيجية. كلكنه يحمل رسائل وينطوي على دلالات مهمة جدا.

ويمكن الاضاءة على الوقائع التالية:

-دخول وزيرة شؤون الجوار الأوروبي في الحكومة البريطانية، وندي مورتن، عبر معبر باب الهوى في الأراضي السورية، على الحدود مع تركيا، والذي تسيطر عليه التنظيمات الإرهابية الموالية لأنقرة واللقاء مع المجموعات الارهابية لنقاش ضرورة بقاء المعابر

-أعلن وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن وجود عشرة آلاف إرهابي من داعش لدى ميليشيات قسد، فإن ذلك يعد رسالة تهديد، بإطلاق داعش متى شاء الأميركي، وهو الذي يستثمرهم، ويعيد انتشارهم في البادية السورية والأراضي العراقية بعد أن يعيد تدريبهم في قاعدة التنف، ويقدم لهم كل الدعم اللوجستي.

- مساء أمس الأربعاء عدلت إيرلندا والنروج مشروع القرار الذي طرحوه سابقا على مجلس الامن بحيث تخلّتا عن مطلب إعادة فتح معبر اليعربية وأبقتا فقط على معبر باب الهوى، بحسب ما أفاد دبلوماسيون غربيون، وهذا دليل على فشل الضغوط الغربية بزيادة المعابر لكن التمسك بشدة بالتمديد لمعبر باب الهوى الذي تسيطر عليه جبهة النصرة والتي تودد أميرها الجولاني لأمريكا مرار مؤخرا.

تحليلات الموقف الغربي في قضية المعابر الانسانية:

-يحاول زيادة عدد المعابر والعودة الى 3 معابر واحد من الاردن والثاني من العراق والثالث من تركيا ومنع الرقابة السورية على هذه المعابر وبالتالي العودة الى تهريب السلاح وتعزيز الارهاب والتفجيرات في سوريا وربما حياكة مؤامرات كيماوية جديدة.

-تواصل امريكا اضعاف الدولة السورية ومنعها من استكمال استعادة سيادتها، توازياً مع مضيّها في فرض العقوبات العائدة إلى عهد دونالد ترامب

-إدارة بايدن ليست مستعدة لإعادة النظر في العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة على سوريا، وعلى رأسها تلك الناجمة عن قانون قيصر، لأنها حظيت بدعم الحزبَين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس

-الحرص الذي تظهره ادارة بايدن على تمديد القرار الدولي الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين، والذي تنتهي فترة العمل به في 10 تموز الجاري، عبر الحدود، أي عبر معبر باب الهوى الواقع تحت سيطرة هيئة تحرير الشام الارهابية، وليس عبر الخطوط، أي للدولة السورية، لتقوم هي بتوزيعها على جميع المناطق، بما فيها الواقعة على الجهة الأخرى من خطوط التماس، يشي باشتراكه مع إدارة ترامب في هدف منع سوريا من استكمال عملية استعادة سيادتها على أراضيها، مع فرق بسيط وهو استخدام الذرائع الإنسانية التي اعتادت الادارات الامريكية الديمقراطية استخدامها لتحقيق مآربها على مستوى العالم لا منطقتنا فحسب وكما يقال "دس السم في العسل".