فضل الله: لا نبرئ الخارج من تدخلاته وفي تعقيده لحل أزمات لبنان

فضل الله: لا نبرئ الخارج من تدخلاته وفي تعقيده لحل أزمات لبنان
الجمعة ٠٩ يوليو ٢٠٢١ - ١١:٠٥ بتوقيت غرينتش

أكد العلامة السيد علي فضل الله، إذا كان هناك من يتحدث عن مسؤولية الخارج، فإننا في الوقت الذي لا نبرئ الخارج من تدخلاته وفي تعقيده لحل أزماته، فإنه لا يمكن أن نضع ثقل ما نعاني منه على الخارج، ونحمله تمام المسؤولية..

العالم_لبنان

وقال في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك جنوب بيروت لبنان يتواصل فيه الانهيار على مختلف الصعد، ويستمر فيه إذلال الناس وهم يسعون لتأمين حاجاتهم للغذاء والدواء والكهرباء وفي انتظارهم الطويل على محطات المحروقات، مع عجز حكومة تصريف الأعمال عن تخفيف حدة الانهيار فيما ينتظر اللبنانيون ما ستؤول إليه المشاورات التي تجري في الداخل والخارج لتأليف حكومة قادرة على إخراج البلد من حال الانهيار هذه، وإن كانت المؤشرات ترجح أن الأفق لا يزال مسدودا أمام هذا التأليف... بعدما لم يبد أي من الأطراف المعنية بالتأليف رغبة بتقديم التنازلات الضرورية ليتم هذا التأليف وإخراج البلد من حال المراوحة أو السعي لمخارج أخرى إن لم يمكن حصوله.

أضاف: إننا أمام ما يجري نعيد دعوة القوى السياسية الفاعلة إلى تحمل مسؤوليتها والعمل بكل جدية على منع استمرار هذا الانسداد على الصعيد الحكومي بعدما أصبح واضحا أن لا حلول لأزمات هذا البلد ولا إيقاف للانهيار إلا بتأليف حكومة جديدة، وهي قادرة على ذلك، فالعقبات التي لا تزال تقف أمام التأليف يمكن حلها فيما لو خلصت النيات وتم تبادل التنازلات.

لذا نقول لكل من يستمر في التعنت في تقديم أي تنازل يؤدي إلى التأليف خشية ألا يبدو قويا أمام طائفته أو مذهبه أو على صعيد البلد... إن القوة ليست بتعطيل البلد، فالقوي هو القادر على إخراج هذا الوطن من أزماته، ولن يكون أحد قويا إذا كان يعيش في وطن يبحث جيشه عن ما تتصدق به الدول عليه حتى يؤدي دوره ويقوم بمسؤولياته وهو رمز سلامة البلد وأمنه، أو يتسكع أبناءه بحثا عن لقمة عيش أو دواء.

وتابع : فإننا نرى أن ما جرى يتحمل مسؤوليته من أفسد وهدر ولم يحسن الإدارة، وأخضع البلد لمصالحه، ما جعله رهينة الدول الكبرى وأسير مصالحها، ومكن سفراءها من أن يبحثوا عن الحل لتأليف حكومته، وبالطبع سيعمل لحساب مصالحهم وبالصورة التي يريدون البلد عليها.