تجسس 'سعوإماراتي' موثَّق.. ما دور الذراع الإسرائيلية المستترة؟

تجسس 'سعوإماراتي' موثَّق.. ما دور الذراع الإسرائيلية المستترة؟
الثلاثاء ٢٠ يوليو ٢٠٢١ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

يقال ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طلب التجسس من شركة اسرائيلية على سياسيين وإعلاميين لبنانيين من بينهم رئيس الجمهورية ميشال عون، وذلك في اعقاب الكشف عن دفع الامارات مبلغ 5 ملايين دولار إلى مجموعة "كانديرو" الإسرائيلية لشراء أداة اختراق نظام "ويندوز" للتجسس على ناشطين معارضين وعلى وزراء ومسؤوليين كبار في دول عربية منها اليمن.

العالم - يقال ان

فضيحة السعودية الجديدة كشفتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، وجاء في تفاصيلها ان ابن سلمان طلب بين عامي 2018 و2019 من برنامج "بيغاسوس" التابع لشركة اسرائيلية التجسس على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كما طال التجسس نائبي حزب الله حسن فضل الله وعلي فياض اضافة الى التجسس على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزير المال السابق علي حسن خليل والاعلاميين غسان بن جدو و ابراهيم الامين.

"احرونوت" الاسرائيلية تعترف

ما كشفت عنه لوموند الفرنسية أكدته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية في افتتاحيتها يوم امس الاثنين، باعترافها تزويد "اسرائيل" السعودية بأجهزة تجسس على النشطاء والمعارضين، حتى بعد مجزرة تقطيع الكاتب والصحفي المعارض "جمال خاشقجي" التي ارتكبها ابن سلمان وجلاوزته في تركيا.

"أحرونوت" وفي افتتاحيتها التي كتبها المحلل العسكري والأمني "رونين بيرغمان"، أكدت أن وزارة الأمن الإسرائيلية، "منحت رخصا لشركات إسرائيلية تعمل في مجال السايبر الهجومي، من أجل بيع أجهزة تجسس للسعودية منذ 2017، وواصلت منحها حتى بعد أن تبين أنها استخدمت لمهاجمة هواتف نشطاء حقوق إنسان ومعارضة، وحتى بعد قتل الصحافي جمال خاشقجي".

من خلال التصريحات اعلاه يتبين ان النظام السعودي شمر عن ساعديه للتجسس على سياسيين واعلاميين محليين وفي دول عربية تسعى هذه المملكة كي تكون هذه الدول المعنية طوع امرها وارادتها وسياساتها التي تخطط لها دوائر الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية لتعزز السعودية من خطوط تنفيذ برامجها في ازاحة السياسيين الذين لا ترغب بهم عبر اساليب التجسس والاختراق ثم التنفيذ ما استطاعت هذه المملكة وعلى راسها ابن سلمان الى ذلك سبيلا.

ماذا عن الامارات؟

الحديث عن التجسس السعودي بأذرع اسرائيلية يجرنا ايضا لحديث عن الامارات وسلوكها التجسسي الذي فضحته منظمة “سيتيزين لاب” الدولية والتي تتّخذ جامعة تورنتو مقراً لها حيث كشفت في تقرير ان الإمارات دفعت 5 ملايين دولار إلى مجموعة "كانديرو" الإسرائيلية لشراء أداة اختراق نظام "ويندوز" للتجسس على ناشطين معارضين لهذه المحمية الخليجية وايضا للتجسس على وزراء ومسؤوليين كبار في دول عربية منها اليمن، حيث تجسست الامارات خصوصا على محافظ سقطري رمزي محروس المعروف بمناهضة الوجود الإماراتي في بلاده، اضافة الى استهداف السلطات الإماراتية بالتقنيات الإسرائيلية صحافيين ونشطاء يمنيين معارضين لدورها العدواني في اليمند ودعمها ميليشيات مسلحة.

تقرير منظمة “سيتيزين لاب” الدولية اشار الى ان الشخصيات التي تم استهدافها إماراتيا بعضها يقيم في اليمن وآخرون في أوروبا وتركيا لكن تجمعهم معارضة أبوظبي والتنديد المستمر بمؤامراتها ضد اليمن اضافة الى تعاونها بعد التطبيع مع الكيان الاسرائيلي لادخال جواسيس اسرائيليين الى اليمن لما يحتوي هذه البلد على مناطق استراتيجية حيوية هي مفترق طرق حيوية تطل على البحر الاحمر وخليج عمان وبحر العرب.

ما دور وزارة الحرب الاسرائيلية؟

التقارير المنتشرة عن التجسس السعودي الاماراتي عبر اذرع برنامج 'بيغاسوس' للهواتف الخلوية للسعودية ومجموعة "كانديرو" الإسرائيلية للامارات لاستهداف هاتين الدولتين سياسييين ومعارضين واعلاميين لم يقتصر على "اللوموند" وما اعترفت به "احرونوت" انما نشر ذلك ايضا في "الوشنطن بوست" و"الغارديان" وفي عدد من وسائل الإعلام العالمية، بينها موقع "درج" اللبناني، وكلها تشير الى عمليات تجسّس استهدفت ناشطين وصحافيين وسياسيين من دول العالم، بواسطة البرامج الاسرائيلية الامنية المشار اليها، وهو برامج طوّرتها شركة 'NSO' الإسرائيلية التي تعمل تحت سلطة وزارة الحرب الإسرائيلية التي تمنعها من توقيع أي عقد عمل من دون موافقتها المسبقة، لأن لبرامجها طابعا أمنيا.

في حقيقة الامر ان هذا الكشف ليس متكاملا ولم يضع النقاط على حروفها الصحيحة، فالمعروف ان الاجندة الامنية والسياسية في هاتين الدولتين (المملكة والامارات) لن تخرج في اساسياتها العامة والخاصة عن اطار خارطة الطريق الاميركية الاسرائيلية وتنتهج بما يتم رسمه في دوائر الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية التي يهمها كثيرا معرفة خبايا محور المقاومة في المنطقة، وما تقوم به هاتان الدولتان (السعودية والامارات) هو جزء من نشاط عام صهيواميركي متراكم يستهدف المقاومة وعلى راسها حزب الله لبنان لقربه من الكيان الاسرائيلي وكذا اللجان الشعبية لانصار الله وقبلهما دولة المقاومة والممانعة ايران.

تجسس "اسرائيلي" عبر حكام عرب

من هنا فان ما تقوم به السعودية والامارات ليس تجسسا سعوديا اماراتيا عبر الاستعانة بأذرع شركات اسرائيلية أمنية تعمل في سياق وتحت سيطرة وزارة الحرب الاسرائيلية، انما العكس هو الصحيح، نستطيع القول وبقوة ان ما تم الكشف عنه عبارة عن عمليات تجسس اسرائيلية نُفِّذت عبر واجهات واذرع خليجية وبصورة اوضح "عبر عملاء خليجيين وسعوديين على مستوى (حكام) تمكنوا من ايصال الذراع الاسرائيلي التجسسي الى دول عربية منها لبنان واليمن"، خصوصا اذا ما عرفنا ان هذه الابرامج الاسرائيلية تمكنت من الرجوع إلى سجل عمليات البحث على الإنترنت بالإضافة إلى كلمات المرور الخاصة بالضحايا وقامت بتفعيل الكاميرا والميكروفون في أجهزتهم.

اضف ان باحثي منظمة "سيتيزين لاب" الدولية عثروا على دليل على أنّ برامج التجسّس الاسرائيلية استطاعت استخراج معلومات من العديد من التطبيقات التي يستخدمها الضحايا بما في ذلك بريد "جيميل" وتطبيقا "سكايب" و"تلغرام" وموقع "فيسبوك"، كما كشفت مصادر موثوقة مؤخرا عن توقيع الإمارات عقود ضخمة مع شركات إسرائيلية مختصة بخدمات "التجسس" و"القرصنة"..

وهنا تتداعا كل عصافير الشك التي تحلق وتحوم في وحول مخيلة بعض المشككين في خيانة هاتين الدولتين السعودية والامارات لصالح الكيان الاسرائيلي في مساعدته على التجسس وتهيئة الظروف الاستثنائية لجلب المزيد من الصهاينة الى محمياتهم وبالخصوص محمية الامارات للاستيطان فيها والذوبان ضمن المقيمين فيها والإنصهار بالمجتمع الاماراتي المسلم للانطلاق لاحقا في عمليات تجسس محلية واقليمية واسعة ومن ذلك ما اعلنته هذه المحمية مؤخرا من انها ستمنح الجنسية و 100 ألف اقامة ذهبية للرواد المتخصصين في مجال البرمجة، في خطوة تستهدف نخب المبرمجين من أصحاب الكفاءات وحاملي الشهادات العلمية التخصصية في هذا المجال.

السيد ابو ايمان

كلمات دليلية :