ماذا وراء تفجير مدينة الصدر ؟ والى متى سيستمر انعدام  الامن في العراق؟ 

ماذا وراء تفجير مدينة الصدر ؟ والى متى سيستمر انعدام  الامن في العراق؟ 
الثلاثاء ٢٠ يوليو ٢٠٢١ - ١٠:١٢ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

الخبر : اعلن تنظيم "داعش" الارهابي مسؤوليته عن التفجير الارهابي الذي طال مدينة الصدر امس واسفر عن استشهاد اكثر من 30 شخصا من المدنيين الابرياء وسقوط عشرات الجرحى .

الاعراب :

-رغم ان اسلوب جريمة التفجير التي طالت مدينة الصدر امس يؤكد بان هذه الجريمة لا تصدر سوى عن تنظيم "داعش" الاجرامي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ، ألم يئن الاوان لاعادة النظر في اساوب وآلية التعامل مع مسبيي ومرتكبي مثل هذه المآسي لاغلاق الطريق امام تكرارها ثانية . لاشك بأن مثل هذه المأساة لن تكون الاخيرة من نوعها ما لم يتم اغلاق القنوات الرئيسية لارتكابها .

-في غضون الشهرين الماضيين ، بينما كان العراق على اعتاب إجراء انتخابات تتوافق مع تطلعات التواقين للإصلاحات في هذا البلد ، فإن وقوع سلسلة من الاحداث الإرهابية او الناتجة عن سوء الإدارة امر جدير بالتأمل . قبل شهرين قضى حوالى 80 شخصا نحبهم في حريق شب في مستشفى الخطيب بالعاصمة بغداد . وقبل ايام تكررت المأساة في مستشفى الحسين بالناصرية ، الحريق الذي نشب في مدينة الطب ببغداد ، وبالتالي حادث الليلة الماضية في مدينة الصدر ، جميع هذه الاحداث تكشف عن علاقة مريبة مع ما تجري على الساحة السياسية في العراق .

-ان حقيقة ان تنظيم "داعش" في العراق لديه بالفعل القدرة على تنفيذ مآسي مثل تلك التي وقعت بالامس في الصدر، ليس أمرا مرفوضا فقط بل يكشف عن ضعف مسؤولي الاجهزة الأمنية في العراق ، المسؤولين الذين تظهر التجارب الأخيرة أن محاولة استبدالهم رغم انه امر عاجل ولكنه غير مجدي ، لأنه لو كان لهذه الإجراءات تأثير ، فكان لا ينبغي ان تتكرر مثل هذه المآسي .

-لقد تم إغلاق ملف "داعش" من قبل القوات المسلحة العراقية لاسيما الحشد الشعبي ، قبل هذا مرة واحدة في عام 2017 ، وبالطبع ، تم قمع الاعمال المتفرقة إلتى ارتكبها فلول "داعش " ، الا ان تفجير ابراج الكهرباء في العراق في يوم ما من قبل خلايا "داعش" ونشاط فرق اغتيال "داعش" في يوم آخر وسوق المدنيين الابرياء الى مذبحة "داعش" في يوم آخر ، تشير إلى أنه يجب على الحكومة العراقية إعادة النظر في أولوياتها على صعيد الإدارة ، والامتناع عن تكرار تجارب الماضي، وفي نفس الوقت إيجاد وتقديم نسخة ناجعة لحل هذه المشكلة. ربما من الخطوات العاجلة التي يجب اتخاذها في هذا الشأن هي اخضاع المؤسسة الامنية ​​في العراق لإصلاح جذري وان يتولى المسؤولية اشخاص لهم سجل ناجح وناصع على صعيد ارساء الامن في البلاد.

-لاشك أن إحدى طرق تشخيص المشكلة وبالتالي حلها جذرياً في العراق هي الانتباه إلى المستفيدين من مثل الأحداث التي شهدها العراق الليلة الماضية . لاشك ان التركيز على المستفيد من جرائم "داعش" قد يكون طريقا مختصرا يؤدي الى نتائجه المرجوة ان تم اعتماده من قبل المسؤولين العراقيين .