سوريا.. لماذا عاد المسلحون لتسخين الجبهات وهل يسقط وقف اطلاق النار؟

سوريا.. لماذا عاد المسلحون لتسخين الجبهات وهل يسقط وقف اطلاق النار؟
الثلاثاء ٢٠ يوليو ٢٠٢١ - ٠١:٥٠ بتوقيت غرينتش

ذكرت مصادر صحفية ان المجموعات المسلحة في سوريا التابعة للجيش التركي بالاضافة الى جبهة النصرة طلبت رفع من عناصرها جهوزيتها القتالية لتنفيذ هجمات ضد الجيش السوري والقوات الرديفة في منطقة خفض التصعيد، ما يهدد بنسف وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ ٥ آذار ٢٠٢٠.

العالم - كشكول

واليوم استشهد 5 عناصر في الجيش السوري، جراء استهدافهم من قبل الجماعات المسلحة على محاور في ريف حلب الغربي وريف إدلب، وبالأمس استشهد طفل متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء قصف المسلحين على ناعور جورين بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، كما أصيب أكثر من 10 أشخاص بجروح متفاوتة في نفس القصف.

وتبادلت تنسيقيات المسلحين أنباء عن ان الجيش التركي طلب من المسلحين تسخين جبهات القتال في ريف اللاذقية الشمالي مرورا بسهل الغاب الشمالي في حماة وريفي إدلب الجنوبي والشرقي وصولا إلى ريفي حلب الغربي والشمالي، وذلك عبر تأجيج الخروقات وتنفيذ هجمات ضد الجيش السوري والقوات الاخرى، وبدا ذلك جليا خلال الأيام القليلة الماضية من خلال إدخال جبهات حلب على خط التصعيد بعد هدوء استمر لأشهر.

من جهته قام ما يسمى بـ“الائتلاف الوطني” السوري المعارض، والذي يتخذ من اسطنبول مقرا له، بعقد اجتماع طارئ الأحد الماضي من أجل بحث التصعيد شمال غرب سورية ودعوة المجموعات المسلحة والفرع السوري لتنظيم القاعدة لحشد قواها والاستنفار عسكريا ورفع جهوزيتها القتالية للانتقال من الدفاع إلى الهجوم استعدادا لتنفيذ عملية عسكرية محتملة ضد الجيش السوري .

وقالت تنسيقيات المسلحين بأن ضباط الارتباط في القواعد العسكرية التركية ونقاط المراقبة غير الشرعية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، يحرضون المجموعات المسلحة التي تأتمر بأوامرهم لشن هجمات انتقامية واستخدام الوسائط النارية، بما فيها الصواريخ، بشكل مكثف باتجاه نقاط ارتكاز الجيش السوري ونحو المناطق المدنية الآمنة كما في مدينة حلب وتلرفعت ودير جمال بريف المحافظة الشمالي وجورين وناعور شطحة بسهل الغاب.

كما رجح موقع ستراتفور، الاستخباراتي الأمريكي، في تقرير جديد له حدوث مواجهات عسكرية مباشرة بين روسيا وتركيا في ادلب، على على خلفية التطورات المهمة في المحافظة والمنطقة الشمالية الغربية من سورية خلال الفترة المقبلة.

هذا ويرى مراقبون ان التصعيد العسكري المستمر من المجموعات المسلحة المدعومة من الجيش التركي وبأوامر مباشرة منه، زادت حدته وزخمه اثر التقارب بين واشنطن وأنقرة بعد مباحثات أردوغان مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائهما على هامش قمة حلف الأطلسي بالعاصمة البلجيكية بروكسل في ١٣ الشهر الماضي، ما يدل على تلقي النظام التركي ضوءّ اخضر لتفجير خفض التصعيد وخلق واقع ميداني جديد يودي باتفاقي موسكو وسوتشي بين موسكو وأنقرة وحتى مسار أستانا واجتماعات جنيف حول الدستور السوري.

كما تحاول انقرة تخفيف الضغوط التي تمارسها موسكو عليها لوضع جدول زمني لتطبيق الاتفاقات الثنائية الخاصة بخفض التصعيد، وفي مقدمتها فتح طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق M4 أمام حركة الترانزيت والمرور وطرد الإرهابيين من المنطقة الواقعة جنوب الطريق ومن ضفتيه بعمق ٦ كيلو مترات، وبالتالي تعتمد أنقرة تكتيك التصعيد لفرض شروطها أو ربما تغيير الواقع الميداني بعمل عسكري ينسف كل الاتفاقيات والتفاهمات بين الجانبين.

أضف الى ذلك انه منذ حملة التصعيد الأولى في آذار الماضي، قامت تركيا بإعادة توزيع بعض النقاط العسكرية التابعة لها لتصبح على مقربة من نقاط التماس مع قوات الجيش السوري في جبل الزاوية جنوب إدلب، مما قد يشير إلى استعداد لأي سيناريو يقود لاستئناف العمليات العسكرية في المنطقة.

ومع هذا التصعيد المتبادل، تشير المعطيات في ريف ادلب الجنوبي الى قرب انطلاق عمل عسكري يهدف الى طرد الجماعات المسلحة من الجهة الجنوبية لطريق حلب اللاذقية الدولي المعروف ب M4 ومن جبل الزاوية و التي ستشمل تحرير اريحا ومحبل و جسر الشغور و عدد اخر من القرى الاصغر حجما خصوصا بعد فشل تركيا في الايفاء بالتزاماتها التي قدمتها في العام الماضي المتمثلة بابعاد الجماعات المسلحة عن الطريق الدولي بالاضافة الى التصعيد الاخير.