ما وراء التحرك الامريكي بشرق سوريا وهل تنجح مهمته؟

الأحد ٢٥ يوليو ٢٠٢١ - ٠٤:١١ بتوقيت غرينتش

اعتبر الباحث السياسي حسان عليان، ان الامريكان بدأوا يتخطبون في المنطقة، ويبحثون عن مخارج خصوصا بعد تعرض القوى الامريكية في حقل عمر في منطقة شرق الفرات لاكثر من عملية استهداف مباشر لاول مرة خاصة بعد الاعتداء الامريكي على قوات الحشد الشعبي العراقي في المثلث العراقي السوري الاردني.

العالم- خاص بالعالم

وقال عليان في حديث لقناة العالم: ان هذا الاستهداف قد شكل مصدر قلق كبير جداً للامريكي وبالتالي بدأ يبحث عن بدائل لانه لن يستطيع ان يصمد في الاستهداف المباشر خصوصا بعد تصاعد العمليات من قبل العشائر العربية حيث يعمل الامريكي اليوم على ايجاد بديل او تجييش او تسليح مغاور الثوار في منطقة شرق سوريا وفصل بعض القوى المتعاونة مع الامريكي لتخفيف الضغط والاعباء عنه.

واوضح عليان، من المعلوم ان هناك دورا سعوديا في هذه المنطقة قام بها ثامر السبان، منذ سنوات لجمع العشائر العربية في تكتل واحد للوقوف مع الامريكي وايجاد شريط فاصل بين الاراضي التي استعادتها الدولة السورية وبين تركيا، مشيراً الى انه يبدو من خلال هذه الخطوة الامريكي ايجاد صحوات عربية بالتصالح مع قوات قسد الكردية لتخفيف حدة الاحتقان بين هذين التيارين بعدما دارت اشتباكات بينهما سابقاً.

واكد عليان، ان العشائر العربية كان لها دور بارز في رفض الوجود الامريكي في المنطقة وهذا ما يقلق الامريكي على اعتبار ان الدولة السورية تسعى مع محور المقاومة لايجاد قوات لمقاومة المشروع الامريكي الذي يسعى الى تقسيم المنطقة او لايجاد بؤر في منطقة تدعم الوجود الامريكي.

وحذر عليان، العشائر العربية من محاولات الامريكان وعليهم الادراك ان ما يحاك في هذه المنطقة هو ايقاع الاقتتال مرة اخرى بينهم مع قوات قسد كما حدث سابقاً طالبت العشائر وقتها من القوات الامريكية باخراج قوات قسد من بعض المناطق، مؤكداً ان الخطوة الامريكية ستمنى بالفشل في ظل قيادة موحدة سورية التي ستكون مسمار في نعش المشروع الامريكي.

من جانبه، اكد عضو المكتب السياسي لكتائب سيد الشهداء العراقية عباس الزيدي، ان قوات الاحتلال الامريكي تحاول استنساخ نفس السيناريو العراقي بتشكيل صحوات في شرق سوريا وذلك بعد اشتداد ضربات المقاومة.

وقال الزيدي: ان قوات الاحتلال الامريكي لجأت عام 2004 بتشكيل صحوات في العراق لتقي نفسها من ضربات المقاومة وتجعل منها كمصدات للحماية، ولفت الى ان الامريكان ادخلوا تحت هذا العنوان الكثير من عصابات فرق الموت الاجنبية، وجندوا براثن البعث وبالتالي استطاعوا ان يحققوا الشيء القليل مما ارادوه، ولكن بفضل الوعي العراقي الكبير ارتد هذا الفعل عليهم.

واوضح الزيدي، ان الامريكان يحاولون صياغة السيناريو نفسه في سوريا، بحسب نصيحة قدمها المعهد البريطاني عندما شكل الاحتلال البريطاني للعراق عام 1920 صحوات لحمايته، مشيراً الى ان قضية ثورة العشرين المعروفة وفتوى المرجعية الدينية آنذاك وقفت وبوجه المشروع البريطاني واسقطته.

بدوره، اكد الباحث السياسي حيان سلمان، ان السياسة الامريكية واضحة المعالم تماماً، وليس لها حلفاء وانما عملاء واجراء ووكلاء، معتبراً انه بالرغم من ان عدواة امريكا خطر ولكن صداقتها موتاً.

وقال سلمان في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الامريكان بعدما فشلوا في هزيمة الدولة السورية لجئوا الى المفهوم العرقي والاثني بمفهومهم هم عبر ما يسمى بالصحوات السورية على غرار نسخة الصحوات العراقية، ولكن العشائر العربية السورية قالت كلمتها في مجلس العشائر واعتبرت ان كلما ما تمتلكه من قوى تحت الارادة الوطنية، واكد ان هذا ما دفع وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن بالقول على ان السياسة الامريكية هي سياسة فاشلة في سوريا.

واوضح سلمان، ان "المشروع الامريكي فشل وسيفشل وحاليا نتملس مقاومة ضده اعلى مما كانت عليه، ونقول لولا وجود بعض السوريين الذين يساندون المشروع الامريكي وهم قلة سيرمون على قارعة الطريق كما رموا في افغانستان ومنطقة كردستان عند اول انعطافة"، واعتبر ان "امريكا تحاول تنفيذ مآربها عبر طريقين اثنين، عن طريق المباشر لقواتها المحتلة، وعلى عملائها بفرعيها داعش وقسد".

ولفت سلمان، الى انه كانت هناك دعوات لقسد وداعش لزيارة امريكا، حيث اتفقت مع قسد لاخراج عدد كبير من الدواعش من سجونها، في غضون ذلك اتت طائرات امريكية من العراق تنقل اسلحة وذخائر ومعدات دعم لوجستي الى حقل العمر وحقل كونيكو لسرقة النفط، مشيراً الى ان هذا يتم من خلال حفنة من الخونة الذين تركوا امورهم بيد الاحتلال الامريكي. لكنه شدد على ان هناك نهضة عربية اعلنت ولائها التام والمطلق للدولة السورية.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/5716118