زمن الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا ذهب الى غير رجعة

زمن الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا ذهب الى غير رجعة
الخميس ٢٩ يوليو ٢٠٢١ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

على مدى 10 ايام متتالية لم يكن الشغل الشاغل لوسائل الاعلام الاسرائيلية سوى الحديث عن انتهاء حرية العمل الاسرائيلية في ما يتعلق بالقيام بضربات جوية ضد سوريا او حلفائها بعد اسقاط الدفاعات الجوية السورية معظم الصواريخ التي أطلقها العدو الاسرائيلي خلال اعتداءي حلب السفيرة (19/7/2021) وحمص القصير (21/7/2021).

العالم - كشكول

لم تبقَ وسيلة إعلام اسرائيلية لم تناقش اللهجة الروسية الجديدة التي استخدمت عقب الاعتداءين المذكورين، حيث أكد مسؤول روسي كبير ولأول مرة فشل العدوان على حلب شارحا تفاصيل هذا الفشل والتصدي للصواريخ، وفي الاعتداء الثاني (على حمص) كان التأكيد على فشل العدوان، ولأول مرة، اسرائيليا وأظهر توترا كبيرا من قبل قادة الاحتلال حيث اعتبروا ما حدث نهاية ما أسموه "قدرة الردع" في سوريا.

قادة الكيان الاسرائيلي الذين يرون في حزب الله ثاني قدرة بعد ايران في المنطقة تهدد كيانهم، ظهروا على وسائل اعلامهم هلعين من فقدانهم القدرة على "منع حزب الله من تطوير ترسانته الصاروخية ومحاصرة الحضور الايراني في سوريا" (وهو الوصف الذي يتناول فيه الصهاينة اعتداءاتهم على سوريا)، واستجدى المحللون وكبار العسكريين الصهاينة على القنوات الاسرائيلية قادة الاحتلال السياسيين لإعادة التنسيق مع روسيا للحيلولة دون منع استمرار الحملات الجوية ضد سوريا.

واعتبر الجزء الاكبر من المحللين الصهاينة ان ما حدث من قيام الدفاعات الجوية السورية باسقاط الصواريخ الاسرائيلية يدخل ضمن التحول في الموقف الروسي من الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا، لكنهم اختلفوا (المحليين) حول سبب التغير، فذهب البعض الى ان سبب الصمت الروسي بالاساس عن هذه الاعتداءات كان يعود منذ البداية الى الصداقة الكبيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو وبالتالي مع ذهاب نتنياهو انتهى الصمت الروسي، في حين ذهب بالبعض الآخر الى فرضية مختلفة تقول بأن روسيا فقط أرادت لفت نظر الحكومة الاسرائيلية الجديدة بأن عليها ان تجدد الاتفاقات والتنسيق مع روسيا في سوريا وانه لايمكن تجاهل روسيا، وهنا يجب التركيز على عدة نقاط:

أولا: الدفاعات السورية التي اسقطت الصواريخ الاسرائيلية المتطورة هي اسلحة سوفيتية قديمة تم تقويتها واجراء بعض التعديلات الروسية عليها، وهو ماتحدثت عنه روسيا مرارا ولم يكن مفاجئا، كما ان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي كان قد قال في آخر تصريحاته عن الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا بأن على الاسرائيليين ان يعلموا بأن صبر دمشق سينفذ في النهاية و سترد.

ثانيا: قلق الاسرائيليين في محله تماما فما حصل من تصدٍ سوري لصواريخهم لن يسلبهم تفوقا عسكريا مهما على حساب سوريا فحسب بل سيعني أن زمن التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة قد انتهى هذا من جهة، ومن جهة ثانية يعلم الاسرائيليون الآن بأنه في حال كان التصدي لصواريخهم مرحلة أولى فإن المرحلة الثانية ستكون استخدام اس300 بعيد المدى وهذا يعني اسقاط مقاتلاتهم وبالتالي نهاية اسطورة سلاح الجو الاسرائيلي، أو ما يطلقون عليه "الردع"، لتدخل بعدها "اسرائيل" مرحلة الخوف والتفكك.

ثالثا: قد يرى البعض بأن التنسيق بين "اسرائيل" وروسيا حول سوريا سيعود بمجرد ابداء حكومة بينيت الرغبة في ذلك وتقديم قرابين المودة مجددا للرئيس بوتين وبالتالي ستعود صواريخ اسرائيل لتصول وتجول في السماء السورية من جديد، لكن هذا التصور هو تحليل سطحي لما يحدث على أرض الواقع، فاليوم نرى ان سوريا وبمساعدة حلفائها وبعد إعادة انتخاب الرئيس الاسد بأكثرية ساحقة دخلت مرحلة سياسية جديدة وهي إعادة الاستقرار للتوجه نحو البناء وإعادة الاعمار، وهو ما لاحظناه من خلال التحرك الاقتصادي الصيني المفاجئ نحو سوريا وما تلاه من تحرك روسي مشابه حيث رافق المساعدات الروسية التي وصلت دمشق قبل أيام وفد حكومي روسي رسمي يضم 230 شخصا من حوالي 230 مؤسسة حكومية روسية لبحث التعاون المشترك بما فيه الاقتصادي، كما تزامن هذا مع وصول رئيس مجلس الشورى الايراني على رأس وفد رفيع المستوى الى دمشق أكد ان مهمته اقتصادية بامتياز. ويعلم الجميع انه لا اقتصاد دون أمن واستقرار والاعتداءات الاسرائيلية تناقض هذا وبالتالي عليها ان تتوقف شاء القادة الصهاينة أم أبوا.