مَنْ يعني الرئيس التونسي بقراراته خلال اسقاط المنظومة السياسية؟

الجمعة ٣٠ يوليو ٢٠٢١ - ٠٨:٢٦ بتوقيت غرينتش

اكد الاعلامي السياسي بلحسن يحياوي، ان حركة الرئيس التونسي قيس سعيد جاءت بناءاً على خطة طريق لم يتم الاعلان عنها لكن ملامحها بدأت تتضح.

العالم- خاص بالعالم

وقال يحياوي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الرئيس سعيد يريد تطبيق فصل 80 من الدستور والبدء بمرحلة يمكن تسميتها بمرحلة تأسيسية، مشيراً الى ان الاوضاع السياسية في تونس قد تعفنت بما لا مزيد عليها، وصنّاع القرار السياسي لم يكونوا في مستوى انتظارات وتطلعات الشعب التونسي الذي نادى برحيل هذه المنظومة السياسية منذ اشهر عديدة، ما وقعت عملية الاصلاح على كاهل رئيس الجمهورية الذي اختار ان يعلن عن قراراته تزامناً مع احتجاجات عارمة عمت جل المحافظات التونسية.

واعتبر يحياوي، ان حركة الرئيس سعيد هو مسار طبيعي نتيجة لما آلت اليه الاوضاع، وان الجميع بانتظار رئيس الحكومة المقبل، لافتاً ان سعيد بدأ بالاولويات الكبرى فيما يتعلق بالجائحة الصحية ووقع تركيزه على غرفة عمليات الوضع الصحي والوقوف بوجه الوباء وهو امر تولاه رئيس الجمهورية حتى قبل اعلان قراراته الاخيرة.

واكد يحياوي، ان النظام السياسي التونسي الهجين الخليط بين البرلمان ورئاسة الحكومة في تونس قد ثبت عجزه عن ادارة شؤون البلد منذ 7 سنوات، مشيراً الى ان مشروع الرئيس سعيد الانتخابي كان تغيير هذا النظام السياسي ومن المفروض ان تنتهي هذه المرحلة نحو الاستفتاء على طبيعة النظام السياسي القادم، هل سيكون برلماني بحتاً، وهل تكون الرئاسة بحتة؟ واعتبر ان تونس على اعتاب بناء الجمهورية الثالثة من اجل تقديم الاسعافات اللازمة للداخل التونسي لمواجهة المشاكل الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

من جانبه، اكد الكاتب السياسي محمد فراتي، ان الرئيس التونسي قيس سعيد سيطر حالياً على السلطات الثلاث في هذه المرحلة وحدد مدة شهر لتشكيل حكومة جديدة.

وقال فراتي: ان تونس حاليا بلا حكومة وبرلمان معطل، وان البلد كله يسير بمراسيم رئاسية ما يجعل البلاد في حالة ترقب وخوف من امكانية تمديد هذه الفترة والذهاب الى نوع من الاستبداد الذي تتجمع السلطات الثلاث بيد الرئيس التونسي.

بدوره، اكد الكاتب والمحلل السياسي توفيق المديني، ان ما حصل في تونس مؤخراً كان نتيجة منطقية للسياسة التي انتهجتها المنظومة السياسية الحاكمة، وهي منظومة صفاتها الفساد والارهاب والتي مارستها حركة النهضة طيلة السنوات العشر الماضية.

واوضح المديني: ان الشعب التونسي فرح فرحاً شديداً حين اطاح بالنظام الديكتاتوري السابق واعتقد ساذجاً بان ثورته ستلبي كل متطلباته سواء في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لكن الثورة التي قام بها الشباب التونسي والطبقة الوسطى والفئات الاجتماعية الفقيرة سرعان ما تبخرت احلامهم فيما يتعلق بانتظاراتهم الاستراتيجية، لا لشي وانما بسبب المنظومة السياسية التي حكمت منذ 2011 والى الان حيث شكلت حركة النهضة العمود الفقري فيها.

وقال المديني: للاشف الشديد اثبتت هذه المنظومة بانها انتجت الفقر وقادت البلاد الى الخراب، وعجزت بشكل فاضح ومكشوف عن ادارة دواليب الدولة، وتحولت تونس من دولة مرموقة على الصعيد الاقليمي الدولي الى دولة متسولة، وان حركة النهضة هي المسؤولة الاولى لما آل اليه الوضع التونسي، بعدما دخلت بتحالفات مشبوهة مع لوبيات ومافيات التي تجسد الفساد وعجزت عن اجراء تنمية حقيقية في تونس، مؤكداً ان الشعب التونسي فقد ثقته بالاحزاب السياسية التي لا تمتلك مشروعاً جديداً.

واعتبر المديني، ان الرئيس سعيد بادر باتخاذ اجراءات في غاية الاهمية تتناغم مع تطلعات الشعب التونسي الذي سئم من هذه المنظومة السياسية الحاكمة الموسومة بالفساد والارهاب وارتكبت جرائم ارهابية في سوريا بعد تسفير 8 آلاف ارهابي للقتال في سوريا.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/5723998