ليس أمام مسلحي درعا سوى المهادنة والاحتكام الى لغة العقل

ليس أمام مسلحي درعا سوى المهادنة والاحتكام الى لغة العقل
الجمعة ٣٠ يوليو ٢٠٢١ - ٠٢:٤٨ بتوقيت غرينتش

قرر الجيش السوري وقف العمليات العسكرية في درعا البلد، وإعطاء مهلة للمسلحين حتى يوم غد السبت، لتلبية جميع مطالب الدولة السورية، فاتحا لهم المجال للاحتكام الى لغة العقل وعدم التعنت لصالح أعداء الوطن.

العالم - كشكول

ويوم أمس قطع المسلحون في درعا طريق دمشق عمان الدولي بعد ساعات من فتح معبر نصيب بين البلدين، وهو ما تطلب ردا من قوات الجيش السوري، كما استشهد مدنيان أحدهما طفل من جراء استهداف المجموعات الإرهابية للمشفى الوطني ومنازل المواطنين في مدينة درعا.

وتعيش درعا منذ 3 سنوات فلتانا أمنيا رغم التسويات التي جرت مع المجموعات المسلحة التي رفضت الخروج من درعا الى إدلب وهو ما استدعى مؤخرا الى إعادة صياغة هذه الترتيبات والتسويات لضرورة تغير الحقائق على الارض وبدء سوريا مرحلة جديدة بعد ان أعلنت وزارة الخارجية الاردنية ان عماّن ودمشق اتفقتا على إعادة تشغيل مركز جابر/نصيب الحدودي بكامل طاقته وذلك بعد عام على اغلاق المعبر. اضف الى ذلك تلميحات الملك الاردني خلال مقابلته مع سي ان ان الامريكية التي قال خلالها أن "الرئيس الاسد باق وعلينا التعامل النظام السوري والتوصل لتفاهمات بدلا من ترك الاوصاع على حالها".

الاتفاق الأخير الذي أبرم قبل أيام قليلة وكانت قناة العالم أول من كشف عن تفاصيله قضى بسحب جزئي للأسلحة الخفيفة المتبقية بيد المجموعات المسلحة في درعا لوقف الانفلات الامني الذي يشتكي منه الاهالي وحتى عمليات التصفية التي تجري بين المسلحين أنفسهم، كما قضى بتواجد جزئي لقوات الجيش السوري، إلا أن الفصائل المتمركزة في درعا رفضت الاتفاق وفضلت الدخول في مواجهة عسكرية مع الجيش السوري.

ونعلم ججميعا ان الجيش السوري حقق نصرا كامل الاركان قبل ثلاثة سنوات ولكنه فضل إقامة تسويات مع المسلحين مقابل تسليمهم أسلحتهم الثقيلة، واليوم مع غياب الامن في درعا وشكاوي المدنيين فلن يرضى الجيش السوري بعد خرق المسلحين للهدنة واعتدائهم على حواجزه وقواته سوى باتفاق تسوية يضمن استقرار هذه المنطقة الحدودية وينهي الاضطرابات والاغتيالات ولن يتحقق هذا إلا اذا تخلت المجموعات المسلحة عن عقلية البلطجة وخيار التصعيد، ولديها الآن مهلة حتى الغد لتقرر.

وفي حين ترعى روسيا اتصالات ومفاوضات مع المسلحين لتحقق هذا الامر واعادة الاستقرار، فإن الدولة السورية تفضل الحلول السلمية وإلا فالجيش السوري في حال أحكم سيطرته على درعا البلد، فلن يبقى أمامه من مناطق ساخنة سوى بلدة طفس في الريف الغربي، ومدينة بصرى الشام ومحيطها، وهو ليس بالامر الصعب مقارنة مع ما خاضه من معارك في مناطق أخرى كان الضغط الغربي والاقليمي والارهابي فيها اكبر بكثير.