لبنان... هل يؤسّس لقاء اليوم بين الرئيسين لتأليف الحكومة؟

لبنان... هل يؤسّس لقاء اليوم بين الرئيسين لتأليف الحكومة؟
الإثنين ٠٢ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٩:٢٠ بتوقيت غرينتش

المستجدّ الحكومي التفاؤلي المتمثل بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة، لم يُحدث الصدمة الإيجابية المطلوبة، لتسهيل عملية التأليف، والتخفيف من أعباء وضغوط ما يعاني منه لبنان واللبنانيون من كوارث ومآس وفقر وجوع وبطالة وذلّ وحرمان.

العالم - لبنان

"الإيجابيات" التي سبقت "إنجاز" التكليف ووواكبته، ويسوّق لها البعض سياسياً وإعلامياً، وما تلاها من لقاءات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في قصر بعبدا، أنتجت وفق المواقف المعلنة، أو من خلال التسريبات الإعلامية من القريبين من الرئيسين، تفاهماً "مبرماً" بين الرجلين على "تثبيت" 20 حقيبة من أصل 24، وإسقاط الأسماء عليها على قاعدة "العدالة" وتوزيع الحصص الطائفية بين مكونات هذه المنظومة، بانتظار الحقائب الأربع الباقية، ليكتمل معها عقد الحكومة المنتظرة، وهي الخارجية والداخلية والمالية والعدل.

وترى صحيفة "البناء" أن في ذلك محاولة لتكبير الحجر، و"شدّ الحبال" بين القوى السياسية والمذهبية، بهدف انتزاع حقيبة الداخلية والكل "نفسهم" فيها وعيونهم عليها، لأهميتها وحاجتها، مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي، وتعتبر "أمّ العقد" المعرقلة للتأليف أقله بالشكل والمعلن، تليها وزارة العدل، بالدرجة الثانية، لأهميتها أيضاً في مواكبة التحقيقات الجارية بشأن كارثة انفجار مرفأ بيروت، وما ينتظرها في الآتي من الأيام، اذا ما نجحت القوى السياسية التحاصصية النفعية في تأليف الحكومة.

أما إضافة حقيبتي الخارجية والمالية تحديداً إلى عقد التأليف فهي للمناورة و"الابتزاز"، لا سيما أنّ حقيبة المال محسومة منذ تكليف السفير مصطفى أديب، وخط أحمر يحذر الاقتراب منه، وممنوع إدخالها في "بازار" توزيع الحقائب والأسماء...

المهم أنّ عقدتي الداخلية والعدل "بكفة" وباقي الحقائب "بكفة" أخرى، والتفاهم عليهما يفتح الطريق مباشرة أمام التأليف، ومن دونهما، لا حكومة مهما بلغ التفاؤل والتبشير بالإيجابيات، التي تبقى مجرد أوهام أو أضغاث أحلام، ولأنه "إذا شكا عضو تداعت إليه سائر الأعضاء بالحمى والمرض".

إنه أمر معيب جداً، وخطير، وغير مسبوق في أيّ دولة في هذا العالم المترامي، خاصة إذا علمنا، أنّ لبنان دخل كتاب "غينيس" للأرقام القياسية باعتباره الدولة الوحيدة التي استهلكت ثلاثة مكلفين لتأليف حكومة، على أمل ألا يفشل المكلف الثالث ويعتذر.

لن نصدر أحكاماً مسبقة ومبرمة، ولن يلغي الشعب اللبناني المسكين من قاموسه مصطلحات التفاؤل والإيجابية والخواتيم السعيدة، مع أنه لُدغ مرات عديدة، ولكنه لن يغرق كثيراً أو قليلاً بهذه العناوين التي لم يذق طعمها من قبل، في ظلّ سلطة الفساد والمحاصصة والمحسوبيات، ولم يجد لغاية اليوم، سوى ادّعاءات ومزاعم وتمنيات ورغبات وتباشير بتأليف الحكومة، على أمل ألا يطول موعدها كثيراً، لأنّ هذا التكليف، قد يكون الأخير في هذا العهد، وهذا يعني أنّ عواقبه وتداعياته ستكون خطيرة ومدمّرة وقاتلة.

هل يؤسّس لقاء الرئيسين اليوم لتأليف الحكومة، أم أنه سيفشل ويضع مصير بلد وشعب في مهب الريح، وعلى كف الخطر الجاثم والداهم؟