حادث السفينة "الإسرئيلية" المُريب.. وسر التحشيد الغربي اللافت ضد إيران

حادث السفينة
السبت ٠٧ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

في تحشيد منسق ولافت، إتهم الناتو والإتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وأمريكا وبريطانيا وكندا، وبشكل رسمي ايران بانها المسؤولة عن الهجوم الذي تعرضت له سفينة "ميرسر ستريت" "الاسرائيلية" قبالة سواحل عُمان، دون ان يقدموا حتى دليلا ماديا واحدا على اتهامهم هذا، كما اعتبروا الهجوم يتعارض مع سلامة وحرية الملاحة.

العالم كشكول

اللافت من بين كل البيانات الغربية ، كان بيان حلف الناتو، الذي اعتبر "حرية الملاحة أمر حيوي لكل حلفاء الناتو"!! وأن "الحلفاء لا يزالون قلقين حيال تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وتدعوها إلى احترام التزاماتها الدولية"!!.

يبدو ان الناتو لا يعتبر حرية الملاحة "أمرا حيويا" لدول العالم الاخرى، فهو يراها حيوية لحلفاء الناتو فقط، وان الهجمات التي تنفذها "اسرائيل" ضد ناقلات النفط الايرانية، والتي وصلت الى 13 هجوما بإعتراف الغرب نفسه، امرا مباحا ومشروعا، مادام لا يعرض مصالح حلفاء حلف الناتو للخطر، ولا يهدد الملاحة الدولية!!.

يبدو ان نفاق هذه التكتلات والتحالفات والدول الغربية، والخدمات التي تقدمها للصهيونية العالمية، باتت عنوانا دائما لها، فهي لا ترى في ارهاب "اسرائيل" العابر للحدود والدول، كالعدوان على سوريا والعراق ولبنان واليمن، ولا ترى في عمليات الاغتيال الارهابية لعلماء ايران النوويين، وهجماتها المتكررة على المنشات النووية الايرانية، وتهديدها للملاحة الدولية في البحر المتوسط والبحر الاحمر، وتجويعها للشعب الفلسطيني عبر حصاره وخنقه، تهديدا للسلم والامن الدوليين، فحسب، بل تقوم بتجنيد كل امكانياتها لدعم "المجهود الارهابي الاسرائيلي"، من خلال الدعوة الى عقد اجتماع لمجلس الامن الدولي، لمناقشة حادثة مريبة مشكوك فيها، كحادثة الهجوم على ناقلة "ميرسر ستريت" "الاسرائيلية"، بينما تصاب هذه الجهات بالخرس والطرش والعمى، ازاء مئات االاعتداءات الارهابية "الاسرائيلية"، وهي اعتداءات اعترفت "اسرائيل" رسميا بغالبها وعلى رؤوس الاشهاد.

وزراء خارجية مجموعة السبع، كانوا اكثر وضوحا من باقي التكتلات الغربية الاخرى، عندما كشفوا من دون قصد، عن سبب كل هذا التحشيد الغربي المنافق ضد ايران، عندما اعلنوا في بيانهم:" ان نهج إيران ودعمها قوى وأطرافا مسلحة يهددان السلم والأمن الدوليين"!!، ومن الواضح ان "القوى والطرف المسلحة" هي حركات المقاومة لـ"سرائيل"، ومن الواضح ايضا ان المقصود"بالسلم والامن الدوليين" ، هو أمن "اسرائيل" حصرا!، وإلا الجميع يعلم ان الكيان الإسرائيلي هو مصدر التهديد الأبرز في المنطقة لأكثر من 7 عقود، وان هذا الكيان وحماته الغربيين، يحاولون من خلال هذا التحشيد غير المسبوق ضد ايران، الى الحد الذي دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ"رد مشترك" على طهران، محو السجل الارهابي والاجرامي للكيان الاسرائيلي، وصرف انتباه العالم عن جرائمه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وكذلك من اجل الضغط على ايران عبر "شيطنتها"، لتقدم تنازلات في القضايا النووية ، والاسلحة التقليدية ودعمها للمقاومة، واخيرا من اجل ان تبقى "اسرائيل" فوق القانون، تعتدي وترتكب الجرائم دون رادع او مانع.

المحصلة النهائية التي يمكن ان يخرج منها المراقب من وراء كل هذا التحشيد الغربي المنافق والفاضح ضد ايران، هو ان الخيار العسكري قد رُفع من على طاولة الغرب و"اسرائيل" والى لابد، ولم يتبق لهذا الثنائي، الا الاكاذيب والمزاعم الواهية، التي لم تعد تنطلي حتى على الراي العام لديهم.